لم يكن أحد يراهن على النتيجة الرقمية الكبيرة التي سجلتها تشيلي على حساب المكسيك في ختام مباريات ربع نهائي كوبا أميركا 2016 المقامة في الولايات المتحدة الأميركية احتفالاً بمئوية انطلاق البطولة، فسبعة أهداف من دون مقابل نتيجة كبيرة ولا يمكن تفسيرها لأن منتخب المكسيك كان مقنعاً لدرجة كبيرة خلال دور المجموعات عندما فاز على الأورغواي وجامايكا وتعادل مع فنزويلا، ولكن اللاروخا حامل اللقب أظهر شخصية كبيرة بتقديمه أجمل مبارياته في البطولة فكان الحصاد وفيراً والصيد ثميناً واللافت أن الشوط الأول انتهى بهدفين من دون مقابل.
بدوره لم يجد المنتخب الأرجنتيني صعوبة في النيل من فنزويلا التي حاولت ما بوسعها وقدمت أجمل ما عندها وخسرت بهدف لأربعة كان نصيب ليونيل ميسي هدفاً منها وصنع آخر في ظهوره الأول أساسياً في البطولة.
ردود الأفعال كانت طبيعية حيال المباراتين فمدرب تشيلي بيزي يرى أن هذه المجموعة التشيلية كتبت أروع الصفحات في تاريخ كرة القدم التشيليانية متمنياً الاستمرار في هذا السيناريو، وقال إن فريقه تطور على الصعيد الفردي والجماعي ورأى أن سر النتيجة الرقمية الكبيرة عدم إعطاء الخصم أي فرصة للضغط وحرمانهم من طريقتهم المعهودة، وفرض الأسلوب التشيلياني من البداية وحتى النهاية، وعلى الجانب الآخر لم يجد المكسيكيون سوى الاعتذار من الشارع المكسيكي كي يمتصوا الغضب ولن يفلحوا في ذلك بالتأكيد، لأن المكسيك تعرضت للخسارة الأثقل على الصعيد الرسمي في تاريخها.
بدوره أبدى مدرب الأرجنتين مارتينو سعادته متمنياً أن يتوج ميسي بلائحة الهدافين والانتقال لصدارة هدافي منتخب التانغو من خلال هذه البطولة، وهو الذي اطمأن على جاهزية قائد فريقه قبل مباراتي الحياة أو الموت برسم اللقب الغائب عن خزائن منتخب التانغو منذ عام 1993 في الإكوادور.
رجل المباراة غير المتوقعة فارغاس الذي سجل سوبر هاتريك تصدر من خلاله قائمة الهدافين برصيد ستة أهداف، ورجل المباراة الطبيعية ليونيل ميسي الذي سجل وصنع وكذلك المهاجم هيغواين الذي سجل الثنائية.
وبذلك ضربت الأرجنتين موعداً مع ممثل الكونكاكاف المتبقي المستضيف الأميركي على أن يتقابل حامل اللقب اللاروخا مع النمور الكولومبية وكل منهما قادر على المضي نحو المباراة النهائية التي تقام فجر الإثنين المقبل.
وتبدأ مباريات نصف النهائي فجر الأربعاء عند الثالثة بلقاء الولايات المتحدة والأرجنتين على أن تقام في اليوم التالي عند الرابعة فجراً لقاء كولومبيا وتشيلي.
سيناريو المباراتين
تقدم المنتخب الأرجنتيني عن طريق هيغواين بهدف في الدقيقة الثامنة مستثمراً تمريرة ذكية جداً من ميسي، ثم عزز اللاعب ذاته التقدم في الدقيقة 28 مستثمراً خطأً دفاعياً ساذجاً، وأضاع سيخاس ركلة جزاء لفنزويلا سددها في منتصف المرمى بطريقة ساذجة كان لها روميرو بالمرصاد، وفي الدقيقة 60 سجل ميسي هدفه الرابع في هذه البطولة والثالث للأرجنتين في هذه المباراة قبل أن يقلص روندون الفارق في الدقيقة السبعين، غير أن لاميلا أعاد الفارق إلى ثلاثة أهداف بعد دقيقة تماماً، لتبقى الأرجنتين الأقوى هجوماً بأربعة عشرة هدفاً إلى جوار منتخب تشيلي الذي ضرب بالسبعة.
سيناريو المباراة الثانية بدأت تتضح معالمه في الدقيقة السادسة عشرة عندما سجل بوش هدف تشيلي الأول ثم سجل فارغاس في الدقيقة الرابعة والأربعين قبل أن يسجل سانشيز ثالث الأهداف في الدقيقة التاسعة والأربعين، ثم عاد فارغاس ليسجل في الدقائق الثانية والخمسين والسابعة والخمسين والرابعة والستين قبل أن يختتم بوش السيناريو المرعب قبل ثلاث دقائق من النهاية.