Site icon صحيفة الوطن

الواقع الكروي بين الانتظار والصمت … مسابقات (هشة) والمطلوب التجديد والبحث عن المفيد

| ناصر النجار

إذا كان الشارع الكروي مشغولاً بأكمله في الحديث عن المدرب المنتظر لمنتخبنا الوطني، فإن اتحادنا الكروي مشغول بالبحث عن كيفية الخروج من مأزق المنتخب ومدربه.
ورغم أن البعض يروج أن عملية استخدام المدرب في الوقت الحالي غير ضرورية، لأن الواقع يشير إلى عدم وجود وقت يعمل عليه المدرب، أي إنه لا يوجد أيام فيفا في الأيام القادمة، ولا يستطيع أي اتحاد كروي مهما علا شأنه أو قلَّ أن يستقدم لاعبيه من حضن الأندية المحترفة لأن القانون مع الأندية ولا يقف مع المنتخبات.

وعليه فإن كل الاتحادات الوطنية تنتظر بدء المباريات الرسمية لتنتقي لاعبيها، ثم تدخل بتمارين قصيرة قبل بدء المباريات بـ(72) ساعة، وتنحصر مهمة المدرب بمراقبة اللاعبين المحليين والمحترفين ومعرفة مستواهم واستدعاء كل ما يمكن استدعاؤه عبر معسكرات قصيرة قد تكون داخل الوطن أو خارجه، وهذا الأمر متعلق بقدرة الاتحاد على تأمينه خارج كل الظرف والقوانين الكروية.
وهذا الأمر قد يكون طبيعياً لولا أن كرتنا مدعوة للمشاركة بدورة ملك تايلاند في أيام الفيفا القادمة وستقابل فيها منتخبات تايلاند والإمارات والأردن، فبأي مدرب سنذهب، وهل سيكون هذا المدرب مؤقتاً، وهل سنذهب بالمنتخب القديم، أم ستتم إضافة بعض اللاعبين إليه؟
واتحاد كرة القدم الذي وقع في حيرة من أمره بين إرضاء تطلعات الشارع الكروي وطموح الكرويين، وبين الواقع الذي يعيشه تحت بنود عقد التعاقد المفروضة من المكتب التنفيذي والتي تتعلق بحجم القيمة النقدية أولاً وعدم إمكانية الدفع بالعملة الصعبة، فضلاً عن إشكالات أخرى قد تكون غير مؤثرة حيناً، أو لها أهميتها الضرورية أحياناً أخرى.
أمام كل ذلك فإن الواقع الكروي (مضطرب) وبات المدرب الكروي هو الشغل الشاغل للجميع، والحلول القادمة وإن كانت مرضية للبعض فلن تكون مرضية للبعض الآخر، الأهم من كل هذا وبعد هذا الانتظار الممل، أن يتوصل اتحادنا الكروي إلى خيار معقول ومنطقي بشأن المنتخب الوطني، وقد يكون ذلك الأهم في هذه الأوقات، ومن أولويات الأعمال والاهتمامات.
لكن بطبيعة الحال، هل عمل الاتحاد مقتصر على هذا الجانب، وأين بقية الأعضاء، وماذا يفعلون وخصوصاً إذا علمنا أن المكلفين البحث عن مدرب المنتخب عضوان أو ثلاثة أعضاء على الأكثر فأين البقية الباقية، وماذا تفعل الآن؟

عاطلون
أغلب أعضاء اتحاد الكرة القدم عاطلون عن العمل، وقد يقتصر عمل البعض على حضوره الاجتماعات في أحسن الأحوال، لكن تقنيات العمل وخططه الإستراتجية مفقودة، وهنا نسأل: أين البيانات الانتخابية التي وعدنا بها أعضاء الاتحاد عندما تقدموا للانتخابات، كما شهدنا في مشهد مكرر مع كل دورة انتخابية؟
الأعضاء الذين يمكن أن نتحدث عنهم معروفون بأسمائهم ولا داعي لذكرهم أو التذكير بهم، وما تحدثنا عنه في الدورة الماضية، يبدو أنه سيتكرر في هذه الدورة ليتأكد لنا أن هرولة البعض إلى اتحاد كرة القدم ليس إلا للمنافع الشخصية فقط، وأهمها السفر وما فيها من منافع ذاتية والسياحة والتسوق، وهذا الكلام لا نتجنى فيه على أحد، لأنه حقيقي وواقعي.
وتأكيداً لذلك فإن جمهورنا الكروي نسي أسماء أعضاء الاتحاد، لأن هذه الأسماء غير متداولة بسبب انعدام عملها وتحركها.

أين المهم؟
إذا كان المنتخب الوطني وشؤونه هما الأهم في التحديات الكروية التي تنتظرنا، فأين المهم؟ ولماذا نحن غافلون عنه؟
والقضية هنا، قضية المسابقات الرسمية التي تعتبر العمل الرئيس لاتحاد كرة القدم، لأنه من خلال هذا العمل ينطلق نحو الخروج بالمشاركات سواء على صعيد الأندية أم المنتخبات، لأنه (على سبيل المثال) نلبس الدوري ثوباً فضفاضاً فبات يفوق الدوريات الأوروبية بعدده، ولا يشبه أي نظام في الدوريات العالمية.
فالمفترض بعد أن صار عدد أندية الدوري (22) ويمكن أن يرفع إلى (24) أن يتم تفصيل دوري جديد على قياس الأندية.
وهنا ننتظر دور لجنة المسابقات التي من المفترض أن تمارس عملها من الآن استعداداً، عبر تقديمها مقترحاً أو أكثر لشكل الدوري، سواء كان تصنيفياً أو على شكل مجموعات، ومن المفترض أن تجدد اللوائح الفنية التي يجب العمل وفقها في مسابقات الدوري والكأس، بعد أن بليت اللوائح السابقة بفعل الزمان وما أصابها من إهمال.
أيضاً اللائحة الانضباطية تحتاج إلى الكثير من العمل والتغيير بما يتناسب مع الشكل الحالي للدوري أو الشكل المقترح الجديد.
هناك الكثير من العمل المفترض أن تقوم به اللجان العليا في اتحاد كرة القدم، وهي مهمة ومفصلية ونأمل أن تتحرك بجدية وثبات لتثبت أن وجودها في اتحاد كرة القدم هو لتطوير اللعبة والاهتمام بها والنهوض بمفاصلها، وليس لاعتبارات شخصية.

Exit mobile version