Site icon صحيفة الوطن

واشنطن تسابق الزمن لإعادة «تفعيلها» … الهدنة انتهت والاتفاق الروسي الأميركي «معلق»

انتهت مساء أمس الهدنة التي أعلنت عنها الحكومة السورية وامتدت أسبوعاً كاملاً دون نتائج تذكر بل وسط خروقات متكررة للمسلحين على مختلف الجبهات، ووسط عجز أميركي عن تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا قبل عيد الأضحى، وخلافات واضحة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية.
ومساء أمس عاد الطيران السوري والروسي إلى جبهات حلب حيث تم قصف وتدمير عدة أوكار للمجموعات الإرهابية، في حين كانت واشنطن تسابق الزمن في محاولة لإعادة تفعيل الاتفاقية مع روسيا ودعت إلى اجتماع عاجل لمجموعة الدعم الدولية للأزمة السورية اليوم في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية، لتقييم الوضع في سورية على أن يعقد اجتماع غداً الأربعاء في مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية للبحث في الاتفاق الروسي الأميركي كما كان مقرراً بعد الإعلان عن توقيعه، ولم يتبين بعد إن كان الاجتماع قائماً أم ألغي نتيجة عدم التزام واشنطن ببنود الاتفاق حتى كتابة هذه السطور.
ورجحت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الوطن» في نيويورك أن يعمل الجانب الروسي غداً على كشف بنود الاتفاقية أمام الدول المشاركة في مجموعة الدعم الدولية ما لم تبادر واشنطن وتكشفه بنفسها، بعد حالة الحرج الكبرى التي بات فيها الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري نتيجة عدم تمكنهما من الالتزام بالاتفاقية وقيام البنتاغون بقصف متعمد لمواقع للجيش السوري في دير الزور في محاولة لتخريب الاتفاقية وعدم السماح للإدارة الحالية المضي قدماً فيها.
وفي ظل غياب أي اتفاق روسي أميركي، باتت موسكو طليقة اليد مع الجيش السوري والقوى الحليفة لسحق الإرهاب أينما وجد على الأراضي السورية وسيكون على واشنطن أن تتحمل مسؤولياتها كاملة تجاه ما سيحل بالمجموعات التي دربتها ودعمتها ومولتها وحاولت حمايتها من خلال التسويف وإضاعة الوقت وتقديمها وتسويقها على أنها مجموعات «معتدلة».
وفي المعلومات، أكدت رئاسة الأركان الروسية انخفاض النشاط الأميركي في الرد على طلبات روسيا حول سورية.
وأشار رئيس إدارة العمليات بهيئة الأركان الروسية العامة الفريق سيرغي رودسكوي في إفادة مقتضبة إلى أن «الجنود السوريين والمواطنين المسالمين مازالوا يموتون، والسبب في هذا هو عدم تمتع الولايات المتحدة بأي نفوذ مؤثر على المعارضة السورية وعدم درايتها بالوضع الحقيقي على الأرض».
لكن كيري رد باتهام موسكو أنها أخفقت في تطبيق التزاماتها بموجب الاتفاق على تطبيق هدنة مدتها سبعة أيام في سورية» مبدياً وفق «فرانس برس» استعداد واشنطن «لمواصلة العمل عليها».
وفيما أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أمس انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة، مشيرة في بيان نقلته «سانا»، إلى أن «المجموعات الإرهابية المسلحة ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده»، اعتبر كيري أنه «لا يزال هناك وقت لإنقاذ الهدنة»، وأضاف في تصريحات مقتضبة للصحفيين: «كان من الأفضل ألا يتحدثوا أولاً إلى الصحافة، وأن يتحدثوا إلى الأشخاص الذين يتفاوضون فعلاً على الأمر».

Exit mobile version