Site icon صحيفة الوطن

في رحاب الأولمبياد

| محمود قرقورا 

أسدلت الستارة أمس الأول على فعاليات أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وجاءت المشاركة السورية مخيبة بدرجة كبيرة للأولمبياد الثاني على التوالي وهذا يضع المسؤولين الرياضيين أمام مهام جسيمة لإعادة هيكلة الرياضة وسبل النهوض بها.
إذا كانت المشاركة السورية مدعاة لنتوارى عن الأنظار فإن المشاركة العربية إجمالاً كانت أحسن حالاً ولو بفضل بعض المجنسين لدرجة أنها سجلت رقماً قياسياً من حيث حصاد الميداليات.
ثلاث وعشرون دولة عربية شاركت تسع منها ذاقت حلاوة التتويج وهي البحرين والأردن والجزائر وقطر ومصر وتونس والمغرب والإمارات والكويت ولو أن الأخيرة فاتها رفع علمها وعزف نشيدها الوطني، لكن ذلك ليس ذا قيمة عند كل متابع، وها نحن نقول في كتاباتنا وتحليلاتنا: أحرزت الكويت ميداليتين إحداهما ذهبية والثانية برونزية.
ثمة ملاحظات نستخلصها من العرس الأولمبي الذي وضع أوزاره أهمها التخصص المدروس الذي يأتي بالميداليات البراقة، وكم كنت أتمنى مشاركة سورية برياضي واحد يتحفنا بخبر ميمون، فالمضمون دائماً أهم من الشكل.
فأميركا هيمنت في السباحة وألعاب القوى والجمباز وكرة السلة، وفي الملاكمة تفوق الأوزبكيون والكوبيون وبرع الألمان في الكانوي والكاياك، والبريطانيون في الدراجات والروس في المبارزة واليابان في الجودو والمصارعة وإيطاليا في الرماية، والصين متفوقة في الغطس وتنس الطاولة ورفع الأثقال، وروسيا في الجمباز الإيقاعي والمصارعة وكوريا الجنوبية في القوس والسهم وجامايكا والأفارقة بألعاب القوى لدرجة أن لاعباً بحجم بولت دخل تاريخ الألعاب الأولمبية من أوسع أبوابه، ومن منا لم يرفع القبعة للسباح الأميركي مايكل فيليبس ومواطنته لاعبة الجمباز سيمون بيلز.
الأولمبياد انتهى ولكن الدروس المستفادة منه كثيرة وبالتأكيد ستأخذ المشاركة السورية أبعاداً كثيرة في جميع وسائل الإعلام السوري المقروء والمسموع والمرئي، وكم أتمنى على المعنيين ألا يخرجوا بتبريرات واهية فالاعتراف بالتقصير وحقيقة الإخفاق وفتح صفحة جديدة أفضل بكثير من التمسك بحجج لا تنطلي على أحد، فالاعتراف بالخطأ ربما يستسيغه المتابعون وحذار من موضة جديدة في اختلاق الأعذار.

Exit mobile version