Site icon صحيفة الوطن

طائرة من دون طيار

| مالك حمود 

لا معنى للحياة من دون تميز، ولا طعم للتميز من دون إبداع، ولا قوة للإبداع من دون ابتكار سواء في الرياضة أم غيرها.
هذا الكلام أدركته بشكل ملموس في ساحة العلم وأنا أتابع تصميم وتنفيذ مجموعة من طلاب المركز الوطني للمتميزين في سورية لطائرة من دون طيار، واستمتعت أكثر وأنا أتابع إجابة أحد هؤلاء الطلاب حينما سألوه عن جديد التصميم المطروق في دول عدة، ليكون جوابه بأن المبتكرين في تلك الدول هم من أعمار الباحثين بالعلم، أما نحن فمازلنا طلاباً في مرحلة التعليم الثانوي، وقيامنا بذلك المشروع هو إنجاز كبير بأعمارنا، وعندما نصبح بأعمار أولئك الباحثين سنقدم الإضافات المهمة وستكون لنا بصمتنا وفكرنا.
أتحدث عن الإبداع كعلم ولا أجد نفسي بعيداً عن الرياضة باعتبارها علماً بحد ذاته، بل إنه علم يستند إلى العديد من العلوم.
وأتكلم عن الطائرة، وكلي خشية على طائرة رياضتنا، أو رياضة طائرتنا أن تصبح هي الأخرى من دون طيار! بعدما سمعت وتألمت عن نبأ إلغاء لعبة الكرة الطائرة في نادي الجيش!
حاولت تكذيب ما سمعت، وحلمت أن يكون ما قيل إشاعة أو ضمن النوايا التي يمكن ألا تجد لها طريقا إلى التنفيذ نظرا لما تحتاجه هذه اللعبة من اهتمام خاص جداً في هذه الفترة بالذات، فترة تعيش فيها طائرتنا حالة من قلة الاهتمام في الأندية، أو معظم الأندية!
فالتوزع الديموغرافي للكرة الطائرة في سورية معروف ومحدد منذ عشرات السنين، وتوزع محاورها ثابت بين العاصمة والساحل ومناطق محدودة في الداخل، وابتعاد هذه اللعبة عن الجماهيرية بات يدفع بعض الأندية للتهرب منها ومن مصاريفها التي لا تحقق الريوع والمداخيل، لتأخذ الهيئات هذه المهمة وتتصدى لها بقوة وثبات وعزيمة، وهذا ما جعلها تفوز بمعظم ألقابها كالشرطة والجيش والمحافظة، وبالطبع فالفترة الذهبية للعبة بدت حين كانت اللعبة تعيش في كنف الهيئات (الشرطة– المحافظة– الجيش) وبمشاركة جادة من أندية (سلمية– تشرين– طيبة الإمام– يبرود– النضال– وغيرها) لكن للأسف تلك المرحلة لم تمتد كثيراً مع إعلان نادي المحافظة حل اللعبة! لينتقل بعدها لاعبو المحافظة إلى نادي الوحدة في محاولة للحفاظ على اللعبة ووجودهم فيها ضمن قطب منافس، وبعدها صارت الكرة الطائرة بنادي الوحدة أيضاً مهددة بالإلغاء! واليوم لو صار كلام الإلغاء حقيقة في نادي الجيش فاللعبة ستكون في خانة الخطر الحقيقي من منظار أن الهيئات هي أكثر الجهات الرياضية مقدرة على تبني هذه اللعبة العريقة التي كنا أسيادها على المستوى العربي!

Exit mobile version