Site icon صحيفة الوطن

قيادات عسكرية وقضاة رهن الاعتقال.. و«توتر» في الأفق مع واشنطن!! … ليلة ساخنة مفاجئة في تركيا.. وتداعيات «المشهد» لم تنته

| الوطن – وكالات

لم تنته فصول محاولة انقلاب ليل أول من أمس في تركيا التي يمكن وصفها بأنها كانت فاشلة وغير محضرة ومنسقة جيداً، حيث قامت بها مجموعة عسكرية في الجيش التركي واستمرت لساعات قبل أن تخمدها المخابرات والشرطة المحلية والمساجد التي كان لها الدور الأكبر في تأجيج الجمهور الديني الموالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودفعه إلى الشارع ليقف في مواجهة العسكر.
ووفقاً لعدة مصادر داخل تركيا تحدثت معها «الوطن»، فإن توقيت الانقلاب بدا غريباً إذ حصل يوم جمعة وخلال فترة الإجازات الصيفية للطبقة الوسطى المناهضة للرئيس التركي الذين لم يتحركوا ولم ينزلوا إلى الشارع، خلافاً لأنصار أردوغان، كما لم يسيطر المنقلبون على الإعلام ولم يقطعوا بث الانترنت والبث الفضائي، ولم يقوموا بتوقيف قادة حزب العدالة والتنمية والوزراء وكبار القادة السياسيين والعسكريين، وهو أول ما يحصل عادة في الانقلابات العسكرية.
وقالت المصادر: إن المساجد في كل المدن التركية كان لها الدور الأكبر في دعوة أنصار أردوغان للنزول إلى الشارع والوقوف في مواجهة العسكر، إذ كانت المنابر تكبر على مدار الساعات وتدعو المواطنين لرفض الانقلاب.
وكان لافتاً أيضاً امتناع الأحزاب السياسية المعارضة لأردوغان تأييد الانقلاب العسكري وإصدارها بيانات تؤكد وقوفها مع المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً.
وفي حصيلة أولية، تحدثت مصادر تركية عن مقتل قرابة 160 شخصاً في المواجهات التي حصلت ليلاً إضافة إلى توقيف قرابة 2800 ضابط وعسكري من الانقلابيين بينهم قائد الجيش الثاني اللواء آدم حدوتي، ورئيس أركانه عوني آنجون، إضافة إلى قائد الجيش الثالث أردال أوزتورك، ومقتل 104 منهم.
أصابع الاتهام وجهها أردوغان ورئيس حكومته بن علي يلدريم إلى رئيس حركة «غولين» الداعية فتح اللـه غولين الذي نفى بدوره هذه الاتهامات وأشار إلى أن محاولة الانقلاب «قد تكون مفتعلة».
وأعلن يلدريم بموقف لا لبس فيه أن من يوفر الحماية لغولين، الذي يتخذ من بنسلفانيا الأميركية منفى اختيارياً له، «ليس صديقاً لتركيا بل هو في حالة حرب معها»، وطالب بتسليمه للسلطات التركية، لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري نفى وجود طلب تركي بهذا الصدد مطالباً السلطات التركية بالأدلة.
وبحسب مصادر «الوطن» فإن الأيام المقبلة ستكشف مزيداً من التفاصيل حول ما حصل ليلة 16 من تموز، وخاصة أن أردوغان سيحكم تركيا الآن بقبضة حديدية ويتخلص من كل من كان يقف في مواجهته، فتهم الخيانة باتت جاهزة لآلاف الأتراك، حيث اعتقلت السلطات القاضي في المحكمة الدستورية الب ارسلان التان، بعد أنباء عن اعتقال 2745 من السلك القضائي في كل أنحاء البلاد، كما أكد أردوغان فصل الآلاف من أعضاء السلك.
وفي كلمة له مساء أمس أكد أردوغان أن القوات المسلحة التركية ستقوم بتطهير نفسها وإعادة بناء مؤسساتها، مشيراً إلى أنه إذا سلمت واشنطن فتح اللـه غولين «فسيتغير الكثير» في إشارة إلى إمكانية توتر العلاقات مع واشنطن، بعد أيام من إصلاح علاقته بموسكو.
وبعد ساعات من المحاصرة والقصف من القوات الانقلابية والانفجارات عقد مجلس الأمة التركي (البرلمان) أمس جلسة استثنائية لبحث محاولة الانقلاب، وسط وحدة غير مسبوقة أظهرتها قادة الأحزاب التركية.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة التركية انتهاء الانقلاب، إلا أن مؤيديه تمكنوا من السيطرة على الفرقاطة التركية «يافوز»، واحتجزوا قائد القوات البحرية التركية عابدين أونال، بينما قامت الحكومة التركية بإغلاق قاعدة انجرليك الجوية وقطع الكهرباء عنها، ما دفع واشنطن لإعلان إيقاف غاراتها ضمن قوات التحالف الدولي ضد داعش.

Exit mobile version