Site icon صحيفة الوطن

«النصرة» تزيد تصدع صفوف مسلحي حلب في مواجهة داعش

حلب – الوطن: 

فاقم الاقتتال الدائر بين جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سورية وتنظيم داعش، من حدة الخلافات التي تعصف بالمجموعات المسلحة التي تجابه تقدم داعش في ريف حلب الشمالي وأدى إلى مزيد من الشقاق في صفوفها. وأكدت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الشامية»، التشكيل العسكري الأكبر الذي يقود عمليات وقف تقدم داعش، لـ«الوطن» أن مسلحي «النصرة» غير منضبطين ولا يتقيدون بالأوامر التي تصدرها إليهم قيادة المجموعات المسلحة، ما يضعها في مأزق خلال المعارك الدائرة رحاها منذ أسبوع إثر فرض التنظيم سيطرته على بلدة صوران وقسم من بلدة مارع والقرى المحيطة بهما.
وأوضح المصدر، أنه وعلى الرغم من دفع مسلحي «النصرة» إلى الخطوط الأمامية للجبهة كرأس حربة والاعتماد عليهم بشكل كلي في تنفيذ عمليات انتحارية ضد حواجز ومواقع «داعش»، إلا أنهم لا يحسنون القتال كعادتهم بسبب تعاطف بعضهم مع «إخوة السلاح» من التنظيم وعدم تلقيهم الإذن بقتاله من زعيمهم أبو محمد الجولاني.
وبين المصدر، أن فتوى «الشامية» الأخيرة بوجوب قتل مسلحي داعش بوصفهم «خوارج»، زاد من الشكوك والريبة في نفوس مسلحي «النصرة» الذين يعتقدون بأن الدور سيأتي عليهم لاحقاً بعد تصفية زملائهم في التنظيم بدعم من الدول الإقليمية التي تزج بهم في المعركة التي لا ناقة ولا جمل لهم فيها سوى أنهم قرابين للسياسات والأجندة الخارجية.
وتتبادل المجموعات المسلحة في شمال حلب الاتهامات فيما بينها عن أسباب سيطرة داعش على مراكز ثقل لهم وتهديده لمستقبل وجودهم في عقر دارهم إلى درجة قذف بعضهم البعض بعبارات وبيانات التخوين والعمالة والتقاعس عن القتال في وجه عدوهم اللدود الذي تحالفوا سابقاً لطرده من الريف الشمالي وفتحوا جبهة طويلة معه استرضاء لمموليهم الإقليميين والدوليين إلى أن جاء وقت حسابهم.
قطع داعش لخط إمداد مسلحي الشمال نحو بوابة إعزاز الحدودية مصدر دعمهم اللوجستي ومن مدرسة المشاة باتجاه أحياء حلب الشرقية التي يسيطرون عليها وبين المدرسة والحدود التركية وجه أصابع الاتهام إلى «لواء التوحيد» الذي يسيطر على المدرسة ذات الموقع الحيوي مع أنه مستهدف في مركز ثقله بمارع.
وانعكس سقوط قتلى كثر من «النصرة» ومجموعات المسلحين على روحهم المعنوية وعلى أدائهم القتالي في ظل تخوفهم مسبقاً من سطوة وجبروت داعش وخبرة مسلحيه العسكرية بالإضافة إلى تغليب هواجس الفرقة وانعدام الثقة فيما بينهم جميعاً، الأمر الذي سيترك تداعياته على سير المعارك التي ستحسم تدريجياً لمصلحة التنظيم مع استقدام تعزيزات جديدة للطرفين المتصارعين.

Exit mobile version