Site icon صحيفة الوطن

ضابط انقلابي تركي يطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة وأنقرة تحذّر الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في ارتكاب «الأخطاء الفادحة»

كشف مسؤولان أميركيان أن ضابطاً بالجيش التركي منتدباً في مهمة تابعة لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في الولايات المتحدة طلب اللجوء من واشنطن بعدما استدعي إلى تركيا وذلك على خلفية حملة الاعتقالات الواسعة التي يقوم بها النظام التركي في أعقاب محاولة الانقلاب الشهر الماضي.
يأتي ذلك على حين قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس أن الاتحاد الأوروبي يرتكب «أخطاء فادحة» فيما يتعلق برده على محاولة الانقلاب، فيما أقر وزير الجمارك والتجارة في النظام التركي بولنت توفنكجي أن بلاده منيت بخسائر اقتصادية كبيرة بسبب تدهور العلاقات مع روسيا، وخسرت صادرات بقيمة مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري.
وقال المسؤولان الأميركيان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن «الضابط التركي يعمل في مقر قيادة تابع لحلف شمال الأطلسي في نورفولك بولاية فرجينيا الأميركية» من دون ذكر اسم الضابط أو رتبته العسكرية.
غير أن مسؤولاً في السفارة التركية بواشنطن قال: إن الأميرال بالبحرية التركية مصطفى أوغورلو لم يسلم نفسه للسلطات بعد أن أصدرت تركيا أمراً باعتقاله الشهر الماضي وأنه منذ 22 تموز الماضي ترك شاراته وبطاقة هويته في القاعدة وبعد ذلك لم يسمع أحد أي شيء عنه. وكان مقال نشر في نيسان الماضي على موقع حلف شمال الأطلسي على الإنترنت عرف أوغورلو بأنه مساعد قائد قيادة نورفولك لشؤون القيادة والسيطرة ونشر القوات والاستدامة. ومن المحتمل أن تزيد هذه القضية من توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ونظام أردوغان الذي يطالب واشنطن بالفعل بتسليم خصمه الداعية التركي فتح اللـه غولن الذي يتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب.
ورفض المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الكابتن جيف ديفيز التعليق على القضية وأحال الأسئلة التي تتعلق بالأفراد العسكريين الأتراك إلى تركيا.
وفي سياق متصل قال تشاووش أوغلو أمس: إن الاتحاد الأوروبي يرتكب أخطاء فادحة فيما يتعلق برده على محاولة الانقلاب في تركيا وإنه يخسر نتيجة لذلك دعم الأتراك لسعي بلادهم لنيل عضوية الاتحاد.
وفي مقابلة مع وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء قال تشاووش أوغلو: إن التقارب بين تركيا وروسيا ليس بهدف توصيل رسالة إلى الغرب. لكنه أضاف إنه إذا «خسر» الغرب تركيا فإن ذلك سيكون بسبب أخطائه وليس بسبب الروابط الجيدة لتركيا مع روسيا أو الصين أو العالم الإسلامي.
وعكست تصريحات وزير الخارجية مدى الإحباط الكبير في تركيا بسبب تصور أن أوروبا والولايات المتحدة دعمتا أنقرة بفتور بعد محاولة الانقلاب في منتصف تموز عندما قادت مجموعة من الجيش دبابات وطائرات مقاتلة في محاولة للإطاحة بالحكومة.
وقال تشاووش أوغلو في المقابلة التي أذيعت على الهواء «للأسف يرتكب الاتحاد الأوروبي بعض الأخطاء الفادحة. لقد رسبوا في اختبار ما بعد محاولة الانقلاب»، وأضاف: إن «دعم (الأتراك) لعضوية الاتحاد الأوروبي الذي كان يصل إلى نحو 50% من السكان أعتقد أنه يبلغ الآن نحو 20%».
وغضبت تركيا من قلق الغرب إزاء حملة أعقبت محاولة الانقلاب ولامبالاته إزاء الانقلاب الدامي الذي قتل فيه أكثر من 240 شخصاً معظمهم من المدنيين.
واتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات مع روسيا حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لسان بطرسبرج في أول رحلة خارجية له بعد محاولة الانقلاب. وتابع الغرب الزيارة عن كثب إذ يخشى البعض من أن يستغل بوتين وأردوغان هذا التقارب في ممارسة ضغوط على واشنطن والاتحاد الأوروبي وإثارة التوترات داخل حلف شمال الأطلسي الذي تحظى تركيا بعضويته.
(رويترز- سانا- وكالات)

Exit mobile version