Site icon صحيفة الوطن

كأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة … 24 منتخباً يحلمون باللقب والمرشحون لا يتجاوزون أصابع اليد

| خالد عرنوس

أيام قليلة ويبدأ عرس الكرة الأوروبية المتمثل بـيورو فرنسا 2016 التي تحمل الرقم 15 وتقام منافساتها على أرضية عشرة ملاعب في تسع مدن فرنسية، وترتدي البطولة ثوباً جديداً عندما يشارك 24 منتخباً للمرة الأولى في النهائيات وكلها تحلم باللقب الأثير بالطبع، وتدخل خمسة منتخبات للمرة الأولى في البطولة قد لا ترتقي طموحاتها إلى منصة التتويج إلا أنها تحاول كتابة تاريخها الخاص، وتضيق رقعة المرشحين عند الحديث الجدي عن الأيدي التي ستحمل الكأس، على مدار ثلاث حلقات قدمنا في «الوطن» لتاريخ البطولة عبر سرد مختصر لبداياتها وتطوراتها ومن ثم بطولاتها الـ14 السابقة، واليوم سنبدأ بتقديم صورة مبسطة للمنتخبات المشاركة في النسخة القادمة على ثلاث حلقات.

تصفيات ونهائيات
انطلقت التصفيات الخاصة ببطولة فرنسا 2016 في 7/9/2014 وانتهت في 17/11/2015 بمشاركة 53 منتخباً وكان جديدها منتخب جبل طارق الذي شارك للمرة الأولى، وبعد 266 مباراة بين منافسات المجموعات التسع ومباريات الملحق شهدت تسجيل 694 هدفاً تأهل 24 منتخباً إلى النهائيات التي ستنطلق في العاشر من حزيران وتختتم في العاشر من تموز. وقسمت المنتخبات المشاركة إلى 6 مجموعات عبر القرعة التي أقيمت مساء 12/12/2015 وجاءت نتيجة القرعة على النحو التالي:
• المجموعة الأولى: فرنسا- رومانيا- سويسرا- ألبانيا.
• المجموعة الثانية: إنكلترا- روسيا- ويلز- سلوفاكيا.
• المجموعة الثالثة: ألمانيا- بولندا- أوكرانيا- إيرلندا الشمالية.
• المجموعة الرابعة: إسبانيا- تشيكيا- كرواتيا- تركيا.
• المجموعة الخامسة: إيطاليا- بلجيكا- السويد- جمهورية إيرلندا.
• المجموعة السادسة: البرتغال- النمسا- المجر- أيسلندا.

المجموعة الأولى

عين على الثالثة
تاريخ مجيد عاشه منتخب الديوك الفرنسي في البطولة إلا أنه انتظر 24 عاماً ليتوج بلقبه الأول ثم اقتنص الثاني بوجود جيل مونديالي لن يتكرر وهاهو منذ اللقب الثاني يعاني الأمرين في البطولة فخرج من ربع نهائي 2004 ثم خرج من الدور الأول 2008 وأتبعه بخروج أخير من ربع نهائي 2012، واليوم يسعى الفريق الذي يقوده المدرب ديديه ديشان إلى معادلة الألمان والإسبان بعدد مرات التتويج واضعاً في حسبانه ورقتي الأرض والجمهور اللتين لعبتا معه عام 1984، إلا أن ذلك لم يكن عاملاً أساسياً في ظل الجيل الذهبي الذي قاده بلاتيني قائداً وهدافاً وهيدالغو مدرباً.
أسلحة التتويج لا تقتصر على الأرض والجمهور فلدى ديشان عدد من النجوم القادرين على صنع الحدث وفي واجهتهم بول بوغبا وانطونيو غريزمان وأوليفر غيرو وبكاري سانيا والمخضرم باتريك إيفرا إضافة إلى بعض المواهب الشابة مثل كومان ومارسيال وكانتي ومن ورائهم الحارس الرائع لوريس.
المنتخب الفرنسي شارك في 8 نهائيات وخاض خلالها 32 مباراة ففاز بـ15 وتعادل بـ8 وخسر 9 مرات وسجل لاعبوه 49 هدفاً مقابل 39 في شباكهم.

ألوان العودة

عاش منتخب رومانيا طويلاً بين الفرق المتوسطة في أوروبا طويلاً وجاء ظهوره في البطولات الكبرى على فترات متقاربة ومتباعدة على الرغم من أنه كان أول المشاركين في مونديال 1930، وهاهو يعود إلى اليورو بعد مشاركات غير ناجحة كان أفضلها عام 2000 ويحسب له أنه في مشاركته الأولى 1984 أبعد بطل العالم الإيطالي يومها من التصفيات.
ويعد الفريق الذي يقوده أنخيل يوردانسكو من الفرق الطامحة وقد أنهى التصفيات من دون خسارة ففاز 5 مرات وتعادل مثلها لكن بالنظر إلى مجموعته لا يمكننا بالمطلق أن نصف ما فعله بالإنجاز، ولا يضم المنتخب في صفوفه لاعبين مشهورين حتى إن القائمة المنتقاة للبطولة لم تضم سوى لاعبين في البطولات الكبرى عدا الحارس بانتيليمون (واتفورد) وهما رازفان رات (رايو فاليكانو) والقائد فالد تشيرشيس (نابولي) وعليه لا يمكن الحكم على مستوى المنتخب (الثلاثي الألوان) ويعتبر تجاوزه الدور الأول أمراً كبيراً.
شارك المنتخب الروماني في النهائيات 4 مرات خاض خلالها 13 مباراة لم يحقق فيها سوى فوز يتيم وخسر 8 مرات مقابل 4 تعادلات والأهداف 8/17.

زمن الأبطال
يدخل منتخب سويسرا الملقب بالناتي النهائيات للمرة الرابعة بعد 3 مرات لم يكتب له فيها تجاوز دور المجموعات وبدأت عام 1996 عند رفع عدد المنتخبات، ولا يعد فريق دولة الحياد من الفرق الكبيرة التي ينتظر منه الكثير على الرغم من عراقته، ويعود الفريق إلى فرنسا بعد غياب عن البطولة الفائتة أيضاً عقب رفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات وقد يكون من حسن حظه أن القرعة وضعته في مجموعة سهلة وهو مرشح لبلوغ الدور الثاني للمرة الأولى ذلك أن الفريق الذي يقوده المدرب الصربي فلاديمير بيتكوفيتش يضم في صفوفه أكثر من لاعب فاز بمونديال الناشئين 2009 والذي بات مصدر إلهام لكرة القدم السويسرية بعدها ويقوده شيردان شاكيري وأدمير محمدي وسيفروفيتش ومن ورائهم المخضرمان ليشتنشتاينر وبهرامي.
لعب منتخب سويسرا في نهائيات 1996 و2004 و2008 ولعب فيها 9 مباريات ففاز بواحدة وتعادل مرتين وخسر 6 والأهداف 5/13.

نسور ناشئة
يعتبر المنتخب الألباني إحدى بسمات التصفيات وواحداً من الضيوف الجدد على النهائيات ويحسب له أنه أبعد الدانمارك وصربيا، ولا ينتظر منه الكثير في بلاد العطور ذلك أن الفريق الملقب بالنسور الحمر مازال أمامه الكثير ليخبر مثل هذه المناسبات الكبيرة وإن كان مدربه الإيطالي جياني دي بيازي يأمل بتخطي دور المجموعات على الأقل وأبرز لاعبيه: السيد هيساي وجيميستي ووأرليند أياتي والحارس بيرشا وجميعهم محترفون في الدوري الفرنسي.

المجموعة الثانية

أوان الإنكليز
على غرار ما تعامل الإنكليز مع المونديال كانت ردة فعلهم تجاه بطولة أوروبا فغابوا عن النسخة الأولى قبل أن يشاركوا في الثانية وهم وإن نظموا كأس العالم وفازوا باللقب إلا أنهم فشلوا بذلك مع البطولة القارية التي هربت من أيديهم على أراضيهم بفعل ركلات الحظ الترجيحية، ولم تكن حكاية منتخب الأسود الثلاثة مع اليورو بأفضل من المونديال فغابوا عن النهائيات أكثر من مرة وآخرها عام 2008 عندما سقطوا بالتصفيات لمصلحة روسيا وكرواتيا.
منذ 1996 وعلى مدار البطولات التي شارك بها الإنكليز كانوا مرشحين للتويج باللقب إلا أن ذلك لم يحدث ويعتبر بلوغ نصف نهائي البطولة المذكورة أفضل إنجازاتهم تاريخياً، واليوم على الرغم من تصنيف الفريق الذي يقوده المدرب الخبير روي هودجسون بين الكبار إلا أن الترشيحات لا تصب في قناته ويمكن التعويل على هذا الأمر بعد موسم شاق لمعظم لاعبيه الذين ينشطون في الدوري المحلي، وقد تكون فرصة جيدة وربما أخيرة لبعض النجوم أمثال واين روني والنجم الصاعد بقوة جيمي فاردي والمدافع غاري كاهيل وجيمس ميلنر، إلا أن المدرب الذي سجل رقماً خاصاً بـ10 انتصارات كاملة بالتصفيات ضم إلى صفوفه الكثير من أصحاب الأعمار الصغيرة نسبياً أمثال هاري كين وسترلينغ وويلشر وإيريك داير وديل ألي وجون هندرسون وسمولينغ وآخر صيحة في مانشستر (راشفورد).
الجميع يرشح أباء كرة القدم إلى دور متقدم في البطولة إلا أن طموحات وأحلام عشاق الأسود الثلاثة لن ترضى بأقل من خوض مباراة التتويج، الإنكليز شاركوا في 9 نهائيات وحلوا ثالثاً في نسخة 1968 وخاضوا 27 مباراة ففازوا بـ9 وتعادلوا وخسروا مثلها والأهداف 36/31.

إرث ثقيل
يعتبر منتخب روسيا الوريث الشرعي للاتحاد السوفييتي أول بطل للقارة العجوز، ومنذ انفكاك الإمبراطورية العظيمة التي ظهر منتخبها في أربع مباريات نهائية لم ترق مشاركات الدب الروسي إلى تلك الإنجازات ومازال الفريق الأحمر يحاول لعب دور بدا أكبر منه على الرغم من نجاحه ببلوغ نصف نهائي 2008.
وعلى أبواب استضافة بلاده لنهائيات المونديال يحتاج المنتخب الروسي الذي يدربه المحلي ليونيد سلوتسكي إلى الكثير لتقديم نفسه كمنتخب يمثل دولة منظمة لأكبر بطولات العالم ولا ينتظر من لاعبيه أكثر من الدورالثاني بعد رحلة التصفيات التي شهدت 6 انتصارات وتعادلين وهزيمتين.
وعلى عكس المشاركات السابقة للمنتخب الروسي منفرداً يعتمد المدرب البالغ من العمر 45 عاماً على تشكيلة كلها تلعب في الدوري المحلي عدا اللاعب المستدعى حديثاً نوستاديتر (شالكه الألماني)، ويبرز فيها شاتوف وديزينوف والحارس العتيق أكنفييف والموهبة الشابة كولوفين.
خاض المنتخب الروسي والاتحاد السوفييتي 30 مباراة في 10 مشاركات ففاز بـ12 مباراة وخسر مثلها وتعادل بـ6 والأهداف 36/39.

الخروج من العباءة
هو حال منتخب ويلز الذي عاش في ظل هيمنة جاريه الكبيرين الإنكليزي والاسكتلندي حتى إن الإيرلندييتين سبقتاه بمراحل كثيرة ولن نستغرب هذا الأمر كما نعلم أن أشهر أندية الإمارة الصغيرة داخل بريطانيا تلعب ضمن منافسات الشقيقة الأكبر، وفي تصفيات البطولة الحالية استطاع منتخب (التنين الأحمر) قلب الموازين وتسجيل نتائج رائعة مستفيداً من حالة تدعى غاريث بيل أحد أغلى اللاعبين في العام والذي قاد فريق بلاده إلى النهائيات للمرة الأولى حيث لم يخسر سوى مرة واحدة كانت عقب ضمانه بطاقة فرنسا 2016.
يقود الفريق المدرب كريس كولمان الذي أوجد توليفة رائعة من اللاعبين في إنكلترا أمثال رامزي وجو آلن وأشلي ويليامز وبن ديفيز وسواهم، وها هو الفريق الذي يشارك للمرة الأولى مرشح لتجاوز دور المجموعات ومشاكسة منافسيه الإنكليز والروس.

قاهر البطل
ما قلناه عن روسيا وويلز ينطق على المنتخب السلوفالكي الذي لم يجد نفسه بعد تقسيم تشيكوسلوفاكيا حتى نجح بالتأهل إلى نهائيات مونديال 2010 وهاهو يسجل دخوله الأول في اليورو ويحسب له أنه فاز على بطل أوروبا اللاروخا الإسباني فكان أول من فعلها في تصفيات (مونديالية أو قارية) منذ عام 2006 ونجح على الرغم من خسارته إياباً بالحفاظ على نتائجه الجيدة فحجز مكانه في فرنسا كثاني المجموعة الثالثة.
عقب إنجاز التأهل يحاول المنتخب الذي يقوده المدرب يان جوزيك مواصلة السير قدماً في البطولة لكنه يواجه صعوبة كبيرة على الرغم من زخم النجوم في صفوفه أمثال سكرتيل وهامسيك ونيميتش وكوتشكا وغيومبير ودوريسا ودودا.

نظرة سريعة
مع استعراض منتخبات المجموعتين الأولى والثانية نجد أن منتخبي فرنسا وإنكلترا شبه ضامنين لبطاقتي الدور الثاني وننتظر منافسة قوية وخاصة في المجموعة الثانية بين روسيا وويلز وسلوفاكيا على بطاقة أو اثنتين، ويمكننا توقع وصول المنتخب السويسري عن المجموعة الأولى برفقة أصحاب الأرض.

Exit mobile version