Site icon صحيفة الوطن

«الوطن».. تنفرد بالحديث إلى ذاكرة فن الطفل في سورية … ممتاز البحرة لـ«الوطن»: مثلما عاملت الشخصيّات التي رسمتها بمحبّة واحترام وإخلاص، كذلك الناس في وطني عاملوني … علينا أن نكون أكثر تحضّراً في التعامل مع بعضنا لنكون أكثر حضوراً بين البشريّة

| عامر فؤاد عامر- سوسن صيداوي

دمشقيّ العشق والهوى، تمتزج لغته بالمحبّة والتحدّي، أنشأ خطّه الخاصّ في الفنّ التشكيلي؛ فكان مميّزاً بكاريكاتيره عبر أهم الصحف والمجلات، ثم انتقل لإبداع شخصيّات المناهج، التي نالت التقدير والتقييم العالمي بحسب تقارير مؤسسات ومنظمات عالميّة، وتربّت الأجيال على عطائه هذا، ليمنح مجلات أخرى مثل «أسامة» و«سامر» إبداعاتٍ جديدة في شخصيّات رسخت في ذاكرة الأجيال. الفنان «ممتاز البحرة» عرّاب شخصيّات الطفولة في مناهج وزارة التربيّة للمرحلة الابتدائيّة: رباب، وباسم، وميسون، ومازن، يعدّ اليوم الأب الروحي لأجيال وأجيال تعلقت بإبداعاته وتربت على جمالها، درس الفنّ التشكيلي بين مصر وسورية، وعمل كمدرس في الفنون الجميلة لمدّة 23 عاماً، بين مدينتي الحسكة ودمشق، ثم توجّه للصحافة في رسوم الكاريكاتير ورسوم المجلات ومن أهمها نذكر: جريدة تشرين، ومجلة المعلمين، وصحيفة الطليعي، ومجلة أسامة، ومجلة سامر، ومجلة الجندي، وجريدة الثورة، ومجلة التلفزيون، وجريدة الصرخة. إضافة إلى العمل في رسوم وأغلفة العديد من الكتب في سورية والدول العربيّة، ومن أهم أعماله التشكيليّة اليوم لوحة ميسلون المعروضة على سفح جبل قاسيون في بانوراما الجندي المجهول.
تنفرد «الوطن» في لقائها معه اليوم للحديث عن محطات مهمّة من حياته.

تحدث لنا عن بداية مشوارك الفني؟
اشتغلت في الفن على عدة دروب أو مسارات منها الكاريكاتور ورسومات الأطفال، وحضوري كان قوياً جداً في الكاريكاتور في جريدة «صدى الشام» وقبلها كانت هناك جريدة «الرأي العام» والأخيرة تمت مصادرتها بعد الانفصال، فعملت في جريدة «صدى الشام» وفي هذا الوقت كنت شابا غضا فنيا، بعدها عملت في مجلة «الجندي» سواء برسوم مرافقة للنصوص أو بالكاريكاتور وفي وقتها حصلت على شعبية ممتازة.

لماذا لم تسافر رغم أنه عُرض عليك عروض مغرية؟
نعم لم أسافر واخترت أن أبقى في بلدي، من الذكريات الجميلة كان لدي صديقا اسمه «أبو الخير حلاق» وكنا في دورة الإنكليزي فتعرف إلى ابنة الملحق الثقافي السويدي، وطبعا أنا خلال الدرس كنت أرسم رسومات وألقي بها في حين هو كان يأخذ رسوماتي ويحتفظ بها، وفي مرة شاهدت الفتاة السويدية الرسومات وأخبرت والدها عني وهنا تم عرض السفر علي فقلت لهم: لن أسافر فأنا هنا رسام وقد أكون الوحيد في مجالي وتخصصي، في حين عندكم هناك أكثر من خمسمئة رسام، فأنا أفضل أن أبقى في بلدي وألعب هذا الدور هنا وبطبيعة الحال فنانوكم هم كفاية لكم ولستم بحاجة لي، على الرغم من أنني بوقتها كنت أعاني ضائقات مادية صعبة تزامنت مع هذا العرض، حتى إنني وقتها بكيت بحرقة لأنه لم يكن معي ثمن شراء الحليب لابنتي الرضيعة.

كيف كانت مراحل دراستك في كلية الفنون الجميلة؟
سافرت إلى مصر ودرست في كلية الفنون الجميلة وفي فترة الانفصال كنت في السنة الثالثة وهي عملياً تعتبر السنة الرابعة، وبسبب الانفصال بين سورية ومصر عدت إلى دمشق، وكانت وقتها كلية الفنون الجميلة في سنتها الثانية بعد التأسيس وتصادف مع هذه الفترة وفاة أبي فما كان لي إلا أن أتابع دراستي في كلية الفنون الجميلة مكملا في السنة الثانية وكنت من خريجي أول دفعة، بعدها في عام 1965 عملت مجموعة رسوم لمخيم النازحين الفلسطينيين والذي كان في مساكن برزة في دمشق وفي وقتها لم أتمكن من شراء سيارة فاشتريت «موتو سيكل» وبقيت أقوده عشرين سنة والندبة التي في وجهي هي بسبب حادث كنت فيه لآخر مرة أقود «الموتور» وفي وقتها كنت أعمل في جريدة «تشرين» وكانت أيامها في بدايات التأسيس، لم يهمني الجرح ولم أفكر أبدا بأن أخضع لعملية تجميل ولكن مع الزمن أشعر بأمور وبالكتلة في وجهي والتي نتجت عن ندبة الجرح ولكن أحمد اللـه فهي لا تؤثر في.

ذكرت بأنك ترسم ولكن بأكثر من درب أو مسار فما الدروب والمسارات الأخرى؟
نعم… أنا بمشواري الطويل رسمت رسومات صحفية مرافقة للنصوص، رسمت الكاريكاتير السياسي والاجتماعي كنت أرسم الإثنين معا، ففي مجلة «صوت المعلمين» التابعة للنقابة والتي تعاملت معها ثلاث سنوات متواصلة، وهذا الكلام أعود به للسبعينيات، وبسبب تغيير التعليقات التي ذكرتها على الكاريكاتير المخصص لصفحتي تركت… وبعدها بمؤتمر قيل «اطبعوا الكاريكاتير واتركوا باقي أوراق الجريدة بيضاء» وهذا ما أثار غيظ الكثيرين بسبب محبة الجمهور لي والسؤال عني وعن رسوماتي فكانت هناك منافسة غير شريفة وتعتمد سياسة التطفيش وبالنسبة لي لا أتعامل عن طريق العقود التوظيفية، ومن وقتها تركت وهجرت رسم الكاريكاتور.

هل تقوم بالرسم في الوقت الحالي؟
لا أبدا.. لا أتمتع بالنشاط اللازم للرسم، الرسم يحتاج إلى الكثير من الوقت وبالنسبة لي إذا لم أرسم أكثر من عشر ساعات في اليوم فأنا لا أعتبر أنني أقوم بإنتاج، إضافة إلى أن طبيعة الأعمال التي أقوم بها وأمارسها تحتاج إلى الجّد والساعات الطويلة وكنت أعمل أكثر من ست عشرة ساعة ولكن بعدها أنام لأكثر من ذلك الوقت، ولكن عندما كنت أدرس الرسم قال لي أحد الأساتذة بأن الرسم يحتاج إلى قوة بدنية عالية فضحكت وقتها مستخفا بهذا الكلام ولم أفهم كلامه وأقدره إلا أني استوعبته بعدها عندما بدأت أمارس الرسم.

هل جربت كتابة مقالات؟
جربت ولكن قليل جداً لأنني لم أحب أن أوزّع نشاطي بعدة أمور، فتوزيع النشاط لا يعطي الزخم اللازم والخدمة اللازمة للعمل، كانت لي محاولات قصصية وكانت نشرت بمجلة «أسامة» وكنت رسمت الرسومات المخصصة لها، وللأسف هي من القصص التي تأخرت بالنشر لوقت طويل.

هل تزور المعارض التي يقيمها الشباب الرسامون؟
مزاجي في الوقت الحالي هو بالاستكانة والاستسلام للهدوء وبالابتعاد عن الصخب الاجتماعي وأنا أعتبر «بيتوتياً» إلى حد ما ولكن إذا وجدت في نفسي النشاط فإني أقوم وأباشر بالرسم، وأنا من قبل في أول سنتين جئت بها للدار «دار السعادة» كنت رسمت بشكل محدود فالأمر لي سهل وخصوصاً بسبب بساطة أدواتي التي تتألف من لوح خشبي أضعه على ساقي والحبر والفرشاة أمامي.

كم عاماً وأنت هنا في دار السعادة للرعاية؟
هذه هي السنة الحادية عشرة، بسبب سوء تفاهم بيني وبين أم الأولاد، اتفقنا على الانفصال ولم يكن لدي أي رغبة في الزواج مرة ثانية، وأمر الزواج لي من أساسه محسوم، ثم إنني شخص يعشق أولاده حتى إنني أتذكر تفاصيلهم منذ الصغر حتى الآن.

كم ولد لديك؟
لدي ثلاثة أولاد، ابنتي «نوال» وهي مهندسة مدنية ورسامة هاوية، وابني الأوسط «محمود» واسمه على اسم أبي وهو دكتور صيدلاني مختص في صناعة الأدوية وابني الصغير «فارس».
هل أولادك يرسمون مثلك؟
كل أولادي يرسمون ويحبون الرسم ولكن لم يتابع أي منهم الرسم، وكانوا يقولون لي نريد أن نرسم فكنت أقول لهم إذا أردتم وكانت رغبتكم ادرسوا الرسم، ولكن درب الرسم صعب وأنا أعرف مشاقه وكنت قد جربته وأعرف كم يصعب كسب قوته.

هل تقرأ الكتب؟
القراءة هي العمل الذي لا أستطيع أن أتركه أو أتخلى عنه لأنني دونها أكره الحياة، أنا أحب الكتب العلمية فأنا مهتم بالفيزياء والفلك والكيمياء، ومهما كان عدد الكتب فأنا عندي القدرة على قراءتها وشغفي لقراءتها لا يمكن أن يخف أبداً.

هل أنت راضٍ عن الرسوم التي رافقت مناهج المرحلة الابتدائيّة المُحدّثة منذ عام 2002؟
لا لستُ راضياً عن هذه الرسوم، بل أصفها بالمُعيبة وسمعت من أحدهم بأن من قام بالرسم اكتشف فيما بعد أن المسألة صعبة، وهذا ما زاد من إزعاجي، فالأطفال مسؤوليّة كبيرة يجب ألا نتلاعب فيها، وأذكر تقييم منظمة «الأونروا» للرسوم التي قدّمتها لمنهاج المرحلة الابتدائيّة، فقد ذُكر في تقريرها بأن تلك الرسوم ذات مستوى عالمي، وهو تقييم جعلني أفتخر بما قدّمت.
ما حدث يذكرني بمثالٍ حدث في الماضي، فقد أعطت أجهزة المخابرات السوفييتيّة اسم شخص تشيكي الجنسيّة لأجهزة المخابرات التشيكيّة؛ يعمل في موقعٍ مهمّ، فتابعت الأجهزة بحثها عن ذلك الشخص فكان حزبيّاً كبيراً يتحكم بالكثير من الأمور في الدولة، وعندما تمّ استجوابه اعترف بأنه فقط كان يستبدل الناس في مواقعهم؛ فيضع الشخص ذا الترتيب الثاني مكان الشخص ذي الترتيب الأوّل. ما أقصده من مثالي أنه يتمّ لدينا وضع صاحب الترتيب المُتأخر مكان الأوّل، ويبقى ضميرنا مرتاحاً ولا مشكلة لدينا!

أيّ الرسوم أصعب- بحسب تجربتك– في فنّ الكاريكاتير أم في رسومات الأطفال؟
لا يوجد رسم صعب، فكلّ أنواع الرسم جميل، وسلس، ولكن المطلوب أن يكون الرسّام في مزاجٍ رائق، ولا يعدّها مهمّة والسلام، ففي الأحيان التي يكون فيها الرسام بمزاجه السليم سينجز عمله في عدد قليل من الساعات، وبالتالي يعمل العقل الباطن بطاقته الهائلة، ويقدّم الرسّام أفضل ما لديه. أودّ أن أضرب لكم مثالاً في اختراع إبرة ماكينة الخياطة، فمن دون هذه الإبرة لا قيمة للاختراع كلّه، إذ بقي مخترعها يفكّر ويحلل ويجرّب إلى أن رآها في منامه ذات ليلة، بمعنى أن عقله الباطن هو من قدّم الحلّ؛ فأنجح اختراع هو ماكينة الخياطة. لذلك أقول لا يوجد شيءٌ صعبٌ في الحياة، وأنصحكم بأن يكون الفنان هو حكم نفسه، فعندما يقدّم رسماً ما ليدع ضميره أوّلاً من يحكم على لوحته، وهذا هو أصعب أنواع الحكم لدى الإنسان، لأنه لن يتمكن من غشّ نفسه. لكن عبر تجربتي كنت أيضاً أُدخل استشارة أولادي على رسوماتي، وكنت أراقب ردّة فعل كلّ منهم، فإن لم تعجبهم أعمل على إعادتها أو ألغيها كليّاً، وعندما تعجبهم أعتمدها.

أتعتقد أن أطفال الجيل الجديد بحاجة لرسوم تتلاءم وذهنيّة جديدة، كما نلحظ ذلك على أفلام الرسوم المتحركة التي تُعرض على شاشات التلفزة؟
أعتقد أن مركب التجارة هو من يسيطر على المسألة ويروّج لهذه الشخصيّات، ففي أفلام الكرتون هناك رسامون مهمّون في فرنسا واليابان مثلاً إلا أن السوق تتغلّب عليهم، فيسود الرخيص والتجاري، ويتمّ توظيف هؤلاء الرسامين للاستفادة من خبرتهم ولكن برؤية المُنتج، وإن أراد أحدهم أن يقدّم رسومه وحده فلن يتمكن لأن تكاليف الإنتاج مرهقة بل مستحيلة، إذا الطابع العام هو الذي يسود في العالم اليوم، ولذلك نرى الابتذال ونجد النفس التجاري الرخيص الذي يخرب عقول أطفالنا، لكن أقول إنني متفائل وسيكون على المدى الطويل تغيير ما، وعلينا أن نؤمن بإنقاذ أطفالنا، فلا يصح إلا الصحيح، ومع مرور الوقت سيفرز التاريخ الممتاز عن السيئ، وتظهر النزعة الانتقاديّة لتنسف الرديء وتضعه جانباً.

وُلدت في مدينة حلب وتربيّت في دمشق فإلى أي درجة أثر ذلك في رسوماتك وفنّك؟
ولدت في حلب نتيجة ظرف والدي المهني، لكن تربيت في دمشق العاصمة التي تجمع كلّ الناس، وهذه أهم ميّزة فيها، فنجد في دمشق أناساً من كلّ مكان وليس فقط من سورية، وأنا نفسي – ممتاز البحرة – مزيجٌ واختلاط فأخوالي شيعة أتراك، ووالدي سنّي منسوب في شجرة العائلة، وجدّتي من علويي أرناؤوط، فلمن سأتعصب! ولمن سأنسب نفسي! فكلّهم أحبائي، والشام علمتني ذلك، علمتني أن أحبّ الجميع أيّاً كان مذهبه، وربيت مع الكبار فيها، ومرّ عليّ فيها كثير من الظروف، وعشت مع أهلي في ظروف السلم وظروف الحرب، وموجات الغلاء التي لا تقارن مع ما يجري اليوم، ومنعكسات الحرب العالميّة الثانية… إلخ، وأوّل شخصيّة رسمتها كنت في عمر السنوات الأربع بقلم الرصاص، ووالدتي كانت مُدرسة مُجتهدة، ووالدي شخصٌ موهوب، ورياضي، ومصوّر بديع اللقطات، ولديه صور تحمل حسّاً فنيّاً في غاية الجمال، ووالدي درّب أبطالاً، وقدّم ستة منهم وصلوا إلى مراكز أولمبيّة، فقد كان يدرب الجمباز، والمصارعة، ورياضات أخرى، وصدّر رياضيين دوليين، فكلّ تلك وغيرها عوامل أثرت فيّ، وفي رسومي، وفي فنّي بكلّ تأكيد.
الشعب في سورية لمّاح، وذكي، وطيّب، ويتعلّم ببطء، لكنّه يتعلّم في النهاية، ويأخذ العبرة، وأقصد بكلامي هذا من أصغر طفل إلى أكبر مسنّ، وكلّ رجل، وكلّ امرأة، ومن كلّ الطوائف على تعددها، فكلّنا أقارب، ولنا صلات تجمعنا، شئنا أم أبينا، فالسوريون لديهم حضور مدهش أينما حلوا، وحفيدتي اليوم تصل إلى نتائج من خلال تفكيرها ومقارناتها من دون أن نعلّمها ونلقنها، فتذهلني بذكائها وعمرها الصغير.

ماذا تقول لأبناء الجيل الجديد الذي سيبني البلد قريباً؟
أولاً عليه ألا ييئس، وثانياً عليه أن يحتفظ بالمقدرة على المحبّة، فالمحبّة تضمن المستقبل، وهي مصعدنا لنبني بناء متيناً، وأقصد بالمحبّة كلّ أنواعها من محبّة الأب لابنه ومحبّة الأخ لأخته، وأمّه ووالده، وجيرانه… إلخ، فالغاية من المحبّة كبيرة وتقدّم لنا العمق.

هل منحك الوطن ما تستحقه؟
لا أملك أي شعورٍ بالمرارة أبداً، وأحياناً أشعر بأن ما أخذته أكثر مما استحقه، حتى في مرحلة التعب وفي مرحلة السجن، وفي مرحلة تحصيل الحدّ الأدنى من العيش، وأذكر أنني مررت في مراحل صعبة فلم أتمكن مثلاً من شراء بذلة لي بعد زواجي لمدّة أكثر من 20 عاماً، وعلى الرغم من ذلك أنا لا أشعر بالمرارة أبداً.
فقد وصلني أكثر من حقّي ولا شعور لديّ بأنني أنتظر المقابل، ومنذ كنت أعمل وأقدّم اعتدت ألا أنتظر شيئاً، بل دوافعي للعمل هي المحبّة والاحترام، وأنا من النوع الذي يدافع عن حقّه ولا أتنازل عنه مطلقاً، لكن أذكر أنني كنت أخجل في بدايات العمل من المطالبة بأجرتي، لكن التجربة علمتني مع مرور الوقت وخاصّة بعد الزواج المطالبة بالحق. ودمشق سابقاً كانت أرحم من اليوم، فهي من حمل تسمية «أمّ الفقير» على مدى سنوات وسنوات، وأنا مؤمن بقاعدة: إنه لا شخص بذل مجهوداً ليضيع، وعلى الإنسان أن يقدّر الأشياء بقدرها، وأنا لا أحبّذ مطالبة بعض الأشخاص بتكريمهم بل أطالبهم بالشغل.
مثلما عاملت الشخصيّات التي رسمتهما بمحبّة واحترام وإخلاص، كذلك الناس في وطني عاملوني بالمحبّة والاحترام والإخلاص.

ماذا أحببت في دمشق أيضاً؟
أحببت اجتماع الناس المختلفين والمتنوعين فيها، ففي دمشق إمكانية لنمو المحبّة بينهم، وترعرعها، ولذلك أوصيت الجيل الجديد بعدم اليأس وبالمحبّة. مطلوب منّا اليوم جميعاً أن نكون أكثر تحضراً في التعامل مع بعضنا بعضاً، لنكون أكثر حضوراً بين البشريّة، ومطلوب أن يكون أفقنا أوسع، وأكثر استيعاباً للآخرين، وسنصل بكلّ تأكيد حتى لو طال الانتظار.

أتجد بأن الفنان التشكيلي كان مقدّراً ومعززاً أكثر من فنان اليوم؟
على الرغم من كلّ الانتقادات أرى بأن تقدّماً عاماً يسير، فوضع الفنان حالياً أفضل من وضعه سابقاً، ويبقى فقط أن يكون هناك فنان حقيقي يقدّر هذا التطوّر. وعلى صعيدي الشخصي أنا لا أملك أي شكوى حقيقيّة في هذا المجال. لربما البعض يشتكي من ذلك لكنهم برأيي لم يقدّموا شيئاً ليقدّروا ويتمّ تعزيزهم.

Exit mobile version