Site icon صحيفة الوطن

فضيحة كروية آسيوية جديدة … خسارة ساحقة للوحدة وفوز صعب للجيش

فوضى تقتحم أرجاء الكرة السورية ولا يمكن تسميتها بالفوضى الخلاقة، ولاسيما أن لها انعكاسات سلبية كثيرة على كرتنا في جميع مفاصلها، وجاءت هذه الفوضى لتثبت أن ما تحدثنا عنه وكتبناه خلال الفترة السابقة وحذرنا منه كان صحيحاً، ومن بين الفوضى نجد فسحة أمل، وإن كانت فسحة الأمل خصوصية والفوضى التي نتحدث عنها عمومية.
لا نريد الدخول بتفاصيل الفوضى التي تعم أرجاء كرتنا والتي ستبعد حلم سورية في روسيا 2018، فحديثنا اليوم ليس مخصصاً عن منتخبنا الذي كانت الفرصة أمامه خلال الدور النهائي من التصفيات المونديالية ليحقق شيئاً كبيراً وجاءت التعيينات لتنهي أمل كرتنا في الوصول وهذا حديث لا ينتهي والأيام القادمة ستثبت أن الفوضوية في اتحاد كرة القدم ستقود إلى نهاية حتمية لكرتنا، واتحاد الكرة لا يملك الحلول لهذا الأمر.
حديثنا الأساسي في فوضى نادي الوحدة وفسحة الأمل في فريق الجيش، ففريق الجيش وصل إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي بعد أن استطاع التفوق على نفط الوسط العراقي المتفوق عليه في الحالة الهجومية، وإن فاز فريق الجيش بهدف نظيف فهو إنجاز لأن مدربه الشعار عرف من أين تؤكل الكتف وكيف يقود دفة المباراة لمصلحته أمام فريق يتمتع بقوة هجومية مقابل عقم هجومي في فريق الجيش بحاجة لحلول، وهذه المشكلة ليست حديثة في فريق الجيش، بل هذه السنة الثالثة التي يعيش فيها الجيش العقم الهجومي ونحن بحاجة لحلول لهذه المشكلة.
وهذا الفوز الذي حققه الفريق أنقذ الكادر الإداري والفني وأخذ فرصة جديدة ليثبت نفسه، وهذا يدعو لتدعيم صفوف الفريق بالمزيد من الخطط الهجومية، فتأهله إلى الدور الربع النهائي لن ينسينا الفوز القيصري على تشرين في كأس الجمهورية وانتصاراته القيصرية في كأس الاتحاد الآسيوية أمر لافت للنظر.
من ناحية ثانية فالوحدة يعيش حالة من العقم الفني والإداري، وكان ذلك جلياً في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وحين تحدثنا أن بطولة الاتحاد الآسيوية بحاجة لكادر تدريبي لديه الخبرة الآسيوية وقع اللوم علينا، وحين تحدثنا أن فريق الوحدة في هذه البطولة بحاجة للاعبين يملكون لياقة بدنية وخبرة كروية وليس بحاجة للاعبين الاعتزال أفضل لديهم كان اللوم علينا، وإن استطاع بعض اللاعبين تحقيق إنجاز بمشاركتهم بالبطولة الآسيوية وتسجيل كم من الأهداف إلا أن هذا لم يكن كافياً، فإن فاز فريق الوحدة على القوة الجوية 5/2 فقد عاد وخسر معه صفر/1 الأمر الذي يؤكد وجود مشكلة كبيرة في فريق الوحدة.
اللوم الذي نضعه على الكادر الإداري والفني في اقتناء اللاعبين فهو يعلم أنه أمام بطولة آسيوية وبحاجة لنوعية معينة من اللاعبين وليس لخط دفاعي لاعبوه فوق الثلاثين عاماً!
فالوحدة لم يعد فريقاً قادراً على المنافسة الآسيوية ولاسيما أن تأهله إلى الدور الثاني من كأس الاتحاد الآسيوية جاء قيصرياً في ظل الخسارة القانونية لفريق شباب الظاهرية الفلسطيني وهذه حقيقة لا يجب إغفالها، وإن استطاع فريق العهد اللبناني التفوق على فريقنا الوحدة وبنتيجة كبيرة وتاريخية صفر/4، فأي فريق قادر على التفوق على فريق الوحدة، وربما لو سمحت الظروف لشباب الظاهرية لتفوق على فريق الوحدة.
لوم كبير يطال فريق الوحدة، والذي على الرغم من امتلاكه أكاديمية كروية إلا أنه لا يعمل على الاعتناء بالقواعد ويعمل على استقطاب أفضل اللاعبين والنجوم، فلم يعد مصنعاً للنجوم ولو يعتمد على أكاديميته فهذا خير له من شراء واستقطاب اللاعبين، وإن نجح مع اللاعبين في الدوري المحلي لأنه سحب النجوم المحليين إلى الفريق، لكنه لم ينجح آسيوياً وسقط سقطة كبيرة بحاجة لدراسة كبيرة وجدية وعميقة من إدارة النادي لتصلح الخلل الموجود بالفريق، فعدم الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريق هو أحد الأسباب الرئيسة في خسارة الفريق، فالقائمون على الفريق يرون أن اللاعبين أحجار شطرنج كيفما شاؤوا يحركونهم يجددون معهم أو يتخلون عنهم على حين أن الخلل الحقيقي ليس في اللاعبين بل في الهيكلية المبني عليها الفريق.
عقب الخسارة من العهد اللبناني بنتيجة صفر/4 قدم رأفت محمد استقالته من الفريق لأنه يعتبر أن الخسارة هي مسؤوليته، وجاءت هذه التصريحات بالاستقالة لكيلا تتصرف الإدارة أي شيء معه ولا تحاسبه فبالتالي استطاع إخراج نفسه من القضية، بالمقابل فالإدارة تعلم تماماً صعوبة التخلي عن رأفت محمد في هذا الوقت في ظل منافسات كأس الجمهورية والدور النهائي من الدوري الكروي لكرة القدم وبالتالي ستتمسك بالمحمد، ولكن أمامها جمهورها الكبير الذي رأى أن الخسارة مع فريق مثل العهد اللبناني بمثل هذه النتيجة كبيرة فوضعت المسؤولية على اللاعبين، وأكدت الإدارة أنها ستفسخ عقود ستة من لاعبي الفريق وكل ذلك كإسعافات أولية لامتصاص غضب الجمهور الكبير، ولكي تطوى الخسارة وتنسى، ولكن هل هذه هي الحلول الناجحة؟
فريق الوحدة بحاجة لإعادة هيكليته من الناحية الفنية والاعتماد على أكاديميته الكروية وتحقيق احتراف حقيقي من خلال رعاية اللاعبين وتأهيلهم من القواعد لينضموا لصفوف الفريق، وهذه خطة تتصف بالديمومة ولا تأتي بيوم وليلة، ولكن ما دام الوحدة يريد النجاح فعليه العمل على قواعده والتخلي عن أسلوب سحب النجوم فهذا العمل سينفع محلياً ولكنه لن يكون مجدياً أبداً في البطولة الآسيوية.
ويبقى السؤال في النهاية لماذا كل هذه الزوبعة إن كانت هذه حدود فريق الوحدة فهو لم يتأهل بعد الدوري الثاني ولم يصل خلال السنوات التي شارك بها للدور ربع النهائي إلا في النسخة الأولى، ولماذا الإدارة تسعى لتسريح لاعبين ومعاقبة آخرين وبالأصل كان انتقاء اللاعبين للبطولة خاطئاً.

Exit mobile version