Site icon صحيفة الوطن

«حلب يا دهب العتيق» فسحة أمل للشهباء … «ميادة الحناوي» لـ«الوطن»: صناعة النجم في سورية مشكلة قديمة حديثة ما زلنا نعانيها

| عامر فؤاد عامر

لقبتها الصحافة العربيّة بلقب «الطائر المغرد على أجنحة النغم»، وحازت على لقب «فنانة الشعب العربي» في استفتاء أجراه المركز الدولي للنشر والإعلام في مصر، إضافة إلى ألقاب كثيرة استطاعت أن ترافق اسمها في كثير من المناسبات مثل: «جوهرة سورية»، و«المطربة التي بدأت من القمة»، وغيرها من الألقاب والتعابير الرنانة والمدوية، لكن لقب «مطربة الجيل» الذي أطلقته عليها الصحافة العربيّة هو اللقب الذي رافقها إلى اليوم. فنانة متألقة انسجمت بلغة خاصّة بينها وبين الضوء، فكانت صاحبة إشراق وحضور مختلفين على الوطن العربي كلّه، فتنافس على صوتها كبار الملحنين وعمالقة الفنّ، فتبناها أولاً الموسيقار الكبير «محمد عبد الوهاب»، وقال فيها الشيخ «سيد مكاوي»: «نحن موعودون بمطربة ستعوّض خسارتنا بكلّ الراحلين، ولا بدّ أنها ستحتل عرش الأغنية العربيّة»، وقال عنها الموسيقار ووالدها الروحي «بليغ حمدي»: «هي مطربة الثمانينيات والتسعينيات بلا منازع»، أمّا الموسيقار «محمد الموجي» فعبّر عندما سمعها للمرّة الأولى: «أحسست أنني وُلدتُ من جديد»، والفنان الكبير «عاصي الرحباني» قال فيها أيضاً: «صوت ميادة الحناوي جميل فعلاً، وهي صرح فني كبير»، والموسيقار «رياض السنباطي» قال أيضاً: «الآن تأكد لي أن أم كلثوم جديدة وُلدت». وما ذكرناه هو غيضٌ من فيض، فالصحف العربيّة والمجلات الفنيّة تعجّ بأخبار الفنانة القديرة «ميادة الحناوي» التي تفرّدت زمناً طويلاً لتكون الاسم الأوّل، والأكثر سطوعاً على صفحاتها الفنيّة، وأغلفتها، بإطلالة ملائكيّة لافتة للعرب جميعاً، وما زالت هذه القامة الفنيّة تحمل همّها الفنّي، برسالة ارتبطت بالوطن، فارتبطت بحبّه، وعشق التاريخ، والأصالة، وهي اليوم تحاول أن تكون مع الجيل الجديد، فتقدّم الأغنية الحديثة بكلّ نبل وثقة، وترعى الكلمة واللحن المناسبين بكلّ إحساس وشفافيّة. ونجدها خلال الأزمة والحرب التي حلّت في البلد؛ تقدّم الأغنية السوريّة على طريقتها، وكما اعتدناها بكلّ محبّة وقوّة، فها نحن نستمع منذ أيام إلى أغنيتها الجديدة «حلب يا دهب العتيق» التي تستبشر من خلالها أن يكون النصر قريباً، وأن تنتهي المشكلات في مدينتها التي ولدت فيها، وانطلقت منها. الفنانة القديرة، ومطربة الأجيال «ميادة الحناوي» تعيش معنا ذكرياتها من خلال صفحات «الوطن»، بين الماضي والحاضر، وتقدّمها لنا بلغةٍ متجددةٍ في هذا الحوار:
تتوالى الانتصارات اليوم في حلب، ويحقق الجيش العربي السوري نصره، ماذا تقول الفنانة القديرة «ميادة الحناوي» في هذا الانتصار؟
أولا أقول ومن كلّ قلبي الشكر كلّ الشكر لله الذي دائماً يكون مع الحقّ، والتقدير والحبّ لهذا الجندي السوري الذي ما زال يسطّر أروع الملاحم البطوليّة والأسطوريّة في هذا الزمن. وحلب هذه المدينة الجميلة والعظيمة، أثبتت للعالم من خلال صمودها الذي لا يضاهى أنها نصيرة الحقّ ونصيرة الصبر رغم البلوى التي عانت منها، وأشدّ على يد كلّ سوري وبالتحديد الحلبي ومن يعيش في هذه المدينة الصامدة والعريقة، وأقول للجميع صبراً فالنصر آتٍ بإذن الله.

في السنوات الأخيرة كانت أغنيات مطربة الجيل تحمل عنوان الوطن والأرض والتبشير بالنصر، هل تعتقدين بأن الأغنية ما زالت حاملاً موازياً للهمّ الشعبي؟ وإلى أي مدى أصبحت على اتصال مع الناس في التأثير بهم والتعبير عمّا يرغبون؟
الفنان جزء لا يتجزأ من مكونات الوطن، وعندما يكون الوطن في محنة فعلى الفنان الحقيقي أن يكون السبّاق في المبادرة، سواء أكان ذلك في صوته أم قلمه، أم ألوانه وريشته، أم غير ذلك من وسائل التعبير. وأنا بدوري أعبّر من خلال صوتي الذي أملك لأغني لوطني، وأختار ما يليق من الأغنيات لأعبّر بكلّ صدق عن الألم والأفراح التي تخصّ هذا الوطن، فهو أول ما يجب أن يكون في مسيرتي الفنيّة، فالوطن معنى جميل وغال في قلبي. وعندما يكون الفنّ والكلمة الصادقة والمعبرة فيه هي غاية وهدف نبيل في المسيرة فعندها لا بدّ أن تكون متصلة بصورة مباشرة ومؤثرة في عقول الناس، وأنا أتمنى من كلّ قلبي أن يكون صوتي وفنّي ذا رسالة تعبّر عن وطني الحبيب سورية.

قصيدة «هبّ الربيع» تألفت من كلام ولحن جميلين، وأداء مميّز، لماذا لم تنتشر كما كان متوقعاً لها؟
«هبّ الربيع» أغنية جميلة بالفعل، بكلماتها، وهي تتحدّث عن الواقع الذي مرّ به الوطن العربي بالمجمل، وبالتحديد سورية، وأرجو أن توجّه هذا السؤال للقنوات الإعلاميّة بأنواعها المسموعة والمرئيّة، فالجواب لديها بكلّ تأكيد. وأضيف بأن هناك أغاني كثيرة قمت بغنائها ومنها: «سورية يا بلدي يا شرفي وعرضي»، إضافة إلى ألحان كثيرة مثل «طابت ليالينا» للملحن الكبير «سيد مكاوي» وغيرها، ولكن هناك مزاج غريب يتحكم في بثّ الأغاني بالمجمل. لكن قصيدة «هبّ الربيع» فعلاً هي معبّرة وتحمل كلمات قويّة وتضيء على واقع لا يريد الآخرون أن يتمّ الكشف عنه.

كيف وجدت الصدى اليوم حول أغنية «حلب يا دهب العتيق»، هل من خطة مختلفة في توزيع الأغنية على المحطّات والإذاعات؟
«حلب يا دهب العتيق» هي هدية بسيطة لبلدي الحبيب حلب، هذه المدينة الجريحة والتي أدعو اللـه أن يُبعد عنها وعن أهلها كلّ مكروه وكلّ شرّ، وينصرها النصر الكامل. وكما قلت في سؤالك عن الأغنية أتمنى بدوري أن تأخذ استحقاقها في الانتشار والاستماع، وسيتمّ إرسال هذه الأغنية إلى كلّ محطّة وإذاعة، وقد تقرر تصويرها أيضاً، وسأعلم صحيفة «الوطن» عن التحضيرات قريباً. ومبدئيّاً حققت الأغنية حتى اليوم نجاحاً جميلاً ولاسيما أنها تحكي قصّة واقعيّة عن بلدي الجريح الشهباء. وكلمات هذه الأغنية «حلب يا دهب العتيق» للشاعر الحلبي «مضر شغالة»، والألحان للملحن السوري «معن دوارة» وهو من الملحنين الشباب الجدد والذي سيكون له شأن إن شاء الله، وأتمنى من اللـه أن يوفقنا في هذا العمل الجديد، وأن نكون قد قدمنا من خلال هذا العمل فسحة أمل لحلب الشهباء.

ماذا تعني لك «حلب» وهي المدينة التي ولدتِ فيها؟
هي حياتي وطفولتي، وهي انتمائي، وطبعاً لسورية الانتماء أولاً وأخيراً، لكن حلب هي المدينة التي ولدت وترعرعت فيها، فلها المحبّة الخاصّة من قلبي، وإن شاء الله تعود لحضن الوطن، وإن شاء اللـه ننتهي من رجس الإرهابيين في أقرب فرصة وأقرب وقت.

«دمشق» و«القاهرة» أيضاً من المدن التي حملت لك محطّاتٍ مهمّة من حياتك، فماذا تقولين عنهما اليوم؟
«دمشق» المدينة التي تربيت فيها، وهي مدينة العمل والشهرة بالنسبة لي، أمّا «القاهرة» فمنحتني الملحنين وأعطتني الكتّاب، ومنها جاء حبّ الناس لي، وعندما أذهب للقاهرة أشعر بأنها البلد الذي يخصّني.

تنتمين لزمنٍ قديم جميل لكن اليوم تعيشين بيننا في زمن آخر مختلف، فماذا تقولين عن هذه المعادلة الغريبة التي تخصّك؟
من الجميل أنني أنتمي لذلك الزمن القديم والجميل، وشتّان بين ذاك الزمن وهذا الزمن الذي أعاصره، فالفرق كبير عندما أقارن بين هذين الزمانين، وكنت محظوظة بعيشي في ذلك العصر الذهبي الذي أحافظ على قولي وتسميتي له بأنه «عصرٌ ذهبيّ». ومعرفتي بكلّ الملحنين العرب الذين تعاملت معهم من الكبير «محمد عبد الوهاب» إلى الهرم «رياض السنباطي» إلى الأساتذة جميعاً من «بليغ حمدي»، إلى «محمد الموجي» وكلّ الكبار الذين أراهم كما الأوسمة أحملهم على صدري وأتأمّل جمالهم.
أمّا اليوم فأشعر بغربة؛ عندما أفتقد وجود تلك الأسماء اللامعة، فلا يوجد اليوم مثل هؤلاء أبداً، مع كامل أسفي. فهناك حنين لهم ولذلك الزمن الألماسي إن جاز التعبير أيضاً. هم كانوا على تقدير للمواهب، وللأصوات الجميلة، ومن جانب آخر على تقدير ومسؤوليّة لعملهم وشغلهم فيحترمونه ويقدسونه. وقد تعلّمت منهم كيف أحبّ فنّي، وكيف أخاف عليه، بل كيف أغار عليه.
الأستاذ الكبير «بليغ حمدي» كان يلحن لي من دون أن يطالب بالتكاليف، وذلك بدافع أن اللحن والفنّ لا يقدّران بثمن مادي، وهذه اللغة أصبحت معدومة اليوم. ماذا أقول عن ذلك الكبير؟ فقد لحن لي ثمانية عشر لحناً ولم تتغير معاملته الصادقة لي، وأوّل ستّة ألحان منها لم يتقاض أجره عليها أبداً أبداً. على الرغم من أنه لا يوجد شركة للإنتاج ولا تعامل بأي شيء، ولا التزام بشيء، فقط الثقة هي التي جمعتنا، واحترام كلّ واحد منّا لعمله، والإخلاص له.
ذلك الزمن جميل جداً، وكانت العلاقة جميلة بين مصر وسورية، وكان الفنان لا علاقة له بالسياسة، ولا تعنيه في فنّه، والفنان لا يُسأل إلا عن فنّه فقط. ولا يتدخل بشؤون غيره مطلقاً، فالفنّ لم يسيّس أبداً كما اليوم، ولذلك أبتعد عن الصحافة كثيراً في الوقت الحالي لأن أسئلتهم توجّه إلى صورة سياسيّة مبتعدين عن السؤال الفنّي. ولذلك أقول لا يمكن لأحد أن يمنعني من محبّة بلدي والغناء له.

لديك تاريخ جميل في مصر وتجربة غنيّة هناك، لماذا لا يتمّ الاستفادة من تجربتك هذه في بلدنا؟
لا أعلم لماذا؟ ويجب وضع أناس ذوي خبرة في المكان المناسب، لاستثمار الخبرات المتوافرة في هذا البلد، ففي دار الأوبرا المصريّة هناك تجربة مهمّة جداً في توثيق كلّ الحفلات، وفي صور لافتة للانتباه لكلّ أبنائها المعطائين المبدعين، بل يمكن أن تجد تماثيل للشخصيّات الفنيّة منتشرة في أروقة دار الأوبرا المصريّة، دلالة على تكريس الحالة الفنيّة في ذلك البلد الجميل، وأدعو من خلال صحيفتكم بأن يكون لدينا في سورية مثل هذه الخطوات، فلدينا فنانون عظماء، يجب تكريمهم ولنصنع لهم تماثيل ينحتها فنانون من بلدنا. وأنا شخصيّاً أعتز كثيراً في حفلة التكريم التي كانت لي في دار الأوبرا السوريّة، فقد حملت لي ذكرى رائعة في قلبي، وكانت لفتة مهمّة، وأشعر بالسعادة لدى تذكري لتفاصيل ذلك الحفل.
عندما طلبت مني نقابة الفنانين الحضور في امتحانات قبول المتقدمين للانتساب إليها، شاركت بكلّ حبّ وتقدير. وأنا مع بلدي والحسّ الوطني، وأتمنى ظهور مواهب سوريّة نفتخر فيها، وأدعم خطوات كهذه، وهذه المواهب تحتاج التوجيه والاهتمام بدل أن تظهر في برامج غريبة، تسلّط الضوء عليها، ثمّ تتجاهلها بعد حين، وتنطفئ.
لقد جاء إلى بلدي كثير من عمالقة الملحنين في العالم العربي، ولا بدّ من توثيق هذه الذكريات، وإبرازها للناس، وتعريفها على الجيل الجديد خصوصاً، فقد جاء إلى دمشق كل من: «محمد الموجي»، و«بليغ حمدي»، و«محمد سلطان»، و«صلاح الشرنوبي»، وأسماء كثيرة من الممكن أن نقوم بتكريمهم في احتفالات تدلّ على مدى تقديرنا لمن يزور بلدنا.

غنيت الأغاني القديمة الطويلة، وكذلك الأغاني القصيرة الحديثة فجمعت بين الأجيال، فلماذا كانت هذه النقلة؟
لأن الفنان الحقيقي يجب أن يغني القديم والجديد، فيكسب أبناء الجيل الجديد إليه، ليستمعوا لصوته، وليتعرفوا إليه، وعلى ما قدمه، وهذه صلة وصل مهمّة، أعتقد أنني قمت بها وأنا مقتنعة بأهميتها وضرورتها.

عن الموسيقار «محمد عبد الوهاب» ماذا تقولين لنا اليوم؟
لم أجد أذكى من هذا الملحن العظيم في التعامل، وفي العمل أيضاً، فهو نبيه جداً. لكن حصلت لي ظروف بسبب مرض والدي فاخترت العودة إلى سورية، وتركت مشروع أغنيتي معه لتتحول الأغنية إلى الفنانة «وردة الجزائريّة» رحمها الله، لكن استمرت العلاقة معه وتواصلنا عبر التلفون مراتٍ عدّة. ولم أعد في تلك المرحلة إلى مصر، فقط سجلّت فيها أول لحنين لي كانا مع الملحن الكبير «محمّد الموجي» وهما: «عتابي»، و«يا غائباً لا يغيبُ». وبعدها جاءت علاقتي مع الموسيقار الكبير «بليغ حمدي» الذي عرفني من خلال سماعه «يا غائباً لا يغيبُ» فترك عمله في لندن ليعيش معنا في سورية مدّة أربع سنوات متواصلة، ونحن نعمل، ونغني، ونلحن معاً، فكان أكثر فنان عاصرته من بين فناني ذلك العصر.

الذكريات بينك وبين الموسيقار الراحل «بليغ حمدي» كانت كثيرة وخاصّة، فلنتحدث عنها؟
بقيت على تواصل معه إلى مماته، وكان هناك انسجام فنّي كبير بيننا، وعطاءٌ له خصوصيّة في الأغنيات التي قدّمناها معاً، وأذكر الكثير من الذكريات بيننا من البروفات المشتركة إلى لحظات السفر بين سورية ولبنان، وتفاصيل كثيرة عندما نتناقش في تعديل الكلام أو حذف شيء منه، وكيف كنّا منسجمين كثيراً وهو من أطلقني في عالم الشهرة، والفضل له في ذلك.
وأذكر أن أغنية «أنا بعشقك» كان قد لحنها بطريقة مختلفة عن التي تعرفونها اليوم، لكنني لم أحبّها كما لحنها، فتفهم رغبتي، وعاد في اليوم التالي حاملاً اللحن الجديد، الذي أعجبني وشعرت بأنه اللحن المناسب، وهكذا كان فعلاً، إذ أحبّ الناس الأغنية ونجحت.
وفي مناقشة الكلمات أيضاً، فكان فيها الكثير من التعليق مني، ومنها أذكر ملاحظتي له بأنه لا يوجد فتاة في ذلك الوقت تقول لحبيبها: «أنا بعشق الأرض اللي عديت يوم عليها خطوتك». وعندها أجابني «بليغ»: «بصّي يا «ميادة» يا نطلع بالأغنية دي لفوق، يا ننزل للأرض لتحت». وعندها أحسست بطعم المغامرة معه، فقلت له: «أنا معك في كلا الحالين، فلنترك الكلام كما هو».

دائماً مع بداية غنائك لأغنية أنا بعشقك ترفعين يدك اليسرى للأعلى لماذا؟
لا أعلم لماذا تظهر هذه الحركة، لكن أشعر بأنها تتوافق مع شعوري بالأغنية، وفي الحقيقة هي تظهر بصورة لا إرادية مني، وبعفوية.

كم اختلف جمهور ذلك الزمن عن جمهورنا اليوم؟
جمهور ذلك الزمان ينتمي للعصر الذهبي بكلّ ما تعنيه الكلمة، أمّا اليوم فقد يظهر شخص ما على المسرح ويغني بنشاز ولكن الجمهور يصفق له! وهذا فرق كبير بين الجمهورين، فالقديم كان يسمع بعقله ويستمتع ويتمعن، أمّا اليوم فالغرائز هي التي تشدّ الجمهور، مع كلّ أسف، ولا أُخطئ في وصفي عندما أقول إن جمهور اليوم يسمع بأقدامه.

الأطفال والموهبة، ألا يخطر في بالك مشروع يخصّهم؟ وماذا عن مسألة صناعة النجم في سورية؟
من المفروض توافر شركات إنتاج تخصّ هؤلاء الأطفال بمواهبهم الجميلة، ومع كلّ أسف هذه المشكلة القديمة الحديثة ما زلنا نعاني منها، وهي أنه لا يتوافر لدينا في سورية شركات إنتاج لرعاية الفنّ والفنانين، فالفنان صناعة كما هو في مصر وفي لبنان، فأيّ فنان يحتاج إلى توجيه وتسويق ويحتاج إلى فريق عمل لاختيار الكلمات والألحان والحفلات، وهذا غير متوافر أبداً في بلدنا.
أريد أن أقول أيضاً بأن كثرة البرامج الغنائيّة هي حالة سلبيّة وغير صحيّة بالمطلق، فلا يتنهي برنامج إلا ببداية آخر، والجمهور هنا لن يستذكر منهم أحداً غالباً، والمشكلة أنهم يغنون الأغاني القديمة دوماً حتى في برامج المواهب المرتبطة بالصغار.

Exit mobile version