Site icon صحيفة الوطن

روّج من روما لصيغة تجمع بين مكافحة الإرهاب وإنهاء التوتر السياسي … دي ميستورا يعول على معجزة جديدة من معجزات التوافق الروسي الأميركي

| أنس وهيب الكردي

لم يخف مبعوث الأمم المتحدة في سورية ستيفان دي ميستورا تعويله على «معجزة» تأتي نتيجة توافق أميركي روسي جديد، مروجاً لصيغة تدمج «مكافحة الإرهاب وإنهاء التوتر السياسي».
يؤمن دي ميستورا الذي يحمل الجنسيتين السويدية والإيطالية أن حل الأزمة في سورية سياسي لا عسكري، وأن «التسوية السياسية.. تجعل القضاء على داعش ممكناً»، ولا يريد تكرار تجربة الجولات السابقة من المحادثات السورية السورية، لذلك، يشترط لاستئنافها «ظروفاً مواتية لتفاوض حقيقي»، ويرى أن «الفرصة مفتوحة» حتى شهر أيلول المقبل موعد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كاشفاً عن مشاورات دبلوماسية مكثفة في أروقة الأمم المتحدة من أجل استئناف الحوار وضمان استمراريته.
تصريحات دي ميستورا جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني في العاصمة الإيطالية روما، الذي التقى لاحقاً منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب. وقال دي ميستورا: إنه «لم يحدد بعد موعد الجولة المقبلة من المحادثات السورية في جنيف»، علماً أنه سعى إلى عقدها أواسط الشهر الجاري، واعتبر أن شهر آب المقبل هو الحد الأقصى لاستئنافه.
وتوقفت الجولة الأخيرة من محادثات جنيف أواخر شهر نيسان الماضي من دون تحقيق أي نتائج تذكر. وعلقت «العليا للمفاوضات»، مشاركتها في المحادثات «احتجاجاً على قصف الطائرات الروسية» كما ادعت.
وهو واقف إلى جانب جينتيلوني، طالب دي ميستورا بتوفير «ظروف مواتية» لإطلاق المحادثات، وقال: «الجولة القادمة يجب أن تنطلق بشكل جيد، وفي أقرب وقت ممكن.. في ظل ظروف تضمن تفاوضاً حقيقياً».
وشدد المبعوث الأممي على أن «الأمم المتحدة عازمة على إعادة إطلاق المفاوضات»، ولفت إلى وجود «نية حاسمة» لإطلاق هذه الجولة بعد التحضير الجيد لها من أجل ضمان استمراريتها، مشيراً إلى مشاورات في الأمم المتحدة بين أعضاء مجلس الأمن وأعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية من أجل استئناف الحوار.
وسبق لدي ميستورا أن أعرب عن استعداده لتوجيه الدعوات لعقد الجلسة المقبلة من محادثات جنيف السورية، لكنه أشار إلى أنه ينتظر توافق القوى الكبرى حول آليات الانتقال السياسي في سورية.
وفي هذا السياق، ومع تصاعد التفاؤل بقرب توافق روسي أميركي على محاربة جبهة النصرة والاتفاق على مبادئ الانتقال السياسي، وصف المبعوث الأممي إلى سورية أمس، الوقت الراهن بـ«اللحظة الحاسمة» حيث «تتوفر لدينا من الآن وحتى أيلول فرصة مفتوحة نحو إيجاد صيغة تجمع بين مكافحة الإرهاب وإنهاء التوتر السياسي». وشدد على ضرورة مواصلة الجهود في مكافحة الإرهاب والقضاء على داعش، معتبراً أن التسوية السياسية للأزمة في سورية ستجعل ذلك ممكناً.
واستطرد دي ميستورا معتبراً أن «مفتاح الحل يكمن في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأميركا»، مذكراً بـ«معجزة» الهدنة (وقف العمليات القتالية) التي أعلنت في 26 شباط الماضي، بناء على اتفاق روسي أميركي. وأسف لأن الهدنة لم تفض إلى تحقيق الانتقال السياسي، وقال: «لسوء الحظ إنها (الهدنة) لم تؤدِ إلى تسريع عملية التحول السياسي»، لكنه أبدى عزماً على المتابعة، وقال: «علينا أن نحاول مجدداً».
وبدا دي ميستورا، الذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية وكبار المسؤولين الأميركيين في مجلس الأمن القومي بالعاصمة الأميركية واشنطن مؤخراً، حذراً أمام إمكانية تحقيق توافق روسي أميركي جديد. وتساءل «لكن هل ستتمكنان (روسيا وأميركا) من الاتفاق؟»، واستطرد قائلاً: «إن حدث ذلك (الاتفاق)، فعلى الآخرين (الدول الأوروبية والإقليمية والحكومة والمعارضة) التكيف مع الأمر، لأنه لا مجال لحل عسكري» في سورية وأن «الحل المتاح لأزمتها هو الحل السياسي فقط».
من جهة أخرى، وصف دي ميستورا الدور الروسي بأنه «مهم وأساسي» لحل الأزمة السورية، لكنه دعا موسكو إلى لعب دور بناء في سورية وتخفيف حدة تدخلها. وقال: «الدور الروسي في حل الأزمة السورية مهم، وحاولنا (الأمم المتحدة) تخفيف حدة التدخل الروسي في سورية».
ولفت إلى أن إيطاليا لديها أيضاً توجه أساسي لحل الأزمة في سورية سياسياً وعدم تكرار الأخطاء التي وقعت من قبل في ليبيا والعراق.
من جانبه، جدد وزير الخارجية الإيطالي دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها دي ميستورا في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
ولم يصدر حتى ساعة إعداد المادة بيان من الخارجية الإيطالية بشأن لقاء جينتيلوني مع منسق «العليا المفاوضات»، والذي كان من المقرر أن يعقد أمس.
ومن المفترض أن يلتقي دي ميستورا حجاب في روما بعد نجاح مساعي إيطاليا في التقريب بينهما.
ورفضت «العليا للمفاوضات» المشاركة في المحادثات التقنية التي أطلقها دي ميستورا بعد انهيار محادثات جنيف في نيسان الماضي، وفشل مجموعة الدعم الدولية لسورية في إعادة إطلاقها في اجتماعها بشهر حزيران.

Exit mobile version