Site icon صحيفة الوطن

بوغدانوف يلتقي الخطيب في الدوحة … موسكو تتوقع أن يتم في نهاية آب الإعلان عن موعد الجولة الجديدة من الحوار في جنيف

| الوطن- وكالات

مدعومةً بالتنسيق المتصاعد مع تركيا وإيران، عملت موسكو على تهميش الموقف السعودي في سورية، وأداته «الهيئة العليا للمفاوضات». وحصر مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لقاءاته في الدوحة مع المعارضة السورية بشخص الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب. ودفعت الأجواء الإيجابية على جبهة العلاقات الروسية الأميركية، الدبلوماسية الروسية إلى التفاؤل بقرب استئناف المباحثات السورية السورية في مدينة جنيف السويسرية.
وأثار إعلان بوغدانوف من العاصمة الإيرانية أول من أمس عن عزمه السفر إلى الدوحة من أجل لقاء المعارضة السورية، لغطاً كبيراً بين المعارضين حيث سارعوا إلى نفي وجود خطط للقائه قبل أن يتوضح أن بوغدانوف سيجتمع في العاصمة القطرية مع الخطيب.
وأكد الناطق الرسمي باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» رياض نعسان آغا أن الهيئة لا علم لها بأي لقاء سيتم بين وفد من المعارضة وبوغدانوف، على حين شدد الرئيس السابق للائتلاف المعارض خالد خوجة «لن يكون هناك لقاء أي من جسمي قوى ثورة سورية، سواء الهيئة العليا للمفاوضات أو الائتلاف مع بوغدانوف في الدوحة».
وتوصلت كل من روسيا وتركيا وإيران إلى تفاهم مشترك بشأن وحدة الأراضي السورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة وعودة اللاجئين من دون أن يتطرقوا إلى مصير الرئيس بشار الأسد، وذلك بحسب تصريحات متقاطعة لكبار المسؤولين الأتراك والإيرانيين.
واستبعد الروس السعوديين عن المفاوضات الدائرة بشأن تسوية الأزمة السورية. وذكر بوغدانوف أنه يعتزم السفر إلى الرياض من أجل لقاء المسؤولين السعوديين واليمنيين، متجاهلاً بالكامل قادة «الهيئة العليا للمفاوضات» التي تتخذ من العاصمة السعودية مقراً لها.
وأعلن الخطيب أنه سيلتقي بوغدانوف «بناء على طلب الروس». وقبل اللقاء زار الخطيب مقر السفارة التركية في الدوحة والتقى السفير التركي في قطر أحمد دميروك؛ من أجل تهنئته بفشل المحاولة الانقلابية. وشدد المعارض السوري على أن القضية السورية لا تزال في حاجة إلى الدعم التركي، واعتبر أن إفشال الشعب التركي للمحاولة الانقلابية منتصف الشهر الماضي «نصر» للقضية السورية.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر حضرت اللقاء، أن دميروك ناقش مع الخطيب «آخر تطورات الوضع السوري والإقليمي». وبحسب المصادر، أكد السفير التركي على «استمرار دعم تركيا للشعب السوري»، وأضاف في تصريح دبلوماسي له مدلولات عميقة أن بلاده تسعى إلى التواصل مع «كافة الأطراف» في القضية السورية في محاولة منها لحل الأزمة»، من دون أن يستثني الحكومة السورية.
وربما كان لقاء بوغدانوف بالخطيب من أجل عرض منصب على المعارض في حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، التي اتفق الروس والإيرانيون والأتراك عليها.
وفي تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وصف الخطيب الروس بـ«المحتلين الحقيقيين»، لكنه دافع عن لقائه بالدبلوماسي الروسي الرفيع بالقول: «نحاول الاستفادة من كل ظرف ولقاء لصالح شعبنا». وأضاف: «بعدما وصلت إليه سورية من الدم والخراب فمن حق أي سوري أن يبحث عن حل لما ساق النظام السوريين إليه».
وكتب الخطيب: «قبل أكثر من سنة كتبت مقالاً عنوانه: هل ستشرقُ الشمسُ من موسكو؟ وهو بصيغة الاستفهام لا التقرير. وكان الجواب في النهاية بالنفي وأن شمس الحرية لا تشرق إلا بأيدي أبناء وطننا»، واعتبر أن «انتهازيين» شوهوا في حينه المقال. واعتبر أن «شمس الحرية في سورية» ستشرق عندما يصبح «قرار المعارضة مستقلاً سياسياً وعسكرياً، وتتوحد الفصائل في مشروع وطني يقدم حلاً سياسياً يكفل حرية السوريين الذين دفعوا ثمنها من دمهم، وتبتعد عن وصاية غرفتي الموك والموم للمخابرات العالمية».
في سياق متصل، توقع ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف الكسي بورودافكين أن يتم في نهاية شهر آب الجاري الإعلان عن موعد الجولة الجديدة من الحوار السوري السوري، وبين أن الحوار يمكن أن يبدأ في وقت لاحق من ذلك التاريخ.
ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن بورودافكين، قوله: إن «المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، وعد بأنه سيعلن في المستقبل القريب عن قراره بعقد الجولة المقبلة من المحادثات في جنيف، لذا، يجب الانتظار حتى نهاية شهر آب حيث سيعلن عن جولة جديدة من المحادثات».
وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الروسية عن قرب التوصل إلى اتفاق روسي أميركي على إطلاق عملية عسكرية مشتركة في حلب، أوضح بورودافكين أن موسكو وواشنطن تبحثان حالياً التعاون في إدخال المساعدات إلى حلب ومكافحة الإرهاب، مبيناً أن صيغة التعاون تقضي بالتعامل بين الدولتين في إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان مدينة حلب والتفريق بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين، ما سيشكل أرضية لنجاح مفاوضات جنيف.
وبيّن الدبلوماسي أن العسكريين الروس والأميركيين يجرون حالياً مشاورات مكثفة حول المسائل المتعلقة بإجراء عملية معينة في هذا الشأن، مؤكداً أن إضفاء الصبغة الرسمية لهذه الاتفاقات سيسفر عن تهيئة الظروف الأكثر ملائمة للتنسيق بين موسكو وواشنطن في محاربة الإرهاب بسورية وإحراز تقدم في بحث مسائل تخص تحقيق إصلاحات سياسية في سورية، أثناء مفاوضات جنيف.
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن بلاده تبذل قصارى جهدها من أجل بلوغ هذا الهدف، وتتخذ الموقف البناء في المفاوضات مع واشنطن.

Exit mobile version