Site icon صحيفة الوطن

في رحيل ياسين رفاعية

| علي سليمان – الكويت

رحل ياسين رفاعية
طوى كتاب العشق ودفاتر الذكريات
ترك قلمه وحيداً
رحل حاملاً قلبه المفعم بالشغف وأحرفه المشتعلة بالأشواق
رحل عاشق دمشق المسكون بالخوف الدائم من معشوقته
وبالخوف الدائم عليها…!
لا أدري كيف أعاتب الموت الذي لا يميز بين
من يغرس أشجار الشعر
ومن يحتطب أغصان الحياة
بين قلوب الشعراء وقلوب الطغاة
بين النفوس العامرة بضوء المحبة
والنفوس الغارقة في ظلمة الكراهية
بين رُسُل المحبة وفقهاء البغضاء…!
رحل ياسين رفاعية.
بعد مغالبة طويلة مع الموت
تاركاً أشواقه وأصداءه وظلاله وحيدةً تهيم في شوارع بيروت
وفي مقاهيها وفي حارات دمشق القديمة
وعلى أرصفة ساروجا وأزقتها وأوجه منازلها
رحل دون أن يروي ظمأه الدائم للحياة, دون أن يكمل روايته الأخيرة
دون أن يخبر محبيه بموعد سفره الأبدي
أما نحن, أيها الصديق الراحل, المفجوعين باحتراق الوطن
وبمشاهد الجنون ومهرجانات الجرائم اليومية
لم يبقَ لنا في الرحيل اليومي لمئات الشهداء والأحبة
بقيةٌ من كلمات الرثاء… بل لم يبق لكلمات الرثاء من معنى..!
أيها الراحل العزيز
لست أدري هل أنعاك، أم أغبطك على رحيلك عن مسرح العبث هذا؟!

Exit mobile version