Site icon صحيفة الوطن

نقد متسرع قبل المتابعة! … لفت الانتباه إلى شخصيات محددة لإثارة نعرات وكراهية .. الحلبي في «باب الحارة» متحول وشخصيته قد تكون فاعلة ولا يحكم عليها الآن

| عامر فؤاد عامر

تُبادر الدراما السوريّة على الرغم من كلّ المعوّقات بتقديم مجموعةٍ من الجهود كما كلّ عام، وهي إشارة تحمل الخير في أي بعدٍ أردناه، ولاسيما أن التسويق يحتاج إلى جهودٍ، ودراسةٍ، وتواصل، لا يمكن لنا إغفال درجة التعب فيها، هذا من ناحية، أمّا من الناحية الأخرى فهي دلالة على رغبة السوري في المحافظة على وجوده ضمن دائرة السوق، وضمن المنافسة بين الدرامات العربيّة بشكلٍ أو بآخر، وبدلالة أبعد يمكن الاستنتاج بأن هناك رغبة لدى السوري كفرد ومجموعة في المقاومة، والبقاء على خريطة المستقبل، والحفاظ على الهويّة.

تعجّب واستفهام
لكن أن تبدأ المقالات الصحفيّة بالظهور منذ الأيام الأولى للمتابعة بكثير من الآراء السلبيّة حول أكثر من 30 عملاً سورياً! فهنا لا بدّ من التوقف عند هذه الحالة، والتمحيص في أسبابها أكثر، والتي لا يمكن الإشارة إليها إلا لضررها وتمكنها من صاحب القلم بالإساءة إليه أكثر!

تسرّع
فبعد مرور 5 سنوات على الأزمة في سورية وأكثر، وعلى الرغم من كلّ المضايقات في حجب المسلسل السوري من الظهور، بقيت كميّة الإنتاج تقارب ما كان يُنتج قبل بدء هذه الأزمة، وهذا بحدّ ذاته جهد لا يمكن نفيه، ولا التغاضي عنه أو تجاوزه. علينا أن نكون أكثر موضوعيّة في طرح الحالة النقديّة، فالرؤية ما زالت غير مكتملة ليذهب فلان أو فلان بنسج أفكار نقده بصورةٍ تثير الامتعاض عن ذلك المسلسل أو غيره، فما الهدف من هذا التسرّع؟ وما الجني الذي سيقدّمه للقارئ؟ هل يسعى لتنفيره مثلاً من متابعة أعمال الدراما السورية لهذا الموسم! أين النبل في سوق هذا الانتقاد؟

بخس الجهود!
يقدّم الممثل والمخرج والفني والتقني… إلخ جهوداً لا تقدّر بثمن لصناعة 30 حلقة أو أكثر، يمكن للمتلقي أن يستمتع بها خلال شهر رمضان بكلّ بساطة أمام مائدة إفطاره، فهل تُرمى الجهود بكلامٍ عبثي أو باستسهال في تقييم كامل هذه الجهود. المعادلة غير منطقيّة أبداً فتعب شهرين أو ثلاثة، ومنها ما وصل الأربعة، مابين تحضير وتصوير ومونتاج وعمليات فنيّة وتسويق وغيرها، لا يمكن قذفه بكلمة واحدة من كلمات صاحب القلم اللاذع، وبدعوة منه لعدم متابعة الأعمال، وكفى. وهذا ما لاحظناه مع كلّ أسف من أقلام سوريّة تكتب في صحف خارج سورية.

دعوة من صحف عربيّة
من جهة أخرى لا بدّ من لفت النظر إلى أن صحفاً عربيّة عملت على إلقاء الضوء بما يليق على أعمال الدراما السوريّة، ولدى البحث عبر الإنترنت سنجد ما يليق من كلامها في تقدير، واحترام هذه الأعمال، وهذا يبقى في ميزان المنطق، فالبداية هي دعوة للمتابعة، وبعد مرور 30 يوماً نتمكن عندها من تقديم مقالاتٍ ناقدة، وهادفة، تلقي الضوء على الجانبين الإيجابي والسلبي معاً.

باب الحارة و«حلب» مثال
يتناسب الحديث لذكر بعض الأمثلة، فمسلسل «باب الحارة» في جزئه الجديد، يمكن التفكير بنوعٍ من الإيجابيّة فيه، مع ظهور عدم رضا مسبق من الأغلبية المثقفة منه، فهذا العمل الذي يُعرض على إحدى المحطات العربيّة التي صنّفت عدداً من الذين مثّلوا فيه بأنّهم على القائمة السوداء سابقاً، ومنهم الفنانة «سلاف فواخرجي»، ولولا ملاحظة الجهد فيه وتقديره لما اشترت هذه المحطة مثلاً حقوق عرضه خلال شهر رمضان وما بعده بمدّةً، وهنا لا أدافع عن هذا المسلسل بل أسلّط ضوءاً لنوسّع طريقة تفكيرنا بالعمل قبل تناوله كمادّة نقديّة سهلة الكتابة!
وقد وقف عدد مع شخصية الشرطي الطيب، الحلبي اللهجة والمنطقة، وعدّوا أن هذه الشخصية بطيبتها إساءة للشخصية الحلبية، ولكن هل يجوز أن نحكم على عدد من الحلقات؟ ألا يمكن أن يكون هناك تحول كما هي عادة الملا من أعمى إلى جاسوس؟!. فلا داعي لإثارة حفيظة منطقة أو فئة لمجرد عدد من المشاهد، ولننتظر لأن الشخصية التي يقدمها الشرطي الحلبي غنية على ما يبدو!

لفتة
نبحث في أسماء الأعمال فنلاحظ كثيراً من الميّزات فيها فبعضها اعتمد على رواياتٍ أحبّها القارئ مثل مسلسل «أيام لا تُنسى» للمخرج «أيمن زيدان» الذي اعتمد على رواية «ألف شمس مشرقة» للروائي الأفغاني «خالد الحسيني»، وكذلك مسلسل «الندم» للمخرج «الليث حجو» الذي نقرأ في بدايته أنه اعتمد على رواية «عتبة الألم» للكاتب «حسن سامي يوسف»، وأيضاً لا بدّ من الإشارة إلى أن بعض الأعمال حملت منذ بدايتها صبغة جديدة في التشويق والحسّ البوليسي والتحقيقي كما في عملي «مذنبون أبرياء»، و«دومينو»، وعموماً هي لفتة لا أكثر لمتابعة الأعمال الدراميّة بهدوء وترو، ولكي تكون الحالة الناقدة سليمة، وصحيّة، ومفيدة وفي زمانها الصحيح، فهناك المزيد من الميّزات التي تستحق من المشاهد المتابعة، إضافة إلى أن المتابعة ستجعلنا أكثر دراية ومعرفة بالنقاط السلبية التي وقعت بها الدراما في هذا الموسم.

الفيسبوك مشارك
يسمح الفيسبوك بتداول مجموعة من الأفكار تدل على شوق المتلقي في متابعة المسلسلات الدراميّة ومحبّة أبطالها، وعدم محبّة بعضهم، وإبداء الآراء الشخصيّة بين هنا وهناك، وهذه الحالة دليل على فاعليّة الدراما وتأثيرها في الشارع لكون المجتمع الفيسبوكي يمثّل عينة لا بأس بها من هذا المجتمع، وهناك بعض الفنانين عبّروا عن عدم ارتياحهم للتسرع في الحكم على الأعمال الدراميّة بل سارعوا في نشر آرائهم عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم الفنانة «شكران مرتجى» وغيرها، على حين شارك قسم آخر من الفنانين في دعوة أصدقائهم لمتابعة عمل معيّن لكونه يستحق المتابعة أكثر من غيره، كالفنانة «جيهان عبد العظيم»، وهذا الحراك إن دلّ على شيء فهو يدل على صحة الحالة وحيويّتها، فما زالت المسلسلات السوريّة تقدّم الجديد وتشغل بال المتابع سواء كان من صناعها أم ضمن فلك المشاهدة.

Exit mobile version