Site icon صحيفة الوطن

عبق أصالة التراث تحييه فرقة قصيد السورية … سكيكر لـ«الوطن»: عدد الفرق السورية في الساحة حاضر وهناك اختلاف بينها ولا تميُّز

| سوسن صيداوي

ضرورة الرقي والسعي للعناية والاهتمام بكل ما هو عريق وجميل، والتمسك بالأناقة الممزوجة بطيب التراث وأصالته، كلها عوامل شكلّت حافزاً كي تفتح دار الأسد أبوابها لكل فن في سبيل التعريف به، وأيضاً للتأكيد على ضرورة نشر هذه الثقافة كي تتعود عليها العامة وتنتهجها بالانضمام إلى روادها المتلقين حيث لا تكون مقصورة على فئة نخبوية من المجتمع.
ما يُميز سوريتنا هو غناها بالمواهب النضرة أكاديميا والمعشّقة بالنضوج الفني مهما كان نوعه، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على مسؤولية الفنان تُجاه فنه من جهة وتُجاه من يستقبل فنه من الجمهور من جهة أخرى، فهذه المسؤولية هي التي تجعلهم يتدرّجون على درجات سلم النجاح محافظين على اللفتة المؤكدة على بريق نجاحهم العاكس لثقتهم واعتزازهم بمواهبهم وقدراتهم، وبالتالي أصبح لدينا أمرا عاديا ومألوفا أن نجد في الساحة الموسيقية تنوعاً جميلاً يؤكد أن الساحة مفتوحة للجميع على الرغم من اختلاف الاختصاصات وهذا أمر واضح عند فرقة «قصيد».

بداية المشوار
تأسست الفرقة عام 2003 بقيادة العازف اختصاص عود كمال سكيكر، متضمنة أربعين عازفا ومغنيا يتميزون بتقديم مختارات من التراث، مكرِمين كل من يعتبر تكريمه واجباً ومستذكرين عظمة المكرّم من خلال أكثر ما أثر في جمهوره من فن.

مرور على حدث
بدعوة من دار الأسد للثقافة والفنون قدمت فرقة قصيد أمسية غنائية ضمن فعاليات مهرجان «كاريكاتير»، كانت بعنوان «تحية للفنان سلامة الأغواني» أحيتها الفرقة بقيادة كمال سكيكر الذي تحدث عنها قائلاً: «بدعوة من دار الأسد للثقافة والفنون مشكورة قدمنا حفلاً غنائياً ضمن فعاليات مهرجان كاريكاتير، والمهرجان بشكل عام قدم المونولوجات والأغاني الناقدة والساخرة ما رسم البسمة على شفاه المستمعين واستُمدت موضوعات أغانيه ومونولوجاته من واقعنا المعيش حاليا، وبالنسبة لنا في فرقة قصيد قدمنا أعمالاً للفنان السوري الكبير سلامة الأغواني المعروف بمونولوجاته الناقدة، إضافة إلى أعمال غنائية كُتبت من أجل المهرجان وتتناول موضوعات حياتيّة تُهم جميع الناس، وقد كتبها كل من الفنانين رياض مرعشلي وعهد أبو حمدان، ووزعتها بنفسي وشارك في تقديم هذه الأعمال كل من رياض مرعشلي وعهد أبو حمدان وأسامة كيوان».

في الأولويات التراث والطرب
التراث الموسيقي ليس غريباً عن الناس لأنه باق ولأن أجدادنا أحبّوه وكان مقرباً إلى قلوبهم ومسامعهم واصفاً شجن قلوبهم وفرحة حبهم ومرارة واقعهم، لهذا كان قريباً منهم وجاء إلينا متوارثا. قائد فرقة قصيد كمال سكيكر يشرح لنا لماذا التراث الموسيقي هو من أولويات الفرقة: «التراث الموسيقي هو ما بقي من موسيقا وألحان أي شعب وقد استطاع البقاء لعدة أسباب أهمها قربه من مزاج الناس التي أحبته وردّدته، ونحن في فرقة قصيد نعتبر التراث من أولويتاتنا، ولكننا نقدمه بنكهة الحاضر فنضيف إليه ما يجمّله ولا يضر به كالتوزيع الموسيقي الخفيف الذي يتناسب معه ومن هنا اخترت اسم الفرقة «قصيد» لأن الموسيقا العربية أساساً هي غناء لأشعار أحبتها العرب فغنتها وتغنت بها، إضافة إلى ذلك فإن الفرقة تتميز دائماً بتقديم أعمال موسيقيّة صامتة «من دون كلمات»، والجمهور بشكل عام يستمع إلى ما يقدم له من أعمال فإما يحب أو لا يحب، وإذا قُدمت الأعمال الغنائية بشكل راق ومحترم وبعيد عن (الهرج والمرج) فالجمهور سيحب هذه الأعمال صامتة كانت أو بكلمات».

تشابه مع تميّز واضح
الساحة الفنية واسعة وما يزيدها اتساعا هو التعاون والزمالة الراقية المبنية على حسن التعامل واحترام الذات انطلاقاً من احترام الآخر، وهذا أمر طبيعي على كل شخص امتهن الموسيقا مهما بلغ من نجاح أو مهما بلغ طموحه من سعي للأفضل فالعطاء لا يقابله أي بخل أو أنانية، وفي سورية التنوع وارد جداً وخصوصاً أن البيئة على استعداد لاحتضان الجميع فهناك عدة فرق موسيقية تضم النخبة من الموسيقيين والمغنين، ورغم التشابه في طرح البرامج الموسيقية والعروض إلا أن الاختلاف أيضاً حاضر، فمثلا هناك تشابه بين فرقة قصيد والفرقة الوطنية السورية كما أن الاختلاف موجود. الموسيقي كمال سكيكر يتحدث حول هذا الموضوع «من حيث الشكل العام فإن قصيد والفرقة الوطنية تتبعان الأسلوب نفسه فكلتاهما تعتمد على التوزيع الموسيقي في تقديم الأعمال الغنائية أو الإبداعية، أما الفرق وليس التميّز، فقصيد تعتمد على الآلات العربية فقط وتقدم الأعمال الغنائية والتآليف الموسيقية الجديدة التي تعتمد الأسلوب الغنائي في التأليف، من هنا فالفرقة الوطنية أكبر في تعداد عازفيها والآلات الموجودة فيها، فمثلا الآلات الإيقاعية الغربية كالتيمباني… إلخ متاحة في الفرقة الوطنية والآلات النحاسية والخشبية أيضاً متاحة».

التكريم واجب
من مسؤولية فرقة قصيد ليس فقط إحياء التراث بل أيضاً ذكر وتكريم من أتى به إلينا من صُناعه، وهذا ما أشار إليه خلال الحوار قائد الفرقة كمال سكيكر «لقد كرمت الفرقة عدة فنانين سوريين وعرب كالفنان رفيق شكري، فريد الأطرش، رياض السنباطي ومحمد القصبجي وكل هؤلاء الكبار أغنوا مكتبة الفرقة بروائع الأعمال».

Exit mobile version