Site icon صحيفة الوطن

كرة السلة السورية تغرق بفعل فاعل

| مهند الحسني

علمت «الوطن» أن المكتب التنفيذي اجتمع قبل أيام قليلة مع جميع رؤساء اتحاداته الرياضية الذين حضروا والأمل ينتابهم بمرحلة جديدة تبعث الأمل في النفوس وبدعم مالي قوي لجميع ألعابنا الرياضية، وخاصة العاملة منها والنشيطة والتي تنفذ روزنامة نشاطها بمواعيدها، اتسعت فسحة تفاؤل الجميع بزف البشرى من القيادة الرياضية التي أحبطت آمالهم ووضعتهم أمام واقع صعب ومأزوم جله يتعلق بالشح المادي الذي بات يؤرق المكتب التنفيذي منذ سنوات الأزمة التي تشهدها البلاد، لا بل بات حجة بيد القائمين على أمور رياضتنا وشماعة جاهزة لتبرير الكثير والكثير من أخطائنا وضعف مشاركاتنا بشكل عام.
ثمة مفاجأة سارة كان ينتظرها رؤساء الاتحادات لكن هذه المفاجأة سرعان ما تحولت إلى كابوس حقيقي وواقعي وكانت أشبه بالصاعقة عندما تناهى على مسامعهم ضرورة تخفيض النشاط الرياضي بجميع الألعاب بحجة الشح المادي، الأمر الذي ترك استياء كبيراً لدى الجميع وخاصة الاتحادات المجتهدة التي تسعى بكل طاقتها للمحافظة على بقاء ألعابها قائمة رغم كل الظروف والمنغصات التي تعترض رياضتنا.

عفواً لم أكن نائماً
سيادة اللواء موفق جمعة المحترم، تعرف مقدار التقدير الذي أكنه لك لكني لم أتوقع في يوم من الأيام أن أسمع منك رأيين متناقضين في مجلسين مختلفين، وأنا الذي عهدت الجرأة منك ولو كلفتك خصومات إضافية، فأنت تعلم تمام العلم أنني قد وجهت لك سؤالاً محدداً خلال جلسة مناقشة هموم وشجون السلة التي عقدت في شهر رمضان الفائت، واستفسرت منك عن مدى حجم الدعم المالي الذي ستقدمه القيادة الرياضية لكرة السلة بجميع مفاصلها للموسم القادم، وأنت حينها أكدت أمام جميع الحاضرين بأنك لن تتوانى عن تقديم الدعم المادي اللازم لاتحاد السلة من أجل تنفيذ روزنامة نشاطه، وخاصة المنتخبات الوطنية، وأكدت وقتها أيضاً أن الموسم الماضي قدمت القيادة الرياضية لكرة السلة مبلغاً مالياً وصل إلى أربعين مليون ليرة، لكنك عدت في اجتماعكم الأخير مع رؤساء الاتحادات وأكدت ضرورة تخفيض الأنشطة الرياضية لجميع الألعاب، ما يعني أن كرة السلة سوف تتراجع مسابقاتها، ولن يستطيع الاتحاد تنفيذ نصف روزنامة نشاطها للموسم المقبل، وذلك سينعكس سلباً على جميع مفاصل اللعبة.
سيادة اللواء، قراركم هذا ترك استياء واستغرباً كبيرين في الشارع الرياضي السلوي، ووصل عشاق السلة السورية لحقيقة مفادها بأن طريق سلتنا سيكون مسدوداً مسدوداً على ضوء هذا الواقع الصعب، وبأن مسابقاتها التي كنا نعتقد تنفيذها ودعمها من البديهيات، يبدو أنها ستدخل ضمن مسلسل حلقاته طويلة الأمد، فإذا باتت مسابقاتنا المحلية بحاجة لتوسلات وتبويس الشوارب وتقديم الطاعة ليتم تنفيذها ودعمها، فكيف سيكون حال المنتخبات الوطنية التي باتت في عهدكم ضرباً من ضروب المستحيل.

العصا والجزرة
الدور الذي يقوم به المكتب التنفيذي تجاه اتحاد السلة إن بقي على حاله سيكون أحد أهم أسباب إخفاق وتراجع هذا الاتحاد الذي يعد الوحيد الذي حافظ على مسابقاته بجميع الفئات متجاوزاً كل عثراته، فالمكتب التنفيذي استخدم سياسة العصا والجزرة مع الاتحاد، وهيمن على الكثير من قراراته الفنية والإدارية، حتى بات البعض يظن أن تناول كأس من الشاي ضمن أروقة ومكاتب الاتحاد يحتاج إلى موافقة المكتب التنفيذي.
إن هذه الصيغة في العلاقة لن تكتب لكرة السلة السورية النجاح، وإن وجود بعض المهتمين باللعبة بين أعضاء المكتب التنفيذي يجب أن يكون نعمة، وأن يكون التعامل مع اتحاد السلة كشخصية اعتبارية لها كامل الأهلية من دون فرض وصاية وقرارات وتدخلات.
اتحاد السلة حالياً في موقع الثناء وليس الانكفاء، وبدلاً من أن يجد من يربت على كتفه، ويبتسم بوجهه ويسند ظهره، نرى من يريد أن يضع العصي ضمن عجلاته، وكأن هناك من يريد خراب كرة السلة السورية.
عموماً لن نيئس، وكلنا أمل بالمكتب التنفيذي أن يعيد النظر في حجم دعمه لاتحاد السلة الساعي بكل طاقته للمحافظة على رونق اللعبة في قمة بهائه خالياً من أي شوائب قد تعكر صفوه.

 

Exit mobile version