| مالك حمود
جميل بناء الصروح الرياضية القوية والصاعدة، لكن الأجمل ألا تكون على حساب غيرها من الصروح المتبددة، أو ألا تكون بديلة من غيرها من الصروح العريقة والعتيقة.
فبقدر ما تفرحني نجاحات نادي التضامن على الصعيد السلوي في مدينة اللاذقية، بقدر ما تؤلمني المقارنة مع من سبقها بسنوات، بل بعقود السنين إلى هذه اللعبة.
فوز نادي التضامن على أندية تشرين وحطين صاحبي الماضي التليد بكرة السلة ولو على صعيد الفئات العمرية الصغيرة، هو نقطة مضيئة تسجل لذلك النادي الطامح والعازم على تخطي الصعاب وبناء أجيال سلوية واعدة وصاعدة. ولكن عندما يكون الفوز بفوارق مرعبة من النقاط فذلك يعكس الحالة المأساوية التي وصلت إليها كرة السلة في ناديي تشرين وحطين!
لسنا ضد نادي التضامن بل على العكس نحيي جده واجتهاده والجهود الخاصة المبذولة من المدربين رامي فضلية وراما العشي ولكي يستمرا بالعمل بالمقدرات المحدودة نفسها، وهل يمتلكان الصبر الجميل والنفس الطويل لإكمال المشوار في مدينة تعشق كرة السلة وتنتج المواهب لكن لا تستثمرها بالطريقة الصح كي تتحول إلى مصدرة للاعبين المحترفين بكرة السلة بدءاً من محمد فضلية مروراً برامي عيسى وسومر خوري وصولاً إلى عمر الشيخ علي ومحمد زيدان وغيرهم..
سنوات طويلة وسلة اللاذقية تبحث عن ذاتها رغم وجودها القوي والفاعل ولكن على مستوى الصغار، وعندما صار لها حضورها المهم بدوري المحترفين لم تستمر المعادلة وفرط عقدها وتبعثر نجومها خارج المدينة!
سنوات وسلة اللاذقية تبحث عن الدعم المستمر والاهتمام الدائم والمنطقي والمنصف قياساً بما يقدم لكرة القدم في الناديين الأساسيين في المدينة، وسنوات وكرة السلة تصارع الحياة وقوافل المدربين من أبناء المدينة هجروا اللعبة أو تدريب اللعبة في أنديتهم بعدما ضاقوا ذرعاً في الوصول إلى صيغة الاهتمام المطلوب رغم أن اللعبة لن تكلف النادي كثيراً قياسا بما يقدم لكرة القدم.
مرحى لنادي التضامن على ما يصنعه بكرة السلة من نجاحات وبناء للأساسات، ومرحى لنادي شرطة اللاذقية على تبنيه كرة السلة والبدء بإعداد الكوادر والمواهب والفرق بآن واحد.
وأسفي على اللعبة الشعبية والجماعية الثانية في ناديي تشرين وحطين على ما وصلوا إليه، ويبقى الأمل قائماً في إمكانية تفادي ما فات من خلال الجهود الصادقة وإن كانت فردية. فالعمل الصادق والدؤوب من أبناء اللعبة لا بد أن يثمر ولو بعد حين.