Site icon صحيفة الوطن

لجنة روسية تركية لتحديد التعويضات.. وقد تتجاوز 30 مليون دولار.. وأنقرة ستدفع إذا لزم الأمر … بوتين سيتصل بأردوغان لكن التطبيع لن يتم «قريباً

| وكالات

أعلنت روسيا أن الرئيس فلاديمير بوتين سيتصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم لكن «تطبيع» العلاقات بين البلدين لن يتم خلال بضعة أيام، ووصفت رسالة اعتذار أردوغان، بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح».
وبينما أعلنت موسكو أن لجنة روسية تركية ستحدد تعويضات تركيا لروسيا مقابل إسقاط «القاذفة سو 24»، وقد تتجاوز 30 مليون دولار، أعلنت تركيا أنها مستعدة لدفع التعويضات فقط إذا لزم الأمر.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «قيام الرئيس أردوغان بتوجيه رسالة (إلى نظيره الروسي) يعتبر خطوة مهمة جداً لتطبيع العلاقات» بين روسيا وتركيا، لكنه أضاف: «يجب عدم تصور أن نصل إلى تطبيع كل شيء في خلال بضعة أيام».
وأضاف: «غداً سيجري اتصال هاتفي بين الرئيس أردوغان والرئيس بوتين بمبادرة من روسيا».
وتابع: «لقد عبّر الرئيس بوتين عدة مرات عن رغبته في الحفاظ على علاقات جيدة» مع نظيره التركي، موضحاً أن موسكو حددت عدة مرات «الشروط المسبقة لتطبيع» العلاقات. وأضاف: «بالطبع يجب على الطرفين القيام بالكثير من الخطوات الإضافية للتقارب».
وبعد أشهر من التوتر الدبلوماسي إثر مقتل الطيار الروسي بإسقاط الطيران التركي مقاتلته في الأجواء السورية، قدم أردوغان اعتذاره الإثنين في رسالة وجهها إلى بوتين كما أعلن الكرملين. لكن أنقرة أكدت في المقابل أن أردوغان عبّر «عن أسف» وقدم تعازيه بمقتل الطيار الروسي من دون استخدام عبارة «اعتذار».
من جهته وصف نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف رسالة اعتذار أردوغان، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، بأنها «خطوة في الاتجاه الصحيح». وأبدى أردوغان في رسالة الاعتذار استعداده لإعادة تطبيع العلاقات مع روسيا والتعاون معها لحل الأزمات في المنطقة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن «تركيا لن تدفع تعويضات لروسيا عن إسقاط طائرة مقاتلة روسية العام الماضي وذلك بعد أن بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين». وأضاف: إن «تركيا عبرت فقط لروسيا عن أسفها لإسقاط الطائرة».
وأردف يلدريم أن «تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا بدأ»، وأضاف: إن «تحسين العلاقات مع كل دول البحر الأسود والبحر المتوسط يعد هدفاً مهماً». وأدلى يلدريم بهذه التصريحات أمام أعضاء حزب الحرية والعدالة الحاكم في البرلمان، حيث قال: إن «الإجراءات القانونية جارية على شخص يشتبه في أنه المسؤول عن قتل الطيار الروسي».
وأوضح يلدريم مساء الإثنين، للتلفزيون التركي العام، وفق ما نقلت «أ ف ب»: «عرضنا فكرة أننا مستعدون لدفع تعويضات إذا لزم الأمر» على حين مد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يده إلى موسكو لتطبيع العلاقات الثنائية التي تدهورت بسبب هذه القضية.
لكن الرئاسة التركية أوضحت أن أنقرة لم تصل إلى هذه المرحلة بعد. وقال مصدر في الرئاسة: «ليس لدينا موافقة لدفع تعويضات» متحدثاً عن «التباس» ساد المقابلة التي أجريت مع يلديريم. وأضاف يلديريم الإثنين: «أعتقد أننا توصلنا إلى اتفاق حول هذه القضية. سنقوم بطي الصفحة ونواصل طريقنا». وأعلن مصدر في الدفاع الروسية أن لجنة روسية تركية ستضم عسكريين ودبلوماسيين ستحدد تعويضات تركيا لروسيا مقابل إسقاط «القاذفة سو 24» العام الماضي، وقد تتجاوز 30 مليون دولار.
وأفادت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» بأن الجانب التركي قد يدفع مليوني روبل (حوالى 30 ألف دولار) لعائلة قائد الطائرة الحربية الروسية أوليغ بيشكوف الذي قتل في حادث إسقاط القاذفة الروسية في أجواء سورية من الطيران الحربي التركي، وذلك وفقاً للقانون الروسي الذي ينص على ضرورة دفع هذا المبلغ لعائلة أي عسكري روسي في حال مصرعه. وفيما يتعلق بسعر القاذفة «سو 24» فإن أنقرة تنوي معرفة درجة استهلاك الطائرة لتقييمها بشكل موضوعي، ولا يستبعد بحسب الصحيفة، أن تصر موسكو على ضرورة دفع 30 مليون دولار، وهو سعر تصدير الطائرات من هذا النوع. كما يتوقع أن يتكفل الجانب التركي بتكاليف نقل جثمان بيشكوف وتشييعه، ويقدر ذلك بعشرات آلاف الدولارات بسبب النفقات الباهظة على استعمال الطائرة العسكرية التي نقلت تابوت الضابط.
كما يتوقع أن يصر الجانب الروسي على دفع 100 ألف دولار كتعويضات عن الأضرار المعنوية لعائلة قائد القاذفة الروسية.
وقال مسؤول تركي الإثنين، وفق ما نقلت «رويترز»: إن «رجلاً يشتبه في أنه قتل أحد طياري القوات الجوية الروسية بعد أن أسقط الطيران التركي طائرته قرب الحدود السورية في تشرين الثاني الماضي تجري محاكمته».
واعتقل ألب أرسلان جيليك الذي كان يقاتل في ذلك الوقت ضمن تنظيمات مسلحة تركمانية مدعومة من تركيا في أواخر آذار في مدينة أزمير في اتهامات لا علاقة لها بذلك لكن المحكمة قررت في أيار أن الأدلة غير كافية لإدانته. وتطالب موسكو منذ فترة طويلة بمحاكمة جيليك.
وفي 24 تشرين الثاني 2015 أسقط الطيران التركي مقاتلة سوخوي 24 روسية في الأجواء السورية وقتل الطيار بإطلاق النار عليه أثناء هبوطه بالمظلة، ما تسبب بتوتر كبير في العلاقات بين أنقرة وموسكو. وأكدت تركيا آنذاك أن المقاتلة دخلت مجالها الجوي وأنها حذرتها «عشر مرات خلال خمس دقائق» على حين أكدت موسكو أن المقاتلة كانت تحلق في الأجواء السورية ولم تتلق تحذيراً قبل إسقاطها.

Exit mobile version