Site icon صحيفة الوطن

الشمشون الكوري بوسطه الأوروبي قادم .. منتخبنا في مواجهة صعبة والدفاع المتمكن سلاحنا

| ناصر النجار

في المحصلة العامة أن تخسر أمام أوزبكستان بأرضها وجمهورها لهو نتيجة معقولة عبرت عن الفوارق التي تفصلنا عن الكرة الأوزباكية وهي تتقدم علينا بأكثر من خمسين مرتبة على الصعيد الدولي.
لكن بالإشارة إلى الأداء والمستوى فإن ما قدمه منتخبنا لم يكن مرضياً بكل الأحوال، وربما كان بالإمكان أحسن مما كان، وخصوصاً أن أصحاب الأرض لم يقدموا جزءاً مما عندهم، وربما حققوا هدفهم بفوز ضئيل هو المطلوب، فالصراع أولاً وأخيراً هو النقطة في هذه الزحمة الكروية على مقاعد المونديال.
والعودة إلى مباراة أوزبكستان في هذا التقديم ضرورية لأنها المدخل الرئيس إلى مباراة اليوم التي سنستضيف بها الكوريين على أرضنا المفترضة في ماليزيا.
وإذا كان ما قدمناه مع أوزبكستان هو السقف فإن كل عوراتنا ستنكشف أمام كوريا الجنوبية ولابد من حلول إسعافية قبلها وبعدها.
فالتقوقع الدفاعي أمر مطلوب وأنت تلعب مع الفرق الكبيرة، لكن هذا لا يدفعك إلى أن تعطل مفاتيح اللعب في المقدمة، فلا نجد هجمة مرسومة أو فرصة خطرة، أو حتى حسن تنفيذ للركلات الثابتة التي منحت لنا على قلتها.
والتصريحات الصحفية لجهازنا الفني إن كانت نابعة من الداخل، فهذا يدل على أننا لا نعرف كيف نقرأ المباراة وأداء منتخبنا، وبتنا بحاجة إلى من يترجم للقاعدين في ماليزيا كيف يقرؤون، وخصوصاً أن منتخب كوريا الجنوبية يحتاج إلى قارئ ماهر يعرف أين مكامن الخطورة عند هذا المنتخب وأين نقاط الضعف فيه، والأهم برأيي أن نعرف ماهية منتخبنا وكيف يلعب، وكيف نسخّر إمكانيات اللاعبين ونوظف قدراتهم، علّنا نستمتع بهجمة واحدة يبدو عليها الجودة والإتقان.
ومع هذا الجانب المهم، فإننا نجد أن الجانب النفسي هو العلامة الأبرز التي تصبغ منتخبنا، فنحن نواجه منتخبات كبيرة وقوية وهي أفضل من منتخبنا بكل الأمور، لكن ماذا أعددنا لهذه المواجهة، وكيف يمكن لمنتخبنا أن يحطم حاجز الخوف والرهبة، وأن يزيل كل هذه العوامل التي تجعله في المباراة ضيفاً خفيف الظل.
الصورة التي قدمها منتخبنا مع أوزبكستان تدل على أننا كنا نخشى المواجهة وكنا نسعى للخروج بأقل الخسائر، لذلك فإن رهبة المباراة والخوف منها أفقدنا التركيز فلم نصنع أي هجمة تشفي الغليل، وهذا ما نخشاه أن يتكرر بلقاء اليوم.
الأقوى
المقارنة المفترضة بين المباراة السابقة ومباراة اليوم تميل إلى مباراة اليوم لاعتبارات عديدة يجب أن تؤخذ بالحسبان، أولها: الكرة الكورية الجنوبية أقوى بكل الأمور من الكرة الأوزباكية، لذلك فإن مواجهة الكوريين ستكون من أصعب وأقوى المباريات التي تواجه فريقنا، ثانيها: المنتخب الكوري يبحث عن تحقيق فوزه الثاني توالياً ولن يجد أسهل من منتخبنا لتحقيق ذلك وخصوصاً «بنظره» أن منتخبنا الأضعف وهو المصنف الأخير بالمجموعة، لذلك وصوله إلى النقطة السادسة أمر ملح ومطلوب وخصوصاً أنه لم يقابل عملاقي المجموعة إيران وأوزبكستان ولن نستثني قطر عن مواجهاته الصعبة وهذا الأمر يجب أن يكون في الحسبان.

وسط أوروبي
إذا كان منتخب أوزبكستان جلّ لاعبيه من المحليين فإن المنتخب الكوري جلّ لاعبيه محترفون في الخارج بين آسيا وأوروبا هناك خمسة لاعبين بالدوري الصيني أربعة منهم مدافعون وواحد لاعب وسط، لذلك وجدنا الاندفاع الصيني على المرمى الكوري لكونهم يدركون إمكانيات الدفاع الكوري الياباني، وهناك خمسة لاعبين محترفون بالدوري الياباني منهم حراس المرمى الثلاثة ولاعبون في خط الوسط، وقائد الفريق كي سونغ يونغ يلعب في سوانزي سيتي، ولي هيونغ هونغ في كريستال بالاس وهداف الفريق كوجا تشول (17) هدفاً يلعب في أوغسبورغ الألماني، وإلى جانبه الهداف جي دونغ ون (9) أهداف، إضافة إلى هان كوك يونغ المحترف في الغرافة القطري.
الملاحظ في التشكيلة الكورية أن الثقل كله في خط الوسط الذي يشغله المحترفون في أوروبا، والملاحظة الأهم أن مجمل أهداف المنتخب الكوري في السنوات الأخيرة سجلها هذا الخط فمن أصل 56 هدفاً تم تسجيلها، كان لخط الوسط (49) هدفاً ولخط الدفاع (6) أهداف، وهدف واحد لخط الهجوم.
لذلك نجد أن المدرب الألماني أولي شتيليكه يعوّل على بناء الهجمات وقيادة العمليات وحسم المباريات وتسجيل الأهداف على خط الوسط، وهذا مالاحظناه في مباراة الصين السابقة حيث سجل لي تشونغ يونغ، وكوجا تشول هدفي كوريا وهما من خط الوسط، إذا استثنينا الهدف الثالث الذي جاء بأقدام صديقة.
لذلك فالرعب الحقيقي من هذه القراءة النظرية تكمن في وسط الفريق وهذا يفرض على مدربنا الحكيم أن يكون حكيماً في قراءة المنتخب الكوري وأن يضع خطته الدفاعية بدءاً من منطقة الوسط قبل إغلاق المناطق الدفاعية.
الرؤية الكورية التي أبداها المدرب الألماني تتلخص بالفوز ولا شيء غيره، والمعضلة التي عانى منها تمثلت بضعف فترة التحضير والسبب أنه لم يستطع جلب لاعبيه إلا قبل مباراة الصين بثلاثة أيام لذلك علل أداء فريقه مع الصين بضعف الانسجام، ويضيف: إن الفترة الفاصلة بين مباراتي الصين وسورية ليست كافية لتحقيق كل شيء، لكنها مهمة في تحديد الأهداف، وصنع تشكيلة قادرة على تحقيقها، وهو بذلك يبرر الفوز الصعب على الصين، ويبرر أيضاً تعرض فريقه لهدفين وهو ما كان يجب ألا يحصل وخصوصاً أن هدفي الصين جاءا بعد الثلاثية ما يدل على التراخي في المهام!
ومن هنا نجد أن الفكر الأوروبي الكروي يحلل المباراة بواقعية تامة لأن الغاية من ذلك كشف مكامن الخلل، وليس اتهام الحكام وغيره من العوامل بالخسارة كما هي عادة المدربين الشرقيين ونحن منهم!
دوماً الجولة الأولى من التصفيات هي جولة تعارف، فيها كل شيء ولا تخلو من المفاجآت، وهذا ما حدث بلقاء الإمارات مع اليابان، لكن الجولة الثانية وما بعدها تستقر كرة القدم وتميل للأقوى، لأن مباريات التصفيات والبطولات كما عودتنا تبدأ الفرق الكبيرة بتواضع وما تلبث أن تستعيد عافيتها ثم تضرب بيد من حديد، فحذار حذار من أي تهاون مع كوريا الجنوبية.

الجولة الثانية
تقام مباراتنا مع كوريا الجنوبية في ماليزيا في تمام الساعة الثالثة على ملعب تانكو عبد الرحمن ويقودها الحكم الأسترالي كريس بيث.
وتستضيف قطر منتخب أوزبكستان، وفي الصين يستضيف منتخبها المنتخب الإيراني وفي المجموعة الثانية تلعب العراق مع السعودية في ماليزيا وتستضيف تايلاند منتخب اليابان وتحل أستراليا ضيفاً على المنتخب الإماراتي.

Exit mobile version