Site icon صحيفة الوطن

مالك صقور في درّة … مجموعة قصصيّة من نسج الواقع وجماليّة الروح

نملك بين أيدينا «درّة»، وهي مجموعة من عشر قصص قدّمها لنا المؤلف «مالك صقّور»، وقد جاءت عناوينها: «درّة»، و«فالج»، و«الطويل والقصير»، و«وقال البحر»، و«أبا حيّان لن أحرق كتبي»، و«أربعون عاماً بين لحظتين»، و«الأرض»، و«وما زال البلبل يبكي»، و«المداس»، و«شعراء كثيرون وشاعر وحيد».

جاءت القصص بالعودة إلى تقاليد وعادات من حياتنا فحملت من ذلك عنصراً في الواقعية ومن يتابعها فسيجد فيها من روح حياتنا الكثير من التفاصيل، بل من المتوقع أنها حمّلت بين هواجس الكاتب وتجاربه الشخصيّة أو المشاهدات. كما في قصص: «فالج»، «الأرض»، و«درّة»، وغيرها.
حملت بعض القصص نكهة النقد وروح السخرية، فبذلك منطق التحفيز، ومحاولة لفت القارئ لقضايا تهمّه، ومنها معالجات نفسيّة داخليّة قد يحاسب نفسه عليها كما في القصص «الطويل والقصير»، و«شعراء كثيرون وشاعر وحيد»، و«أربعون عاماً بين لحظتين»، وغيرها.
كانت بدايات بعض القصص من روح الكاتب الخطابيّة تعنون، وفيها من المقدمات ما يثير الانتباه، كما في قصص: «أربعون عاماً بين لحظتين»، و«وقال البحر»، و«وما زال البلبل يبكي»، وغيرها.
نُسجت القصص من كلماتٍ واضحة وبسيطة، وذات تعابير عميقة، وفيها من الجمل المنسجمة في المبنى والمعنى حيث تنطلق من عناوين المقدمات لتدخل بهدوء في نسيج القصة ببناء عفوي وغني بالمقاصد، ومتين في الربط، وصولاً للهدف والمراد من القصة، فكانت قصص هذه المجموعة التي حملت عنوان «درّة» وهي القصة الأولى في هذه المجموعة، سلسة وهادفة وواضحة وغنيّة بالمجمل.
اخترنا من روح المجموعة المقطع التالي: «أسبوع بحاله مضى ولم أر درّة. درّة قرّة العين، ومهجة القلب، وريحانة الروح. أسبوع، ودرّة لا تأتي ولا أراها، لا من قريب ولا من بعيد. هل هي مريضة؟ هل هي محبوسة؟ لا أعرف ماذا حصل لها؟
داهمني همٌّ وغمٌّ، وما عدّت أطيق شيئاً… لا التعليم، ولا التلاميذ. ولا المضارب، وما عدت أستمتع «بسمفونيّة» الغروب التي لا يمكن أن تسمعها إلا في هذه المضارب، أو في مثيلاتها: «عودة الكبوش من المراعي… رغاء الجمال، وصهيل الخيل، ونهيق الحمير، وثغاء الغنم، ووقع أقدام الخراف الصغيرة تهرع لملاقاة الأمهات. وصياح الرعاة، ومناداة الحلابات، وقرع أجراس الكباش.
أسبوع مضى، كأنه دهرٌ بحاله، أسبوع، لم أر درّة، والأمير شيخ القبيلة غادر إلى جهةٍ مجهولة.
جعلت في خاطري فكرة مجنونة: هل خطف درّة ومضى!؟ وإن لم يفعل، فلماذا لا أخطفها أنا؟ ولكن إلى أين؟! وكيف؟!».
يذكر أن هذه المجموعة القصصيّة من منشورات اتحاد الكتّاب العرب – سلسلة القصة (1).

Exit mobile version