ثقافة وفن

بكل صراحة

| د. اسكندر لوقا

في كتاب بعنوان «الجهاد المعاصر» للكاتبة الإيطالية لوريتا نابوليوني «1955» يرد ذكر امرأة تجيب عن سؤالها في سياق محاولتها معرفة وجهات نظر الناس الذين تقابلهم في الطريق الذي تسلكه بشأن أحداث الحادي عشر من أيلول «2011» تجيب بقولها: بصراحة يا سيدة لوريتا لماذا يجب عليّ دعم الولايات المتحدة باستنكار هذا الحدث؟ هل نسيت ما فعله الأميركيون في دول البلقان عندما قصفوا الجسور والمصانع مثيرين الهلع في قلوب الناس؟ لا. لا يمكنني التعاطف مع أمّة نشرت الموت حول العالم.
وتضيف هذه المرأة: إن المشاهد التي شاهدناها على شاشات التلفزة، في أرجاء عديدة في أوروبا، تثير السخط لا العطف على الأميركيين الذين لا يرحمون حتى الأطفال والنساء وكبار السن، عندما يسعون لتحقيق مآربهم سواء في أوروبا أو في آسيا أو في إفريقيا وبأيدي أعوانهم الإرهابيين اليوم الذين يرعونهم في منطقة الشرق الأوسط.
وكما توقعت هذه المرأة، ها هو ذا الإرهاب، يصل إلى الولايات المتحدة الأميركية ويضرب ملهى في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا أسفر عن مقتل 50 شخصاً وجرح 53 آخرين، متخطياً فرنسا وبلجيكا وتركيا وإيطاليا، ويزرع الرعب في بلدان أوروبية أخرى، على حين ما برحت واشنطن تعلن، ومن ورائها توابعها في كل من الرياض والدوحة، أنها مع التيار المعادي المعارك مع الإرهابيين لكل من سورية والعراق، مع بوادر مثل هذه المعارك المعدة للانفجار في لبنان لا قدر الله.
إن الإرهاب كما يعرَّف بلسان ساسة العصر لا دين له. إضافة الى ذلك لا أخلاق له وفاقد لكل ما يمت إلى الإنسانية بصلة. إنه فوق الوصف إن صح القول، لأنه لا حدود له ولا وجه له سوى الوجه الملطخ بدماء الأبرياء من سكان هذين البلدين حيث معاناتهم يومية جراء اعتداءات الإرهابيين على حياتهم وأموالهم وأملاكهم وحتى أحلام الباقين من أبنائهم على قيد الحياة.
هذه المرأة التي تبدأ جوابها عن سؤال لوريتا بعبارة بصراحة، جدير بأن تحتذى كمثال ضد من ينشر الموت حول العالم على حد تعبيرها، لأن التاريخ لا ولن ينسى، على الأقل، أفظع حدثين وقعا في العالم في القرن الماضي هما قصف مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية، كذلك قصف مدينة ناكازاكي أيضاً بالقنبلة الذرية.
أجل بكل صراحة، إن ما أجابت به المرأة رداً على سؤال مؤلفة الكتاب المشار إليه، يصلح في كل مكان يعاني غطرسة الإدارات الأميركية في الوقت الراهن، ويشهد بأن هذه الإدارات لا بد ستكون عاجلا أم آجلا عامل جذب لهواة القتل والنهب والاغتصاب والتدمير.
يقول رائد الفلسفة السياسية الحديثة الفرنسي مونتسكيو «1689 – 1755»: إن الشعب الذي ينتصر على أعدائه بقوة الحق الذي يملكه جدير بأن يبقى حيّاً ومثالاً لسواه من شعوب العالم..
ونحن في سورية، بقوة الحق لا بحق القوة، لا بد منتصرون على أعدائنا بتخليص أراضينا من رجسهم عاجلاً أم آجلاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن