Site icon صحيفة الوطن

من جديد سلتنا الأنثوية تعتذر عن المشاركات والنقرش يوضح

| مهند الحسني

اتسعت فسحة تفاؤلنا عندما وافق اتحاد كرة السلة على مشاركة منتخب الناشئات في بطولة ساخا المقبلة، لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمنا بواقع حسبنا أنه تلاشى من حسابات القيادة الرياضية التي ما زالت تتعامل مع مشاركاتنا بعقلية جلها يتعلق بتوفر الإمكانات المالية، وكأن القدر حكم على سلتنا ومنتخباتها أن تبقى أسيرة هذه العقلية التي باتت مهترئة ومستهلكة، وقامت بإلغاء المشاركة بسبب تكاليفها المادية الكبيرة.
لن نغالي كثيراً إذا قلنا إن السلة السورية ما زالت تئن تحت وطأة ضعف الإمكانات المادية، والمشاركات المجانية لمنتخباتها باتت في عهد القيادة الرياضية الحالية عرفاً واضحاً.
ومن كان يريد أن يتحدث من أصحاب الكلام المجاني والمعسول عن المشاركة اللائقة لمنتخب الرجال في بطولة غرب آسيا، فإننا سنضطر إلى الهمس بآذانهم بحقائق تفيد أن القيادة الرياضية لم تصرف على هذه المشاركة أي مبالغ مادية، لكون رئيس اتحاد السلة وعبر جهوده الشخصية نجح في تأمين مبلغ مادي جيد لتثبيت المشاركة من الاتحاد الآسيوي، إضافة إلى سعيه بالتعاون مع الأمين العام للاتحاد الآسيوي إلى إلغاء رسم مشاركتنا في البطولة والبالغة عشرة آلاف دولار، ولولا هذه الخطوة لما حلم منتخبنا بإقامة معسكر بمدينة اللاذقية، بحجة ضعف الإمكانات المادية، ولم تتمكن سلتنا من تثبيت مشاركتها.

توضيح
«الوطن» اتصلت برئيس اتحاد السلة جلال نقرش مستفسرة عن حقيقة إلغاء قرار المشاركة، حيث أكد أن المشاركة في هذه البطولة كانت ضرورية، وبالذات لفئة السيدات التي باتت محرومة من المشاركات الخارجية لكون مسابقاتها تأتي أغلبيتها من الاتحاد العربي الذي حرم الرياضة السورية بشكل عام من أي مشاركة، لذلك وجدنا أنه من الضروري التوجه لمشاركات أخرى، لكن التكلفة المالية لهذه المشاركات عالية جداً، ولا تتناسب مع الإمكانات المادية المتوافرة حالياً لدى القيادة الرياضية.
وتابع النقرش: وجدنا أنه من الضروري استبدال المشاركة بإعداد منتخبين للسيدات الأول في حلب، والثاني في دمشق، وطلبنا من اللجان الفنية المساعدة من أجل إعداد هذين المنتخبين للمشاركة في دورة القسم المقبلة بمحافظة السويداء، وتم تعيين عدي خباز مدرباً لهذا المنتخب الذي سيغادر بعد دورة القسم إلى لبنان لإقامة معسكر خارجي، واللعب عدة مباريات ودية بغية تنشيط اللاعبات، وإعداد المنتخب بشكل جيد للاستحقاقات المقبلة.

تعقيب
أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن التفاصيل المزعجة التي ترافق عمل القيادة الرياضية لكني لم أستطع، لكون هذه التفاصيل تطرق بابي حتى عندما أكون خارج التغطية، وبصراحة أكثر لو أتقنت القيادة الرياضية التخطيط لمستقبل الرياضة السورية بشكل عام كما تخطط لمصالحها ومحسوبياتها لوصلت رياضتنا إلى منصات التتويج، وتزينت بالميداليات البراقة في جميع المحافل العربية والعالمية، لكن ذكاءنا وخبرتنا وحنكتنا يبدو أنها لا تظهر إلا في سبيل مصالحنا الشخصية فقط، ونفتقدها عندما يتصل الأمر بالشأن العام.
أيها السادة ترشيد الإنفاق نحن معه في ظل الظروف الحالية، لكن يفترض ألا يكون على حساب منتخبات الوطن، وحاجاتها الأساسية التي يفترض أن يكون تأمينها من أولى مهام القيادة الرياضية، والتقنين لا يجب أن يكون على حساب الضروريات، إلا إذا كانت منتخبات السلة آخر أولويات القيادة الرياضية، فنحن نرى شلالات من الهدر الإداري وتوظيفاً خاطئاً لموارد الاتحاد الرياضي العام في أكثر من مفصل.
وثمة سؤال ما زال يؤرقني، مادامت القوانين واضحة والأنظمة جلية، فلماذا كل هذا التلكؤ في أداء واجبنا تجاه منتخباتنا الوطنية؟ سؤال نترك الإجابة عليه للاتحاد الرياضي العام فهل من مجيب؟

Exit mobile version