Site icon صحيفة الوطن

«النصرة» وحلفاؤها على مفترق طرق

| وكالات

بات تنظيم جبهة النصرة المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية على مفترق طرق مع حلفائه بعد تصاعد الخلافات بينه وبين ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» عقب إتمام صفقة مبادلة الصحفيين الإسبان.
وحسب مصدر مطلع في المعارضة، فإن التصعيد مؤخراً ضد «النصرة» لم يكن ناتجاً عن مواقف فردية، بل هو تحضيرات لصدام حتمي لتباين المناهج والتوجهات بينها، وأن مناطق سيطرة التنظيمات المسلحة باتت ساحات لصراعات خفية ستظهر للعلن. ونقلت تقارير صحفية، عن المصدر المطلع: أن «النصرة» باتت على مفترق طرق مع حلفائها بعد تصاعد الخلافات بينها وبين «الأحرار». وأضاف المصدر، «تصاعدت الخلافات بين «النصرة» و«الأحرار» عقب إتمام صفقة مبادلة الصحفيين الإسبان الذين أطلقت «النصرة» سراحهم مقابل مبلغ 10 ملايين دولار حسب أخبار تناقلتها وسائل إعلام، الأمر الذي عده قياديون في أحرار الشام متاجرة بالبشر، وخصوصاً أن الصحفيين دخلوا بموافقة أحرار الشام واختطفتهم النصرة رغم أنهم يحملون كتاب موافقة الدخول والأمان من أحرار الشام».
وأكد المصدر، الذي لم يكشف عن اسمه، أن «ما أثار حفيظة قيادات «الأحرار» هو أن «النصرة» أنكرت وجود الصحفيين لديها بعد أن تم خطفهم من مدينة حلب». وأضاف: «الخلاف بين «النصرة» و«الأحرار» ليس وليد اللحظة فهناك خلافات سابقة لم تظهر للعلن بين الطرفين، وأوسع تلك الخلافات هو الصراع على النفوذ في مدينة إدلب، والذي إن لم يتداركه الطرفان سيشكل ضربة قاصمة للعلاقة بين الفصيلين اللذين يمثلان أكبر الفصائل السورية في إدلب والمناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة المعارضة».
وتابع: «إن المصالح المشتركة بين «النصرة» و«الأحرار» كانت سبباً في منع خروج خلافاتهما للإعلام، لكن ظهور بعض العناصر المحسوبة على أحرار الشام وانتقادها لـ«النصرة» في مواقع التواصل الاجتماعي يوضح أن التعليمات من قيادة «الأحرار» بمنع توجيه الانتقادات العلنية لـ«النصرة» لم تعد مشددة كالسابق، والذي يشكل تصعيداً يعتبر جزءاً من مراحل تكون آخرها قتال «النصرة» على غرار تنظيم داعش، ولا سيما أن «النصرة» ترفض حتى الآن الانضواء تحت راية «الثورة» التي رضيت كبرى الفصائل العمل تحتها ولمصلحتها لا لمصلحة المشاريع الخاصة». واعتبر المصدر، «أن التصعيد المفاجئ مؤخراً ضد «النصرة» لم يكن ناتجاً عن مواقف فردية لهذا الفصيل أو ذاك، بل هو تحضيرات لصدام حتمي لتباين المناهج والتوجهات، وقد بدأ ذلك بتوعد «جيش الثوار» لـ«النصرة» متهماً إياها بالتعدي على الثوار حسب وصف بيان له، وقد سبقت ذلك الخلافات مع الفرقة 13 في معرة النعمان والآن مع أحرار الشام، وهذا الأخير يُعتبر الخلاف الأخطر على الثورة حتى الآن».
وكشف المصدر، أن قيادات في «النصرة»، «عممت وبشكل فوري على كوادرها وعناصرها بعدم الانجرار وراء أي استفزاز وعدم الرد، والتزمت الجبهة الصمت حتى هذه اللحظة لاحتواء تداعيات الخلاف وتجنب التجييش والتصعيد الذي من شأنه أن يتضاعف لقتال تكون «النصرة» فيه الطرف الخاسر».
وبين أن «فصائل معينة في محافظة حلب تدفع باتجاه قتال «النصرة» وبدعم التحالف الدولي، معتبراً أن استهداف قيادات «النصرة» الأخير في مطار أبو الظهور هو رسالة لها بأنها كيان لم يعد مرحباً به في المناطق المحررة». وختم المصدر بالقول: «المناطق المحررة باتت ساحات مغلقة لصراعات خفية لم يعد من الممكن عدم ظهورها للعلن، ونتيجة تراكم الخلافات والتهدئة المرحلية للكثير من الصراعات فإن الصدام بين الفصائل قادم إن لم يتم الانصهار تحت جسم واحد وقيادة واحدة وترك الفصائلية والحزبية، والتضحية بكل شيء من أجل الثورة».

Exit mobile version