Site icon صحيفة الوطن

حدائق اللاذقية متنفس للمواطنين رغم قلة الخدمات المتوافرة فيها 80 حديقة عامة و33 للأطفال

| اللاذقية- نهى شيخ سليمان

بعد ارتفاع الأسعار الذي طال جميع مجالات الحياة من غذاء ودواء وملبس ومواد كهربائية ومنزلية وما شابه، ضاق الخناق على عامة المواطنين من ذوي الدخل المحدود فلم يعد بإمكانهم ولو مجرد التفكير في البحث عن مكان للترفيه عن أنفسهم من عناء متاعب الأعمال اليومية، لكون الدخل الشهري لا يلبي سوى الأساسيات الرئيسية لمتطلبات المعيشة اليومية، ومن ثم لم يعد أمام الأكثرية العظمى الترفيه عن أنفسهم سوى حدائق المدينة أو بعض مواقع الجزر الوسطية التي تنعم بوجود الحشائش والأزهار التي لا تتطلب منهم تسديد الآلاف لقاء جلوسهم بها كما المطاعم والكافتيريات والمسابح، بل فقط الاكتفاء بغاز منزلي متنقل للقهوة والشاي والمتة وفحم الأرجيلة، يحملونه معهم مع بعض اللزوميات لتمضية عدد من الساعات المسائية في حديقة يختارونها أو جزيرة وسطية تفسح المجال لتمضية وقت مريح يتنفسون منه الهواء العليل بعيداً عن حرارة الجو ولاعتماد هذه الطريقة الترفيهية لدى بعض الأسر حالياً كطقس من الطقوس الرمضانية في شهر الصوم.
وللوقوف على الواقع الحالي للحدائق وإمكانية الارتقاء بها لمصاف الحدائق السياحية المجانية من حيث النظافة، وتوفير صنابير المياه، ودورات المياه وغيرها، التقت «الوطن» رئيس مجلس مدينة اللاذقية المهندس صديق مطره جي الذي أوضح قائلاً: إن عدد الحدائق في اللاذقية يبلغ نحو 80 حديقة عامة بمساحات مختلفة، وعدد حدائق الأطفال 33 عدا عن عشرات الهكتارات من المساحات الناجمة عن الأحزمة الخضراء والدوارات، ومجمل هذه المرافق الحيوية تحتاج إلى خدمات عديدة متكاملة من سقاية وعناية ولو بالحد الأدنى ما يتطلب كتلة بشرية من العمال والآليات، لافتاً إلى أن استجرار متطلبات الحدائق والبقع الخضراء يتم من خمسة مشاتل تابعة للمجلس بمساحة هكتارين، وعدد العمال المختصين لتخديم الحدائق وحراستها والحفاظ عليها من العبث لا يلبي الحاجة، فالعدد لا يتجاوز 150 عاملاً مع وجود عدد بسيط من الآليات الخاصة بتقليم الأشجار، وقص الأعشاب، والترحيل، وأمام هذا النقص الحاصل بعدد العمال والآليات، نضطر للتعامل ضمن الإمكانات المتوافرة لتقديم الخدمات من صيانة وتأهيل وسقاية للحدائق وفقاً للأولويات، وأهمها الحدائق المعتمدة لإقامة النشاطات، والأسواق، والمعارض، ومنها حديقتا: البطرني والعروبة.
ولفت م. مطره جي إلى أن مجلس المدينة يعكف حالياً على تعزيل آبار السقاية الخاصة بالحدائق، والمنصفات، والجزر الخضراء، والمدخلين الشمالي والشرقي للمدينة، حيث تمت صيانة خمس آبار من أصل 26 بئراً يتم العمل على إعادة تأهيلها، وكذلك صيانة خط الجر، ومحطة الضخ الجديدة التي وصلت إلى مرحلة التجريب.
وفي الختام ونظراً للإقبال الكبير على الحدائق كمتنفس مهم للمواطنين في فصل الصيف نسأل: يا ترى أليس هناك من مجال لإصدار قرارات بتعيين عمال بعقود سنوية أو موسمية بشكل يلبي الحاجة الخدمية للحدائق، خاصة في ظل وجود عدد كبير من الشباب الذي ينتظر فرصة عمل ولا سبيل لهم إليها؟

 

Exit mobile version