Site icon صحيفة الوطن

السامبا ترقص على الذهب

| خالد عرنوس 

أخيراً فك البرازيليون عقدتهم الكروية أولمبياً وتوجوا بالذهب للمرة الأولى بعد اثنتي عشرة محاولة فانتظروا حتى استضافوا الألعاب الأولمبية ليظفروا باللقب المنقوص من خزائنهم ليرفع نيمار ورفاقه الكثير من العبء عن كواهل كرة السامبا التي عانت الأمرين في السنوات الأخيرة.
لقد جاء التتويج بالذهبية الأغلى عند الشعب البرازيلي الذي لم يستمتع بالدورة الأكبر في تاريخ الأولمبياد عقب مخاض عسير ولاسيما في أول مباراتين من المسابقة وخاصة في النهائي الذي احتاج فيه أصحاب الأرض للكثير من الصبر والحظ بالنهاية على اعتبار أن النتيجة لم تحسم إلا بركلات الترجيح التي ابتسمت أخيراً بوجه منتخب الكناري الذي حقق نصف ثأر من الألمان الذين أذلوّا أبناء السامبا في المكان عينه في نصف نهائي المونديال.
الطريق إلى الذهب لم يكن مفروشاً بالورود على الرغم من احتفاظ ويفرتون بيريرا داسيلفا الحارس البالغ من العمر 28 عاماً بشباكه نظيفة طوال 508 دقائق قبل أن تفقد عذريتها بهدف ماكس مير.
فقد بدأ السيليساو الصغير طريقه نحو الحلم بتعادلين سلبيين دون أداء وانتفض في ختام الدور الأول ودك الشباك الدانماركية برباعية وضعته في ربع النهائي وهناك تجاوز المطب الأصعب (جاره الكولومبي) بثنائية قبل أن يمزق شباك هندوراس بنصف دستة من الأهداف في نصف النهائي.
على ملعب الماراكانا الذي شهد خسارة البرازيل التاريخية أمام المانشافت التقى المنتخبان الطامحان للذهبية الأولى (ألمانيا توجت بذهبية 1976 تحت راية النصف الشرقي) وتخوف أبناء السامبا من سيناريو مشابه لكابوس 2014 إلا أن لاعبي المدرب روجيرو ميكال كانوا بالموعد فتقدموا عبر نيمار ورغم تعادل الضيوف بعد ساعة من اللعب إلا أن الأفضلية بقيت برازيلية لتكتب ركلات الأعصاب النهاية البرازيلية السعيدة بعدما نجح ويفرتون بالتصدي للركلة الخامسة ويهدي بلاده الذهبية الأغلى.
بالتأكيد لم يكن لنيمار وحده الفضل بهذا الإنجاز فقد تألق الفريق كمجموعة متكاملة فبرز ماركينيوس ولوان وغابرييل خيسوس وغابرييل باربوسا ورافينيا وزيكا ورودريغو كايو ولوان غارسيا وربما نسمع ببعض هؤلاء قريباً في صفقات أوروبية كبيرة.
جاء التتويج البرازيلي بعد عناء لينسى البرازيليون بعض همومهم ومشاكل كرتهم التي زادت انكساراتها في الآونة الأخيرة ولعل هذا الإنجاز يكون بارقة أمل لكرة السامبا من أجل استعادة ألقها ومكانتها بين الكبار والعمل من جديد على إصلاحها من الداخل حيث الخلل الأساسي ولهذا الحديث وقت آخر.

Exit mobile version