انطلق قطار التصفيات الآسيوية المونديالية يوم الخميس الفائت، فجرت ست مباريات انتهت خمس منها لمصلحة أصحاب الأرض مقابل فوز مفاجئ للأبيض الإماراتي بعقر دار المنتخب الياباني زعيم القارة الصفراء والمرشح الأبرز للتأهل وفق توقعات نقاد اللعبة.
وصحيح أن فوز الإمارات جاء بمساعدة تحكيمية قطرية على مبدأ السرقات الموصوفة بوضح النهار إلا أن ذلك لا يعني بحال من الأحوال أن منتخب الإمارات لم يكن أهلاً للفوز، ولو لم يكن قوي العزيمة حاضر الذهن والاستعداد البدني لما بلغ النقاط الثلاث التي تزن ذهباً وفق كل المعايير، فليس كل المنتخبات تستطيع زيارة شباك المنتخب الياباني بأرضه وبين جماهيره مرتين.
أما منتخبنا فقد بدا فقير الحال وخصوصاً في الشق الأمامي والتألق الدفاعي وحراسة المرمى المتألقة عادة سورية متأصلة في التصفيات المونديالية، وما كان لنا الوصول للدور الحاسم في التصفيات المونديالية 1986 لولا دفاعنا وحماة الشباك، بدليل أننا سجلنا هدفاً في 180 دقيقة على الكويت حينها وهدفين في 180 دقيقة على البحرين المتواضعة جداً وقتها، وهدفاً على العراق من ضربة جزاء في 180 دقيقة أيضاً كدليل لا يتطرق إليه الشك بأن كرتنا على صعيد التصفيات المونديالية بمواجهة منتخبات الصف الأول لا يمكنها المبادرة الهجومية، لكن يوم الخميس كنا خجولين بدرجة كبيرة رغم أن الخصم الأوزبكي لم يكن بأحسن حالاته.
التوقعات المسبقة تطابقت على أرض الواقع فبدا منتخبنا ضعيف الحيلة ومن يقل غير ذلك يكذب على نفسه وبمثل هذا الأداء لا نحصد أكثر من خمس نقاط من ثلاثين نقطة محتملة وهذا الافتراض فيه شيء من التفاؤل لأن الحقيقة تقول غير ذلك.
الجولة الأولى باحت ببعض الأسرار حيث لن يكون العرب لقمة سائغة كما كانوا في آخر نسختين ونجزم أنهم سينافسون حتى الجولة الأخيرة، ولا نستبعد تأهل أحد المنتخبات العربية للمرة الأولى منذ نسخة 2006 وهذا ربما يغير موازين القوى في القارة الصفراء.
سجل النتائج
المجموعة الأولى: إيران × قطر 2/صفر سجلهما رضا قوجان وعلي رضا في الدقيقتين (94 و96)، أوزبكستان × سورية 1/صفر سجله الكسندر جينريخ في الدقيقة (73)، كوريا الجنوبية × الصين 3/2 فسجل لصاحب الأرض زهينغ زهي بمرماه ولي تشونو يونغ وكو جا تشول في الدقائق (21 و63 و66)، وللضيف يوهاي وهاو جون من في الدقيقتين (74 و76).
المجموعة الثانية: أستراليا × العراق 2/صفر سجلهما ماسيمو لونغو وجوريتش في الدقيقتين (58 و65)، اليابان × الإمارات 1/2 فسجل لليابان كيسوكي هوندا في الدقيقة (11) وللمنتخب الشقيق أحمد خليل في الدقيقتين (20 و54) والثاني من ركلة جزاء، السعودية × تايلاند 1/صفر سجله نواف العابد من ركلة جزاء في الدقيقة (84).
محطات مهمة
جاء الفوز الإيراني على قطر في الوقت بدل الضائع وسيل مداد كثير حول الهدف الأول الذي اعترض عليه القطريون بداعي التسلل ولكن خبيرنا التحكيمي جمال الشريف أكد صحة الهدف، ولا شك أن فوزاً تحقق في الوقت بدل الضائع يعطي دفعاً معنوياً لمنتخب إيران قبل خوض الجولة الثانية بأرض الصين.
بدوره المنتخب الصيني أثبت قوة ورباطة جأش عندما عاد من بعيد بتسجيله هدفين محرجاً منتخب كوريا الجنوبية وكان ممكناً الخروج بنقطة وذلك كان سيشكل زلزالاً عند الكوريين الجنوبيين الذين لم تغب شمسهم عن كأس العالم منذ مونديال المكسيك 1986.
الفوز السعودي جاء متأخراً من علامة الجزاء، وصحيح أن الركلة بدت صحيحة وفق كاميرات الإعادة لكن ذلك لا ينفي أن المنتخب التايلندي بات متطوراً ومن الصعب أن يسقط بسهولة، وشهدت المباراة مشاركة أسامة هوساوي وهي مشاركته رقم 33 في التصفيات المونديالية.
حقق منتخب أستراليا بطل القارة فوزاً متوقعاً على العراق لكن أبناء الرافدين قدموا مباراة جيدة وتعرضوا لظلم تحكيمي عندما صادر لهم الحكم ركلة جزاء صحيحة كان ممكناً أن تغير من سير المباراة.
منتخبنا بدا متواضعاً جداً ولم يقدم ما يشفع له للخروج ولو بنقطة رغم أن المنتخب الأوزبكي لم يكن بأحسن حالاته كما قلنا، ومنتخبنا بحاجة إلى الكثير من العمل إذا أراد تحسين الصورة في قادم المواعيد، ومسجل الهدف جينريخ سجل هدفه الحادي والثلاثين على الصعيد الدولي كثاني أكثر الهدافين في تاريخ المنتخب الأوزبكي.
يعد المهاجم الإماراتي أحمد خليل نجم الجولة الأولى بتسجيله هدفي الأبيض الإماراتي رافعاً رصيده إلى تسعة وثلاثين هدفاً على الصعيد الدولي وهو ما زال في ربيعه الخامس والعشرين، وهذا يؤهله لمزاحمة عدنان الطلياني على لقب الهداف التاريخي لمنتخب الإمارات، حيث سجل الطلياني 52 هدفاً خلال 161 مباراة دولية، ومن هنا نجد النجاعة عند أحمد خليل.
الجولة الثانية
يتقابل يوم الثلاثاء ضمن المجموعة الأولى منتخبنا مع كوريا الجنوبية في ماليزيا وقطر مع أوزبكستان والصين مع إيران، وضمن المجموعة الثانية تتقابل العراق مع السعودية في ماليزيا وتايلاند مع اليابان والإمارات مع أستراليا.
وسنكون معكم في تفصيل مجمل لمباراة منتخبنا التاريخية بمواجهة الشمشون الكوري لكونها الأولى على الطريق المونديالي في تاريخ مواجهات المنتخبين.