Site icon صحيفة الوطن

دمشق وموسكو تنفيان اتهامات باستهداف قافلة مساعدة بريف حلب والدفاع الروسية أكدت قيام «النصرة» بهجوم في المنطقة

| وكالات

نفى الجيش العربي السوري أمس الاتهامات التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام عن استهداف وحدات منه قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب، بالترافق مع نفي وزارة الدفاع الروسية ضلوع أي من الطيران الروسي أو السوري في القصف الجوي الذي استهدف القافلة.
وتناقلت وسائل إعلام مساء الإثنين أن غارة جوية استهدفت قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل 20 متطوعاً معظمهم من الهلال الأحمر العربي السوري وسائقاً على الأقل، بحسب اللجنة الدولية. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري: «لا صحة للأنباء التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام عن استهداف الجيش العربي السوري قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب».
وأشارت «سانا» إلى أن «وسائل إعلام نشرت خلال الساعات الماضية شائعات وأضاليل تتهم فيها وحدات الجيش والقوات المسلحة باستهداف قافلة مساعدات إنسانية في قرية أورم الكبرى بريف حلب الشمالي».
جاء نفي الجيش العربي السوري بالترافق مع نفي آخر للناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف الذي أعلن أن «الطيران الروسي أو السوري لم ينفذ أي ضربة جوية على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في جنوب غرب حلب»، بعد أن قال مسؤولون أميركيون إن الغارة نفذت من «طائرات النظام السوري أو حلفائه الروس وعلى موسكو تحمل المسؤولية».
وأشار كوناشينكوف إلى أن خط سير القافلة يمر عبر مناطق تخضع للمسلحين، ولذلك قام مركز المصالحة الروسي يوم الإثنين أمس بمرافقة القافلة المذكورة بطائرات من دون طيار.
وشدد كوناشينكوف على أن الحمولة وصلت بأمان وسلام إلى نقطة النهاية المحددة لها في تمام الساعة 13:40 بتوقيت موسكو، لافتاً إلى أنه بعد ذلك توقف المركز الروسي عن مراقبتها وبات مصير القافلة وكل المعلومات عن مكانها بحوزة المسلحين الذين يسيطرون على المنطقة المذكورة.
وذكر، أن الإرهابيين من جبهة النصرة قاموا يوم الإثنين في نحو الساعة 19:00 بتوقيت موسكو بهجوم شامل وكبير في ذلك الاتجاه في حلب وبدعم من المدفعية وراجمات الصواريخ.
وقال: «درسنا بدقة شريط الفيديو الذي نشره «النشطاء» من مكان الحادث ولم نجد ما يدل على إصابة قافلة الشاحنات بأية ذخائر حربية. ولم تظهر أي حفر في المكان ولا أية إصابات في هياكل الشاحنات أو تناثرها لقطع نتيجة موجات انفجارات القنابل الجوية. كل ما عرض في الفيديو كان النتيجة المباشرة لحريق بدأ وبشكل غريب في وقت واحد مع بدء الهجوم الشامل للمسلحين في حلب»، موضحاً أن فقط ممثلي منظمة «القبعات البيضاء» المقربة من جبهة النصرة، يمكنهم أن يشيروا بدقة إلى الطرف الذي أشعل الحريق وإلى الهدف من ذلك لأنهم دائماً يظهرون «مصادفة» في المكان المطلوب وفي الزمن الضروري ومعهم كاميرات الفيديو».
وفي وقت سابق أعلن الكرملين أن الجيش الروسي يحقق في «المعلومات» المتعلقة بإصابة قافلة إنسانية في غارة جوية الإثنين بعد «انتهاء» الهدنة في سورية، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لصحفيين: إن «عسكريينا يحققون في هذه المعلومات» المتعلقة بغارة جوية أصابت قافلة تنقل مساعدات إنسانية في حلب.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس على لسان ينس لاركي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تعليق قوافلها الإنسانية في سورية إثر استهداف قافلة المساعدات في ريف حلب.
وأفادت الأمم المتحدة أن 18 شاحنة على الأقل من أصل 31 شاحنة مشاركة في قافلة المساعدات الإنسانية دمرت ليل الإثنين وهي في طريقها لتقديم المساعدات الإنسانية إلى بلدة أورم الكبرى.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن «قافلة المساعدات كانت قد وصلت ظهراً إلى البلدة وتم استهدافها أثناء توقفها أمام مركز للهلال الأحمر السوري»، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من تحديد هوية الطائرات التي استهدفت القافلة التي كانت بعض شاحناتها وقت القصف قد أفرغت حمولتها بينما كان بعضها الآخر لا يزال محملا بالمساعدات.
من جهته صرح المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن «غضبنا من هذا الهجوم كبير جدا». وأضاف إن «هذه القافلة كانت نتيجة عملية طويلة من التراخيص والتحضيرات من أجل مساعدة مدنيين معزولين»، في حين دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين إلى إجراء تحقيق. وقال: «دعوني أكون واضحاً إذا تبين أن هذا الهجوم الوحشي كان استهدافاً متعمداً للعاملين في القطاع الإنساني، فسيرقى إلى جريمة حرب».
على خط مواز، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق المساعدات الإنسانية إلى سورية إثر استهداف القافلة. وندد مدير اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية في جنيف روبرت مارديني بالقصف معلناً عن وفاة ثمانية من متطوعيه، وطالب كل الأطراف بالالتزام بالقوانين الدولية، وبفتح تحقيق في القصف الذي طال القوافل مشيراً إلى ضرورة معاقبة كل من ينتهك القوانين الدولية.
وقال: «هذا أمر مقلق للغاية، ونحن نرى استئنافاً للعنف، تكثيفاً للقتال وتصاعداً في العديد من المواقع». وأضاف مارديني إنه سيتم تأجيل قافلة مساعدات إنسانية مخصصة لأربع مدن سورية، وجرى تعليق هذا الموضوع حالياً في إعادة تقييم للأوضاع الأمنية.
من جهته أعلن متحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بونوا كاربنتييه مقتل مدير أحد فروع الهلال الأحمر السوري مع عدد من المدنيين.
وقال: إن القافلة كانت تنقل مواد غذائية ومساعدات أخرى لحوالى 78 ألف شخص. وأكد أن المساعدات كانت «موجهة إلى أشخاص بأمس الحاجة إليها (…) والآن لن تصل هذه المساعدات إليهم» مشدداً على أن الهجمات على الطواقم الإنسانية «تؤثر بشكل أوسع على آلاف الأشخاص الآخرين».
من جانبها حذرت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي من أن الغارات الجوية التي استهدفت مساء الإثنين قافلة شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في ريف حلب الغربي ما أسفر عن مقتل 12 متطوعاً وسائقاً تضع التزامات روسيا على المحك وتقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سورية.
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «يجب التأكيد على مبدأ وجوب حصول العاملين في المجال الإنساني المحايدين على إمكانية الوصول من دون عائق إلى المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع».
أما نظيره الفرنسي جان-مارك إيرولت فدان «بأشد العبارات» استهداف القافلة الإنسانية، معتبراً في تصريح في مستهل اجتماع عقدته في نيويورك الدول الداعمة للمعارضة السورية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «تدمير قافلة مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى حلب يجسد الضرورة الملحة لوقف الأعمال العدائية في سورية».
وقد كشف الهلال الأحمر العربي السوري عن فقدانه أكبر عدد من متطوعيه بضربة واحدة منذ بداية الأزمة السورية، وقال مسؤول في الهلال الأحمر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بحسب موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني: «لا معلومات دقيقة لدينا حتى الآن عن القتلى من الهلال الأحمر لكن العدد هو الأكبر في ضربة واحدة منذ بداية الأزمة».

Exit mobile version