Site icon صحيفة الوطن

«ملحمة وطن الأسطورة التي لا تقهر»… احتفالاً بذكرى تأسيس الجيش العربي السوري … نجم الأحمد: نبقى مقصرين مع جيشنا مهما فعلنا .. نبيل الملاذي: الانتماء لبلد الحضارة يجعلنا على تواصل دائم معها

| الوطن- «تصوير:طارق السعدوني»

اعتلى مكانةً، أثبت من خلالها أنه الوحيد القادر على قهر أيّ مخططات عنصريّة، تهدف إلى تدمير الإنسانية، فكان في الصدارة، وعلى خطّ النار والتماس في الحرب مع العدو، وبقي في قلوب الناس، وفي أذهان كلّ من فكّر وقدّر مدى أهمية وجوده في حياتنا. الجيش العربي السوري بمكوناته كان الفخر لكلّ أبناء الوطن، وعلى مدى سنوات كان القاعدة التي لم ولن تقهر، وهو القاعدة التي لم يفهمها المعتدون والغاصبون. وبمناسبة مرور الذكرى الواحدة والسبعين على تأسيس الجيش العربي السوري، أقيمت في دار الأوبرا في دمشق فعاليّة احتفاليّة حملت عنوان «ملحمة وطن الأسطورة التي لا تقهر»، وهي تكريم، وفرح، وفخر بالجيش العربي السوري، وما حققه من بطولات وانتصارات.

رعاية ومشاركة
رعى الاحتفاليّة وزارة العدل، وشارك فيها وزارات الثقافة، والإعلام، والسياحة، ومجموعة من المغتربين السوريين. وبداية الحفل كانت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار وتعظيماً لمواقف البطولة، تلاه النشيد العربي السوري. وفي تصريحه للصحافة أشار وزير العدل «نجم الأحمد» إلى أن: «ما جرى في الاحتفاليّة هو جزء من ضميرنا ووجداننا الذي تتردد كلّ يوم أصداؤه في بيوتنا ومنازلنا وأعماقنا، وهو مجرد تعبير بسيط إن جاز القول، بمناسبة عيد الجيش العربي السوري، الذي نقف له إجلالاً وإكباراً وتقديراً. مهما فعلنا نبقى مقصرين، ونبقى خلف آخر جندي بمسافاتٍ بعيدة وبعيدة جداً». في تصريحٍ آخر قال فيه رئيس جمعية المغتربين السوريين د. «نبيل الملاذي» عن الارتباط بالوطن وتقديس هذه العلاقة يقول: «لولا انتماؤنا للوطن، وبعد غربة دامت أكثر من 40 سنة، لما كنا نتواصل، ونأتي كلّ سنة لنقدّم مشاركاتٍ عديدة عبر مؤتمرات، ومشاريع، ونحن على تواصلٍ دائم مع بلدنا سورية، ومؤسساتها، وشعبها، وننقل الرسالة الجميلة دائماً، ونحارب من أجل سمعتها في الخارج، فنحن في بلد أم الحضارة، ونفرض أنفسنا على المجتمعات الأجنبية بهذا الشيء، ونحاول محاربة الإعلام المغرض الذي ينقل الصورة المشوّهة ويحارب ضدنا».

الفنّ باقٍ وحاضر
جاءت في هذه الاحتفاليّة الفقرات الفنيّة بدورها البارز، والتي تحدّث مشاركوها عن حبّهم وولائهم للوطن ولتراب هذا البلد الغالي، وعبروا فيها من خلال الأعمال عن التمسك بالوطنيّة والاستمرار في المقاومة وكلّ من موقعه ومن العمل والفعل الذي يرتبط به. للأطفال دورهم الواضح في هذه الفعاليّة فكان حضورهم بارزاً ومهمّاً ففرقة «المحبّة والسلام» للموسيقا بقيادة المايسترو «عبير خوالدة» قدّمت مجموعة من الأغاني الوطنيّة، والتراثيّة، والعاطفيّة، مع مقطوعات موسيقيّة، بأداء لافت من عازفيها الأطفال على آلات الغيتار والكمان والطبلة، وكانت مميزة وجميلة بما قدموه من مهارة ومحبّة وجمال في العزف والعرض.

الشعر وألوان أخرى
كان من بين الفقرات أيضاً مجموعة من القصائد باللهجة المحكية التي ألقاها الطفل «حسام الدّين الحلبي» والتي دار موضوعها حول كره الحرب وما تجره من خيبات وويلات، ومن استذكار للماضي ودعوة للسلام ورفض السوري للغة الحرب والتدمير، ومحبة الجيش للوطن ورفض المؤامرة. بعدها كانت فرقة الشاعر «فؤاد حيدر» التي قدّمت وصلته الغنائيّة بأغانٍ وطنيّة لدمشق وسورية بالمجمل. المزيد من الفقرات الغنائيّة قدّمها المشاركون فكان هناك أيضاً عرض مسرحي راقص، وأداء لرقص المولويّة ومشاركة للفنان «يوسف المقبل». ومشهد دراميّ للفنانين «سليمان قطّان»، و«مريان حدّاد» من واقع الأزمة والحرب على سورية، بين جرائم «داعش»، وبطولات الجيش العربي السوري. ومشاركة الفرقة الوطنيّة «جلّنار» بقيادة الفنان «علي حمدان»، إضافة للعديد من العروض القتاليّة واللعب بالسيف، والرقص الشعبي وفقرات لرياضة الجمباز، والعروض العسكريّة. وقصائد قدّمها الشاعر «مضر شغّالة».

معرض إبداعيّ للأطفال
تضمّنت الفعاليّة معرضاً للصور التي تنقل حقيقة ما فعله الإرهاب في مناطق من سورية، مع تواريخ هذه الشواهد الدالة على الهمجيّة وتدمير الحضارة، إضافة لافتتاح معرض رسم ونحت للأطفال الذي قدّمه «طائر الفينيق» ومعهد «لحن ولون»، فكان عبارة عن لوحات وتعابير من عالم الطفولة حول واقع اليوم ورؤيتهم للمستقبل، وتصوير للأحاسيس التي امتلكوها، ورغبوا في تجسيدها عبر لوحات تدعو الناظر للتأمل فيها ومراقبتها، والعديد من المشغولات اليدويّة ومن التوالف البيئيّة، والتي بينت حضور الطفل وإبداعاته في حياتنا كسوريين ضمن فاعليّة تخصّ الجيش العربي السوري، وقد جاء هذا المعرض بعد جهود وتدريبات للأطفال المشاركين فيه، والتعلم لبعض الطرق والتقنيات الفنيّة لصناعة المجسمات وتطوير حسّهم الإبداعي والفنّي.

التكريم نهاية
كرّم وزراء «العدل»، و«الإعلام»، و«الثقافة»، و«السياحة»، وأعضاء من وفد المغتربين في نهاية الحفل عدداً من أسر الشهداء، كما تمّ تكريم مطربة الجيل الفنانة القديرة «ميادة الحناوي» من خلال تقديم شهادة تقدير لمسيرتها الفنيّة، ومواقفها الوطنيّة، وأغانيها الوطنيّة التي قدّمتها مؤخراً، وتسلمها بالنيابة عنها الدكتور «ماهر العطّار» مُنسق وفد المغتربين.

Exit mobile version