Site icon صحيفة الوطن

طهران أكدت أن تعاونها مع روسيا في سورية سيعطى ثماره مستقبلاً … يلدريم: تركيا سيكون لها دور أكثر فاعلية في الأزمة خلال الأشهر الستة المقبلة

| وكالات

أكدت تركيا رغبتها في القيام بدور اكبر في الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة سعيا للتوصل إلى «وقف حمام الدم»، معتبرة أن الرئيس بشار الأسد هو أحد الفاعلين في النزاع، وذلك بعد زيارة خاطفة لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى طهران بحث خلالها الأزمة السورية، في حين اعتبرت إيران أن التعاون الإيراني الروسي في سورية سيعطى ثماره مستقبلا.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم للصحفيين بخصوص الأزمة السورية: «نقول إنه يجب وقف حمام الدم. ينبغي ألا يقتل الرضع والأطفال والأبرياء». واستطرد «من أجل هذا ستكون تركيا فاعلة أكثر عبر السعي إلى منع استفحال (الوضع) خلال الأشهر الستة المقبلة»، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء. ولم يوضح رئيس الحكومة التركية أطر هذا التحرك لأنقرة التي تدعم تنظيمات إرهابية ومسلحة في سورية وتشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، وتضع في تصرفه قاعدة أنجرليك العسكرية (جنوب) لتوجيه ضربات إلى «الجهاديين» وكانت تطالب حتى وقت قريب برحيل الرئيس بشار الأسد.
لكن أنقرة تصالحت مع روسيا وسرعت اتصالاتها مع إيران مع تبادل زيارات وزيري الخارجية إلى أنقرة وطهران خلال أسبوع واحد. وتدعم روسيا وإيران القيادة والحكومة السورية.
وقال يلديريم «شئنا أم أبينا، (الرئيس) الأسد هو أحد الفاعلين اليوم» في النزاع في هذا البلد «ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية»، قبل أن يضيف على الفور إن «هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا».
وتابع: «نعتقد أنه لا يجب أن يكون حزب العمال الكردستاني وداعش و(الرئيس) الأسد جزءاً من مستقبل سورية». وأضاف يلديريم: «سنعمل بشكل أكبر. إن انعدام الاستقرار (في سورية) يؤلمنا».
وعندما سئل عن قاعدة «أنجرليك» قال يلديريم «إن روسيا لم تطلب استخدام القاعدة لأنها ليست بحاجة لها» إذ تملك «قاعدتين في سورية».
من جانبه نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن يلدريم تأكيده أن تركيا تقبل بأن يبقى الرئيس الأسد رئيساً مؤقتاً لكن لن يكون له دور في القيادة الانتقالية وفي مستقبل البلاد.
وأكد يلدريم، أنه خلال هذه الأشهر الستة ستتمكن بلاده بالتعاون مع روسيا وإيران وغيرهما من الدول المعنية من إيجاد حل للأزمة السورية حتى لا تنقسم البلاد على أسس عرقية.
على خط مواز كشف وزير الخارجية أنه كان في طهران الخميس في زيارة خاطفة بحث خلالها الأزمة السورية، وقال جاويش أوغلو بعد وصوله للعاصمة الهندية: «الأزمة السورية تعمقت وأصبحت غير قابلة للحل لهذا السبب مررت الخميس بطهران خلال ذهابي إلى الهند، تبادلنا وجهات النظر حول ذلك، وكانت محطة مفيدة للغاية»، حسب «روسيا اليوم».
وأضاف: «تناولنا هناك قضايا إقليمية مثل سورية والعراق واليمن، ومنظمات إرهابية مثل «بي كا كا» (حزب العمال الكردستاني)، و«بيجاك» (الذراع الإيراني لحزب العمال)».
وأردف جاويش أوغلو: «نحن نقول دائماً إن الدور البناء لإيران وروسيا مهم للغاية لحل المشاكل في سورية والعراق والمنطقة. إذا استمر الدور السلبي فالصراع سيستمر، لذا نبذل قصارى جهدنا من أجل أن يكون هذا الدور إيجابياً».
وأشار إلى أن الرؤى متباينة بين تركيا وروسيا بشأن الملف السوري، وتحديداً فيما يتعلق بالرئيس الأسد.
ومن طهران، قال وزير الدفاع الإيراني وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان في تصريح صحفي له، حسب وكالة «سانا» للأنباء: إن «العلاقة مع روسيا هي في مسار الرقي بمستوى التعاون الإستراتيجي وإن استضافة القاذفات الروسية في مطار همدان جاء في هذا السياق أيضاً بطلب من الحكومة السورية والتعاون الثنائي بين إيران وروسيا». ولفت إلى تنفيذ العقد المبرم بين روسيا وإيران بشأن المنظومة الصاروخية اس300، مبيناً أن طهران سحبت شكواها بهذا الصدد.
وحذر دهقان النظام السعودي من مغبة دعم ما سماهم زمرة المنافقين «خلق»، مؤكداً في الوقت ذاته إخفاق وانهزام سياسات هذا النظام على جميع الصعد في المنطقة وخاصة في اليمن.
وأشار إلى أن تركيا التي تحولت إلى إحدى القواعد الرئيسية لدعم تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، رأت أن ما وظفته في هذا الصدد ذهب أدراج الرياح، إضافة إلى أن أمنها تعرض للخطر وأدركت اليوم هذه الحقيقة.

Exit mobile version