Site icon صحيفة الوطن

رأى أن الانقسام في النظام التركي سيؤدي إلى تصعيد مواقف أنقرة من سورية … خدام يكشف لـ«الوطن» عن اقتراح لجهة دولية لتشكيل وفد موحد للمعارضة من «التنسيق» ومنصتي القاهرة وموسكو ومعتدلي «العليا للمفاوضات»

اعتبر المعارض منذر خدام، أن الانقسام الذي يشهده النظام التركي سيؤدي إلى تصعيد المواقف التركية إزاء سورية في المستقبل، لأن الرئيس رجب طيب أردوغان هو «الأكثر تشدداً سواء تجاه الأزمة السورية أو الكردية في بلاده».
ويشهد النظام التركي حالة من الارتباك بسبب إقدام رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قبل عدة أيام على تقديم استقالته من رئاسة كل من رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة حزب العدالة والتنمية.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام: «يبدو أن طموحات (الرئيس رجب طيب) أردوغان للسيطرة ليس لها حدود، ومن المعلوم أن داود أوغلو هو منظر حزب العدالة وراسم سياساته وعندما أراد أن يمارس ذلك فعلاً من خلال منصبه لم يرق ذلك لأردوغان فبدأ يحرض ضده ويتهمه بأنه يتآمر مع الاتحاد الأوروبي ضده». وأضاف: «هذا الانقسام هو الخطر وسوف تكون له تداعياته».
ومنذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من خمس سنوات تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بدعم التنظيمات الإرهابية والمسلحة في سورية بالمال والسلاح، وسهلت عبور الآلاف من المقاتلين العرب والأجانب إلى سورية عبر أراضيها.
ورأى خدام في رده على سؤال حول كيفية انعكاس هذا الانقسام على الأزمة السورية، إن «أردوغان هو الأكثر تشدداً سواء تجاه الأزمة السورية أو الكردية في بلاده ولذلك ربما نشهد تصعيداً في المستقبل».
وإن كان يعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية لها يد فيما حصل من انقسام في النظام التركي قال خدام: «الخلافات بين أميركا وأردوغان ليست خافية، فلا يزال في الذاكرة تصريح (نائب الرئيس الأميركي) جو بايدن.. أعتقد أن أميركا ليست بعيدة عما يجري في حزب العدالة والتنمية».
وأعرب خدام عن تأييده للآراء التي ترى أن تشدد أردوغان اتجاه ما يجري في سورية دفع أميركا للعب على هذا الأمر (الانقسام)، إلا أنه قال: «لكن لا أميل إلى حصول انقسام في داخل الحزب فداود أوغلو ليس شخصية طموحة».
وأبرزت صحيفة «جونش» التركية أمس على صدر صفحتها الأولى أنه قد تمت الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ للحزب الحاكم خلال الأسابيع القادمة لاختيار خليفة لرئيس الوزراء صاحب نظرية الصفر مشاكل والملقب بـ«مهندس السياسة الخارجية التركية».
وجاء الانقسام في النظام التركي، إثر اختلاف وجهات النظر بين أردوغان وداود أوغلو بسبب معارضة الأخير للنظام الرئاسي وانحيازه للنظام البرلماني وسلب بعض الصلاحيات منه عن طريق سحب سلطة تعيين رؤساء الأحزاب في المدن التركية ما دفعه إلى الإقدام على تقديم الاستقالة.
وفي سياق آخر، كشف خدام في تدوينة له في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن اقتراح لجهة دولية فاعلة لتشكيل وفد موحد للمعارضة يضم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وممثلين عن مؤتمري القاهرة وموسكو والمعتدلين من «الهيئة العليا للمفاوضات».
وكان خدام أعلن عبر «الوطن» منذ نحو الشهر استقالته من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، التي كان يشغل فيها منصب رئيس المكتب الإعلامي.
واعتبر خدام أن نجاح هذا المقترح يمكن أن يشكل «انعطافا في مسار جنيف للحل السياسي التفاوضي، شريطة التركيز في المفاوضات على ضمان مستقبل ديمقراطي لسورية بدستور جديد علماني وبقوانين مكملة له مثل قانون الأحزاب وقانون الإعلام وقانون الانتخابات وغيرها وليس على إزاحة فلان أو علتان إلا وفق آليات الديمقراطية»، وأضاف «في ظل نظام ديمقراطي حقيقي يمكن محاسبة الجميع، أما الرهان على القوى الإرهابية وعلى الأجندات الخارجية المرتبطة بها فهو رهان خاسر».

Exit mobile version