Site icon صحيفة الوطن

أوراق رابحة

| محمود قرقورا 

تتداخل البطولتان القاريتان الأشهر في العالم أمم أوروبا وكوبا أميركا، ومن النادر أن نتابع مباراة خالية من الدروس والعبر، وأبرز ما يقف عنده المتابع الأوراق الرابحة التي يستخدمها المدربون فيتغير شكل اللقاء بلمسة تصنع الفارق، وعند تحليل أي مباراة نسمع النقاد يعزفون على وتر الأوراق الرابحة التي يمكن للمدرب استخدامها، فنسمع دكة فقيرة وأخرى غنية.
في السابق ظلّ كارل هاينز رومينيغة أحد أساطير البايرن والمانشافت حديث الملايين نظراً للدور المحوري الذي لعبه في تغيير مسار نتيجة مباراة فرنسا وألمانيا في نصف نهائي مونديال إسبانيا 1982، وتشير كتب المونديال إلى أن الدانماركي إيبي ساند سجل بعد ست عشرة ثانية من دخوله بديلاً أمام نيجيريا في دور الستة عشر كرقم قياسي للاعب بديل، والألماني غوتزه كان ورقة لوف الرابحة في مباراة التتويج بكأس العالم قبل عامين.
في النسخة الخامسة عشرة من يورو فرنسا 2016 لفت الأنظار البدلاء الذين لا يخذلون المدربين، ففي مباراة ويلز وسلوفاكيا سجل السلوفاكي دودا بعد دقيقة من دخوله جاعلاً النتيجة التعادل بهدف لمثله، ولكن الويلزي روبسون كانو البديل سجل هدف القبض على النقاط الثلاث التاريخية.
في مباراة المانشافت وأوكرانيا لحساب المجموعة الثالثة سجل المخضرم باستيان شفاينشتايغر هدف الأمان والاطمئنان بعد دخوله أرضية الملعب بدقيقتين لتنتهي المباراة بهدفين نظيفين، لتكون لحظات خاصة للنجم المخضرم الذي لم تنته صلاحيته كما همس البعض.
تاريخ البطولة الأوروبية يشير إلى أن الإيطالي ألتوبيلي سجل بمرمى منتخب الدانمارك بعد دقيقة من الزج به خلال يورو 1988 والإسباني فاليرون زار شباك روسيا بعد 36 ثانية من دخوله خلال نهائيات يورو 2004 ليكون الهدف الأسرع للاعب بديل من بين 75 هدفاً وقّع عليها اللاعبون البدلاء.
الحديث عن البدلاء يذكرنا بليونيل ميسي خلال كوبا أميركا المقامة في الولايات المتحدة، فالساحر الأرجنتيني سجل هاتريك بمرمى بنما المتواضعة، ولكنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه اللاعب البديل الوحيد الذي سجل ثلاثية أو أكثر في مباراة واحدة من بين 65 لاعباً بصموا على الهاتريك خلال مئة عام.
البطولتان الكبيرتان مستمرتان ولا ندري من البدلاء الذين سيدخلون التاريخ.

Exit mobile version