Site icon صحيفة الوطن

«التنسيق» أدانت «العدوان» على الجيش السوري من قبل «التحالف» إن «بقصد أو بطريق الخطأ» … جاموس: واشنطن لا ترغب بتسهيل شروط تنفيذ الاتفاق الأميركي الروسي

اعتبر القيادي في جبهة التغيير والتحرير فاتح جاموس، أن واشنطن «لا ترغب بتسهيل شروط تنفيذ الاتفاق الأميركي الروسي»، ورأى أنه ولو جرى تمديد نظام التهدئة الذي انتهت مدته أمس فان ذلك «لن يؤثر بشيء على نهج التخريب الذي يحصل» في البلاد.
وبينما رأى جاموس، أن استهداف طائرات التحالف الدولي للجيش العربي السوري في دير الزور كان «قراراً أميركياً سياسياً قبل أن يكون عسكرياً»، أدانت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»، «العدوان على الجيش السوري واستهداف أفراده، إن بقصد أو بطريق الخطأ». وفي تصريح لـ«الوطن» قبيل الإعلان عن انتهاء فترة نظام التهدئة، قال جاموس: «هناك احتمال لكنه احتمال ضعيف (لتمديد  نظام التهدئة) وذلك بسبب تعقيدات جديدة في الوقائع التي تؤكد أن الطرف الأميركي لا يرغب بتسهيل شروط تنفيذ الاتفاق الأميركي الروسي».
كان الاتفاق الذي أعلنه وزيرا الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف في التاسع من الشهر الجاري نص على تنسيق أميركي روسي في الضربات الجوية ضد جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وداعش بعد سبعة أيام من نظام التهدئة. إلا أن هذا البند كان يفترض تحديد المناطق التي توجد فيها «فتح الشام» وفصلها عن المناطق التي توجد فيها «المعارضة المعتدلة» من جانب واشنطن، الأمر الذي لم يحصل.
ورأى جاموس، أن هناك أسباباً عديدة لعدم رغبة الطرف الأميركي في ذلك، تتعلق أولاً بفترة التعويم قبل الانتخابات، والتصرف بعدد من التكتيكات كي تكون الأمور في مصلحة الحزب الديمقراطي من قبل الجمهور الانتخابي، والثاني هي عملية إدارة ظهر مجاملة لأطراف إقليمية بشكل خاص السعودية وتركيا، والمسألة الثالثة والأساسية هي استمرار النهج الأميركي في اللعب على أطراف الفاشية في سورية تحت اسم «معارضة معتدلة» وغير معتدلة من أجل تحسين شروط التساوم إذا حدثت أي فرصة من أجل عقد جولة جديدة من محادثات جنيف».
ورأى جاموس انه حتى لو تم تمديد نظام التهدئة فان ذلك «لن يؤثر في شيء على نهج التخريب الذي يحصل. الروس حريصون وأنا كنت أتمنى منذ البداية ألا يذهبوا إلى أي اتفاق إلا بشرط نشره سلفاً. والآن الأميركان واقعون تحت ضغوط والروس يلعبون على تناقضات الصف الأميركي من أجل النشر. الأميركيون ليس من مصلحتهم الأخلاقية والدبلوماسية والسياسية نشر التفاصيل. هو لمصلحة الروس بالتأكيد ولمصلحة العملية السياسية السورية». واحتدم الجدل مؤخراً بين موسكو وواشنطن حول سر تمسك الأخيرة بالتكتم على فحوى الاتفاق، إذ أعرب الجانب الروسي وعلى أرفع المستويات عن دهشته الكبيرة إزاء غاية واشنطن من وراء هذا الكتمان.
وأعرب جاموس عن اعتقاده «بأننا ذاهبون نحو مزيد من العنف وعلى عملية سياسية أكثر بطئاً من الماضي».
وندد جاموس بغارات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد مواقع الجيش العربي السوري في دير الزور، وقال: «السبب الجوهري والحاسم وراء هذه الغارات هو تكتيك مؤقت ومفهوم لقسم من الجمهور الانتخابي الأميركي أو المؤسسات الأميركية التي تلعب بالدعاية الرئيسية من أجل التأثير في الجمهور الانتخابي من أجل فوز الحزب الديمقراطي».
وأضاف: «بالتالي هو ليس متناقضاً أبداً مع كامل التفكير الأميركي.. هم أكدوا أنهم لا يتدخلون عسكرياً في سورية وما حصل العكس هم تدخلوا عسكرياً. حتى زمن قريب طلبت مؤسساتهم من الرئيس التدخل العسكري المباشر في سورية». واعتبر جاموس أن هذه الغارات «عمل ممنهج تماماً وقرار سياسي قبل أن يكون قراراً عسكرياً.. يجب ألا نصدق أبداً الطرف الأميركي ويجب أن نكون أقوياء متماسكين ولدينا جبهة قادرة على مواجهتهم.
وأضاف: «قُصف الجيش السوري من أجل مزيد من اللعب التكتيكي من أجل العملية الانتخابية ومن أجل المزيد من اللعب في صف الفاشية».
وفي السياق قالت «هيئة التنسيق» في بيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: إن قصف طيران التحالف لموقع الجيش السوري في شرقي دير الزور وعلى جبل «الثردة» المطل على مطار دير الزور، وراح ضحيته 83 من أفراده وعشرات الجرحى (وفق تقديرات المرصد السوري)، (جاء) بسبب استباحة تلك القوى الخارجية لحرمة السماء والأرض السورية.
وأضافت: إننا «في هيئة التنسيق الوطنية ندين هذا العدوان على الجيش السوري واستهداف أفراده، إن بقصد أو بطريق الخطأ، ونترحم على الشهداء ونرجو الشفاء العاجل لجرحاه».
ويبقى الشعب السوري هو من يدفع ثمن هذا الصراع من أرواح أبنائه، إضافة للتدمير الذي يلحق بمدنه وبلداته، ولا مخرج لسورية من هذه المذابح المستمرة واليومية، المتعددة الأشكال، إلا بحلٍ سياسي يحقق للشعب الأمن والسلام والانتقال إلى وطن حر عزيز وموحد.
واعتبرت الهيئة أن «تعطيل العملية التفاوضية التي ترمي للتوصل إلى الحل السياسي، وإصرار النظام السوري ومختلف أطراف الصراع المسلح على الحسم العسكري، لا يساهم إلا بمزيد من القتل والدمار، وتهديد وحدة التراب السوري».

Exit mobile version