طرطوس- محمد حسين:
انخفضت أسعار الخضر بشكل كبير الأمر الذي شكل صدمة للمستهلكين والمنتجين.. فالمستهلكون استبشروا خيراً ووجدوها فرصة للتسوق وشراء الخضروات التي كانت في بداية الموسم خارج نطاق مدخولهم أما المنتجون فتساءلوا إذا هبطت الأسعار بمستويات أكثر ما يعني خروجهم من دائرة الإنتاج في الموسم.
أحد المزارعين قال: ثمن كيلو بذار البطاطا وصل إلى /260/ ليرة سورية والآن نحن نبيع الكيلو بأقل من خمسين ليرة هذا يعني أننا نبيعه بربع التكلفة.. مبيناً أن هذا الموسم شهد بداية متعثرة أيضاً.. فالظروف الجوية غير المناسبة أثرت عليه وأصيب باللفحة والآن تدني الأسعار أجهز على أحلامنا بالكامل.. فأكثر المزارعين استدانوا ثمن البذار بانتظار المحصول والآن لا محصول.. فكيف سنزرع الموسم القادم ومن سيرضى بتقديم البذار لنا (ديناً)؟!!
مزارع للبندورة تحدث لنا في سوق الهال عن كساد المادة في السوق وتدني أسعارها والسبب كما قيل لهم هو توقف التصدير بشكل شبه كامل..
أبو كامل تاجر في سوق الهال أخبرنا أن السبب الرئيسي لانخفاض الأسعار يعود لتوقف حركة التصدير بعد إغلاق المعابر الحدودية وعدم التفكير بإيجاد طريقة للتصدير بحراً.. وخاصة أن الخضر السورية أصبح لها سمعتها العالمية وغيابها عن الأسواق قد يؤثر عليها مستقبلاً ولا حل إلا بتدخل الدولة عبر شركة الخزن والتسويق للحفاظ على مستوى من السعر يناسب المستهلكين والمنتجين.
ومن الغريب أن أسعار الفواكه لا تزال تحلق عالياً جداً فالمشمش الذي كان فاكهة الفقراء أصبح خارج ما في جيوبهم وبقي الكرز والموز والتفاح في الأعالي.
المهندس ياسر ديب رئيس مجلس المحافظة أكد لنا أن هذا الموضوع تم التطرق له ومناقشته والطلب من مؤسسة الخزن والتسويق العمل على استيعاب إنتاج محصول البطاطا ولا سيما أن التصدير متوقف هذه الفترة..
كما تم التوجيه إلى المديريات والدوائر بترتيب الأولويات للخطط بما ينسجم مع الواقع الراهن الذي تمر فيه البلاد فالأولوية للغذاء والدواء والأمان ودعم صمود الجيش مع مواجهة الإرهاب.
و طالت النقاشات خلال الدورة السابقة مختلف المواضيع حيث تم تأكيد ضرورة دعم محافظة طرطوس من بند إعادة الإعمار وخاصة تأثر البنى التحتية للمحافظة نتيجة الأزمة وتوافد الأخوة الوافدين من المحافظات الأخرى بحيث شكل ذلك عبئاً وضغطاً كبيراً على البنى التحتية كاملة (مدارس- كهرباء- مياه- صرف صحي- طرق…. الخ).
و تم عرض نتائج عمل دائرة الجرحى والخدمات المقدمة خلال الفترة الماضية مع تأكيد دعم هذه الدائرة والمتابعة في العمل لخلق فرص عمل شريفة لجرحى الجيش وهذا واجب على الجميع.
في مجال خدمة البلديات والحاجة لتقديم معونة لبعض البلديات في مجال النظافة فقد تقرر تقديم الدعم لبعض البلديات لجمع وترحيل القمامة وخاصة مع قدوم فصل الصيف.
إضافة للتطرق إلى وجود بعض التعديات في بعض الأماكن من المحافظة على أملاك الدولة وقد قام محافظ طرطوس بالتوجيه والكشف على مواقع المخالفات وإزالة التعديات واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين… وطرح بعض القضايا الفنية المتعلقة بنظام الضابطة وكيفية احتساب نقطة المقارنة وقد تم تنظيم ندوة على إثر ذلك حضرها رؤساء البلديات ورؤساء المكاتب الفنية لديهم لمعالجة هذه القضايا.
أخيراً… إن تدني الأسعار لن يستمر طويلاً وستعود الأسعار للارتفاع لذلك لا يفرح البعض من المستهلكين الذين يصبون جام غضبهم على المزارعين المنتجين فهؤلاء سيقومون بإهمال مزروعاتهم وإتلافها لأن تكاليف ثمنها تفوق جنيها.. مع التأكيد أنهما في الهم والغلاء سواء.