Site icon صحيفة الوطن

لوبيتيغي والإرث الثقيل

| خالد عرنوس 

جاء تراجع المنتخب الإسباني في الأعوام الثلاثة الأخيرة طبيعياً فخسر لقبيه الكبيرين على التوالي لأنها سنة كرة القدم لأن قطعة الجلد المدور عودتنا على عدم بقاء فريق في قمة عطائه أكثر من أربع أو خمس سنوات وهي مقولة كررناها كثيراً في السنوات الأخيرة.
لقد وصل المنتخب الإسباني إلى الذروة في مونديال 2010 عندما اعتلى اللقب المونديالي وجاء الفوز امتداداً للتتويج القاري قبلها بعامين وأتبع بلقب ثان في اليورو 2012 ليبلغ اللاروخا نهاية السنوات الرائعة الخمس فكان لابد من الهبوط وجاء على طريقة السقوط من علٍّ في المونديال البرازيلي قبل أن يستعيد الفريق بعضاً من بريقه في يورو 2016.
الذي حدث مع اللاروخا ليس غريباً ولا يتحمل مسؤوليته المدرب ديل بوسكي وحده وهو الذي أصبح أحد اثنين فقط يتوج باللقبين الأوروبي والعالمي بعد هيلموت شون، أما الأسباب الأخرى فهي انتهاء صلاحية بعض النجوم أمثال بويول وتشافي وخافي ألونسو وديفيد فيا وتوريس وكاسياس وسواهم، وأيضاً تراجع البعض الآخر أمثال بيكيه وراموس وسيلفا وفابريغاس وبيدرو، ودخول بعض العناصر الجديدة في كتلة المنتخب الذي لم يعد باللوحة المتكاملة التي بدأ رسمها منذ 2006 المدرب الراحل أرغونيس وتابع ديل بوسكي تزيينها ليقطف أجمل تحفة في تاريخ الكرة الإسبانية خلال 4 سنوات.
والآن رحل ديل بوسكي تاركاً حملاً ثقيلاً في عهدة خلفه الذي أعلن توليه المسؤولية الخميس الماضي، يوليان لوبيتيغي الذي سيكمل الستين من العمر الشهر القادم ليكون رجل المرحلة القادمة.
بالتأكيد فإن المهمة صعبة أمام الباسكي الذي مثل الريال وبرشلونة ودرب منتخبات الفئات العمرية قبل أن يخوض تجربة برتغالية مع بورتو في العامين المنصرمين وخاصة مع عودة الجفاء بين معسكري البرشا والريال (ضمن المنتخب) وهي إحدى مشاكل اللاروخا المزمنة.
قد ينجح لوبيتيغي في إيجاد الحل الناجع لمشاكل اللاروخا وربما أعاد به البريق سريعاً لكن ذلك لن يكون سهلاً ويحتاج إلى جهد كبير بدءاً من إدارة القطبين وليس انتهاءً بالطاقم المساعد، ولعل التصفيات والنهائيات المونديالية أول اختبار حقيقي أمامه.
فهل ينجح لوبيتيغي في لم شمل الإسباني مجدداً؟ وهل يعيد اللاروخا إلى القمة من جديد؟… قد ينجح لكن من المبكر التنبؤ بذلك.

Exit mobile version