Site icon صحيفة الوطن

موسكو تكثف لقاءاتها مع قيادات معارضات سورية .. منصات موسكو والقاهرة وآستانة تدارست «تشكيل لجنة تنسيق مشتركة»

| سامر ضاحي

تكثفت لقاءات المسؤولين الروس مع المعارضات السورية بموازاة المساعي الروسية الأميركية لحل الأزمة السورية التي تمخضت الجمعة عن اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار. وفي صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، ذكر عضو منصة مؤتمر القاهرة جهاد مقدسي أنه التقى الجمعة برفقة العضو الآخر في المنصة جمال سليمان «باجتماع رسمي في مبنى وزارة الخارجية الروسية المبعوث الرئاسي للرئيس فلاديمير بوتين، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، موضحاً أن اللقاء كان «للتباحث حول أخر المستجدات السورية وآفاق المفاوضات الروسية-الأميركية الجارية حالياً في جنيف ونتائجها المُحتملة والمرجوة، وانعكاسها على العملية السياسية في سورية المستندة لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة». وأوضح مقدسي «عبرنا خلال الاجتماع عن أهمية الدور الروسي وتأييدنا للعملية السياسية المستندة لبيان جنيف، وأعدنا تأكيد تمسكنا بوثائق مؤتمر القاهرة حيث لا تزال في نظرنا الأكثر عملية وتعبيراً عن روح الوثائق الدولية في رؤيتها للحل السياسي المأمول في بلادنا».
ووفق مقدسي فإن بوغدانوف دعاه وسليمان بوجود مسؤولي وزارة الخارجية إلى غذاء عمل موسع دُعي إليه أيضاً ممثلوا منصتي موسكو والآستانة (قدري جميل ورنده قسيس) المشاركين بعملية جنيف للتباحث بكيفية «التنسيق الأكبر بين الأطراف بما يساهم في تفعيل المسار السياسي المأمول للوصول إلى حل عادل ومستدام ينهي المأساة التي نعيشها ووطننا». من جهتها نقلت صحيفة «قاسيون» التابعة لحزب «الإرادة الشعبية» بياناً عن منصات موسكو- القاهرة- أستانا، ذكرت فيه أن الحاضرين في اجتماع موسكو اتفقوا على «ضرورة رفع مستوى التنسيق المشترك للمساعدة في إنجاح المسار السياسي المفضي إلى حل عادل يحقق طموحات الشعب السوري في دولة ديمقراطية لا طائفية سيدة على أراضيها كلها». كما و«تدارست الأطراف إمكانية تشكيل لجنة تنسيق مشتركة لتحقيق هذا الهدف».
وبعدما أعرب الحاضرون عن «تأييدهم للتفاهمات الروسية الأميركية الأخيرة من ناحية وقف العمليات العدائية وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية للمناطق التي يخضع السكان فيها لمعاناة قاسية»، ركزوا على أهمية ربط التفاهمات العسكرية والأمنية بالإطار السياسي المفضي لاستئناف المفاوضات بناءً على قاعدة تفاهمات جنيف والقرارات الأممية ذات العلاقة وخاصة القرار 2254 التي ترمي إلى الانتقال السياسي في سورية». من جانبها وفي تصريح لـ«الوطن» قالت نائب أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي»، عضو وفد معارضة الداخل إلى جنيف ميس كريدي: «لقد اجتمعت مسبقاً مع السيد بوغدانوف وناقشنا المتغيرات السياسية وربما اختاروا جمع المجموعة (منصات موسكو والقاهرة واستانة) لتقريب وجهات النظر وتقليل الخصومات بين قيادات المعارضات. وحتى بين ممثلي المنصات الثلاث اعتقد هناك نقاط مختلف عليها». وأضافت: «الروس حاولوا أن يقربوا المقرب أو أن يجمعوا الآراء التي فيها تباينات محدودة وقابلة للتوافق حيث قال بوغدانوف: إن الكلمة المفتاحية للحل هي التوافق وأنا بدوري أعتقد بضرورة التوافق بين (المنصات الثلاث) ومعارضة الداخل» الممثلة بوفدها إلى جنيف.
وحول اتفاق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري، قالت كريدي: «لم يطلعونا على بنود الاتفاق بشفافية وعندما يطلعونا على بنوده ونكون واثقين منها يمكن أن نتحدث بشأنها»، مؤكدة على خيارات الداخل الوطنية. وأضافت: «اعتقادي الشخصي أن جنيف مكان لاقتسام المكاسب والكعكة السورية» معتبرة أن «التماسك بين أطياف المعارضة الداخلية والقوى الوطنية قد تشكل في لحظة ما رديفاً وطنياً لأن الدولة قد تضطر لأن تخضع لتوافقات دولية المفترض أن يكون دور المعارضة الوطنية خط وقاية حقيقي لمواجهة التدخل الخارجي». وكشفت كريدي التي زارت موسكو الأسبوع الماضي والتقت بوغدانوف أن الأخير أبدى «انزعاجاً من وفد الرياض لأنهم شكلوا لجنة لرفض التفاوض». وأضافت: «وضمن سياق الحديث أخبرته بأن المهم الوفاق بين القوى القابلة للتفاهم ويمكن أن نتفاهم نحن المعارضات الوطنية والأفضل التفكير بحالة توافقية فيما بيننا». واعتبرت كريدي أنه «إذا كنا كمجموعة من المعارضات المتفاهمة على الأقل في مسألة التغيير الديمقراطي السلمي المنشود غير قادرين على التوافق على خريطة طريق فهذه إشكالية كبيرة قبل أن نفكر بالفريق الذي يشكل أجندة مضادة تماماً ومدعومة بفريق دولي مضاد تماماً علينا التفكير بالتوافق فيما بيننا».

Exit mobile version