Site icon صحيفة الوطن

كأس الأمم الأوروبية بنسختها الخامسة عشرة «2» … أحلام لوف بتقليد شون واللاروخا لتعزيز الإنجاز

| خالد عرنوس

أيام قليلة وتنطلق أحداث النسخة الخامسة عشرة من بطولة كأس الأمم الأوروبية (فرنسا 2016) بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 1960 بينها 6 منتخبات تظهر للمرة الأولى وبحضور ثمانية من تسعة أبطال فيغيب البرتقالي الهولندي بعدما عجز عن تخطي المجموعة الأولى بالتصفيات، وتصب الترشيحات حول اللقب في مصلحة الكبار وعلى رأسهم صاحب الأرض الفرنسي إضافة إلى زعيمي البطولة، المانشافت الألماني واللاروخا الإسباني، في الأسبوع الماضي قدمنا لفرق المجموعتين الأولى والثانية واليوم نكمل (باختصار) الحديث عن منتخبات المجموعتين الثالثة والرابعة.

المجموعة الثالثة

أحلام واقعية
عندما نذكر بطولة (اليورو) لابد أن أول ما يخطر هو المنتخب الألماني الأكثر حضوراً في البطولة على الرغم من تأخر مشاركته عن كل كبار القارة العجوز، واليوم لا يختلف الأمر كثيراً فمازال أبطال العالم الذين خسروا نصف نهائي (يورو 2012) بركلات الترجيح حديث ترشيحات المراقبين للظفر باللقب الرابع بتاريخ البطولة.
فالفريق الذي مازال يقوده المدرب يواكيم لوف منذ 10 سنوات بات لاعبوه أكثر نضجاً عما كانوا يوم توجوا بكأس العالم قبل عامين وإن بات بعضهم خارج الخدمة أو يغيب بسبب الإصابة إلا أن العمود الفقري حاضر ويتمثل بكروس ونوير وشورله وغوتزه وأوزيل وبواتينغ وموستافي وغوميز وتوماس موللر، وأضاف لوف إليهم بعض المواهب الواعدة أمثال إيمري كان ودراكسلر وليروي سان ويوليان فيغل.
وبالعودة إلى أحلام لوف فيطمع المدرب الألماني البالغ من العمر 56 سنة لتقليد مواطنه هيلموت شون والإسباني ديل بوسكي اللذين فازا باللقبين الأوروبي والعالمي قبل التفكير بمغادرة المانشافت.
تاريخياً يعتبر الألمان الأفضل في البطولة من خلال 11 مشاركة بالنهائيات استطاعوا ولوج نصف النهائي في 8 منها وخاضوا النهائي 6 مرات وفازوا باللقب 3 مرات، ولعب المانشافت في النهائي 43 مباراة ففاز بـ23 وتعادل بـ10 وخسر مثلها والأهداف 65/45.

نسور مهيضة
عاشت الكرة البولندية أياماً جميلة على صعيدي المونديال والأولمبياد إلا أنها فشلت بتسجيل أي بصمة في بطولة اليورو حتى إن المنتخب البولندي أخفق بالتأهل إلى النهائيات سوى في النسختين الأخيرتين وفشل بتسجيل أي فوز فيهما على الرغم من أن بطولة 2012 أقيمت في بلاده وها هو منتخب النسور يسجل تأهله إلى النسخة الثالثة على التوالي ومن باب أوسع بعدما قهر جاره الألماني في التصفيات منهياً عقوداً طويلة من تفوق المانشافت وعلى الرغم من خسارته إياباً أمام بطل العالم إلا أن المنتخب بقيادة المهاجم الفذ ليفاندوفسكي (هداف التصفيات) استطاع ضمان مقعد جدير في فرنسا 2016.
المنتخب البولندي يقوده المدرب المحلي آدم نوالكا ويبرز في صفوفه بلايزكوفسكي وغيليك وكونيك وزيلنيسكي وسالمون والحارس تشيزني وكلهم يلعبون في إيطاليا إضافة إلى المهاجم ميليك المحترف في أياكس الهولندي.
6 مباريات لعبها المنتخب في مشاركتيه السابقتين فخسر 3 وتعادل في مثلها وسجل لاعبوه 3 أهداف مقابل 7 بمرماهم.

خلفاء بلوخين
ماقلناه عن بولندا ينطبق على أوكرانيا التي لم يسجل تاريخها المنفصل (عن السوفييت) أي إنجاز وسجل المنتخب الأصفر حضوره الوحيد في اليورو عندما استضاف النسخة الماضية وفيها أخفق بتجاوز الدور الأول عقب خسارتيه من فرنسا وإنكلترا وفوزه على السويد.
اليوم لا يتوقع الكثير من المنتخب الأصفر والأزرق في البطولة وتجاوزه الدور الأول هدف جيد للمدرب ميخائيلو فومينكو وبعض نجومه أمثال كوبوليانكا لاعب إشبيلية الإسباني والذي يطمح مع رفاقه في تقليد النجم السوفييتي الرائع بلوخين وكذلك جيل (كييف) في الثمانينيات عندما كان له الدور الأكبر في خوض نهائي يورو 1988 تحت إمرة المدرب التاريخي لوبانوفسكي.

أول ظهور
تضم المجموعة الثالثة منتخب إيرلندا الشمالية الذي يسجل حضوره الأول في البطولات الكبرى منذ ثلاثة عقود وكان ظهوره في مونديل مكسيكو 1986 الأخير قبل أن ينام الإيرلنديون في كنف الإنكليز تاركين الساحة لنظرائهم في القسم الجنوبي (الجمهوري) الذي غاب بدوره منذ زمن بعيد.
المنتخب الإيرلندي الشمالي تجاوز التصفيات عن المجموعة السادسة وبخسارة يتيمة كانت أمام رومانيا، ويقوده المدرب الشهير مارتن أونيل أحد لاعبي منتخب الثمانينيات الذي تأهل إلى كأس العالم مرتين ويعول على بعض اللاعبين المنتشرين في الأندية الإنكليزية أمثال ماكولي وكاتشكارت والأبرز جوني إيفانز والكابتن ستيفن ديفز.
المجموعة الرابعة

حسن الخاتمة
هو ما يبحث عنه اللاروخا الإسباني بطل النسختين الأخيرتين ففي فرنسا سيظهر (بواقي) الجيل الذهبي للكرة الإسبانية ربما للمرة الأخيرة في البطولة القارية حيث يقترب الكثير من هؤلاء الذين حققوا كل الأمجاد لبلاد الثيران من سن الاعتزال الدولي، ويدخل اللاروخا البطولة مرشحاً للقب ثالث على التوالي ليكمل كسر التقاليد التي سبق له كسرها عندما أصبح أول بطل يحتفظ بلقبه.
ولا يشعر عشاق الفريق براحة كبيرة قبل انطلاق البطولة خاصة بعد السقوط المريع في مونديال البرازيل 2014 فخسر لقبه بطلاً للعالم وكذلك سمعته يومها.
اليوم تبدو الأمور شبيهة بما حدث قبل عامين مع عودة الشرخ القديم بين لاعبي البرشا والريال والذي يسعى المدرب ديل بوسكي لرأبه، ويملك المدرب الذي أصبح ثاني مدرب يتوج بطلاً للعالم وأوروبا الكثير من الأوراق ليسطر اللقب الرابع أمثال راموس وبيكيه وألبا وإينيستا وبوسكتس وديفيد سيلفا ونافاس وفابريغاس وجديده في خط الهجوم المؤلف من المخضرم أدوريز ولاعب اليوفي موراتا ونوليتو والناشئ فازكيز.
يذكر أن اللاروخا أحد المنتخبات التي شاركت بكل نسخ البطولة وتأهل إلى النهائيات للمرة العاشرة وحامل اللقب 3 مرات ووصيفاً مرة، وخاض بين تصفيات ونهائيات 115 مباراة فاز بـ81 منها وتعادل بـ16 وخسر 18 وأهدافه 283/86، أما سجله في النهائيات فيحتوي 36 مباراة (17 فوزاً و11 تعادلاً و8 هزائم فقط والأهداف 50/32).
الفريق الناري
شكل منتخب كرواتيا حالة فريدة في عالم كرة القدم منذ استقلاله عن يوغسلافيا فحضر في كثير من البطولات الكبرى وحل ثالث مونديال 1998 لكنه أخفق بتسجيل أي إنجاز على الصعيدين العالمي والقاري على الرغم من تقديمه لنجوم كبار بصموا في الأندية الأوروبية الكبيرة، ويشارك الفريق (الناري) في البطولة للنسخة الرابعة على التوالي في محاولة متجددة لتسجيل حضور كبير في يورو 2016 تحت قيادة مدربه الجديد أنتي كاسيتش الذي تسلم المهمة في العام الماضي واستطاع قيادة الفريق إلى 5 انتصارات في 6 مباريات خاضها تحت إمرته.
المنتخب الكرواتي الذي اجتاز التصفيات بجدارة فحل ثاني المجموعة الثامنة وراء المنتخب الإيطالي قادر على فعل الكثير بوجود نجوم كبار أمثال مودريتش وماندزوكيتش وبادلي وكانيتش وراكتيتش ووبريستيش وبرزوفيتش وسواهم.
ظهر المنتخب الناري 4 مرات في النهائيات فخاض 14 مباراة فاز في 6 منها وتعادل بـ4 وخسر مثلها والأهداف 18/16.

عودة الفاتح
بقيادة المدرب التاريخي للكرة التركية فاتح تيريم استطاع المنتخب التركي العودة إلى النهائيات القارية بعدما غاب عن النسخة الفائتة وعلى الرغم من البداية المزعجة في التصفيات بخسارتين وتعادل إلا أن رفاق أردا توران استطاعوا السير بثبات في المباريات الأخرى وسط مجموعة تأهل عنها إيسلندا وتشيكيا ووسط الزحام تاه المنتخب الهولندي وكسب التركي المركز الثالث وتأهل بهذه الصفة كأفضل من حلّ في هذا المركز ضمن المجموعات التسع.
المنتخب التركي حقق أفضل نتائجه في البطولة في نسخة 2008 ويومها بلغ نصف النهائي قبل أن يخسر أمام المانشافت بعد مباراة مثالية، واليوم ربما لا ينتظر أنصار الفريق الوصول إلى هذا الدور إلا أنهم يأملون برؤيته بين الكبار، ويعول المدرب الخبير تيريم على الرباعي المحترف في أوروبا (توران ونوري شاهين ويونس مالي وكالهانوغلو) إضافة للمتألقين محلياً أمثال: فولكر شان ومحمد طوبال وبوروك يلماظ والموهبة الصاعدة أوزان توفان.
سبق للمنتخب التركي التأهل إلى النهائيات في 3 مناسبات وخاض 12 مباراة ففاز في 3 منها وتعادل مرتين وخسر 7 والأهداف 11/18.

أسود تشيكيا
يعد المنتخب التشيكي الأنجح بين كل المنتخبات المستقلة من الإمبراطوريات (الاشتراكية) إلى جانب الكرواتي فقد نجح بالوصول إلى نهائي يورو 1996 ثم تأهل إلى نصف نهائي 2004.
وها هو يواصل الظهور في النهائيات للمرة السادسة على التوالي، ووسط المجموعة الرابعة الصعبة يتوقع الكثيرون أن يكون منتخب تشيكيا أحد الأحصنة السوداء فيها, ونجح الفريق تحت قيادة المدرب بافيل فيربا بتصدر المجموعة الأولى من التصفيات على حساب أيسلندا وتركيا وهولندا بفضل مجموعة من اللاعبين الرائعين أمثال: بلازيل وكادليتش وروزيسكي وبوديل ومن ورائهم الحارس الشهير بيتر تشيك وهم بانتظار مواصلة التألق في فرنسا.
تاريخياً تحتسب نتائج تشيكوسلوفاكيا في سجل تشيكيا وعليه فهو أحد الأبطال المتوجين باللقب، وشارك المنتخب التشيكي – السلوفاكي في النهائيات 8 مرات خاض خلالها 29 مباراة فاز في 13 منها وتعادل بـ5 وخسر 11 مرة والأهداف 40/.
أما سجل المنتخب التشيكي منفرداً فيضم 6 مشاركات خاض خلالها 25 مباراة (12 فوزاً و4 تعادلات و9 هزائم والأهداف 35/30).

Exit mobile version