Site icon صحيفة الوطن

رأى أن جولة جنيف المتوقعة قد تكون أخيرة في العملية التفاوضية … جميل: «العليا للمفاوضات» ستتحول إلى جناح سياسي لـ«فتح الشام»

| وكالات

أعلن ممثل «مجموعة موسكو» في المعارضة السورية، قدري جميل، أن الجولة الجديدة المتوقعة من المفاوضات السورية السورية قد تكون أخيرة في هذه العملية التفاوضية، محذراً من أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، ستتحول قريباً، إلى «جناح سياسي» لجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً).
وأكد جميل حسب وكالة «إنترفاكس» الروسية، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أنه «لا يمكن إطلاق جولة جديدة من المفاوضات إلا بعد استئناف الهدنة في سورية»، مضيفاً: إن التنظيمات المسلحة التي رفضت الانضمام إلى نظام وقف إطلاق النار، أعلنت في الواقع تضامنها مع تنظيم جبهة فتح الشام «النصرة سابقاً».
واتهم جميل الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بالتغطية على هذه التنظيمات، مشدداً على ضرورة إعادة إرساء الهدنة بسورية في أسرع وقت ممكن.
ودعا جميل دول الغرب إلى إظهار جدية نياتها بشأن سورية، عن طريق فصل «فتح الشام» وبذل الجهود الإضافية في محاربة الإرهاب، محققة بذلك الواجبات المترتبة عليها بموجب الاتفاق المبرم في جنيف بين موسكو وواشنطن في الـ9 من الشهر الجاري.
وقال جميل: إن «الولايات المتحدة تبحث عن فرص للتنصل من هذا الاتفاق»، معرباً عن قناعته بأن انتخابات الرئاسة الأميركية المقرر إجراؤها في 8 تشرين الثاني لن تؤثر في سياسات واشنطن تجاه الأزمة السورية».
من جانب آخر، وجه جميل انتقادات إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» التابعة لـ«مجموعة الرياض» في المعارضة، محذراً من أنها ستتحول قريباً، إذا استمرت في اتباع النهج الراهن، إلى «جناح سياسي لفتح الشام». واستطرد جميل الذي يقيم حالياً في موسكو أن الهيئة تسعى إلى فرض رؤيتها للعملية التفاوضية، داعياً إلى تشكيل وفد موحد ليشمل كامل طيف المعارضة السورية.
وبعد ثلاثة أيام من المباحثات على هامش الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واجتماعين لـ«المجموعة الدولية لدعم سورية» التي تشترك في رئاستها روسيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أخفق وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري في التوصل إلى اتفاق لإحياء اتفاق «التهدئة» التي تم التوصل إليه في التاسع من الشهر الجاري، ودخل حيز التنفيذ في الثاني عشر من الشهر نفسه وانتهى مفعوله يوم الإثنين من الأسبوع الماضي.
ويرجع مراقبون إخفاق جولات المحادثات في نيويورك إلى عدم تمكن لافروف وكيري من تجاوز عقدتين: واحدة تمثل مطلباً أميركياً وهو وقف حركة الطيران الحربي التابع للجيش العربي السوري في شمال سورية ٧ أيام، والأخرى روسية تتمثل في فصل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) عن باقي الميليشيات المسلحة.
وقال متابعون للوضع في سورية لـ«الوطن» حينها: «لا تغيير كبير سيحصل على المشهد الميداني حتى لو تم إحياء نظام التهدئة. المشهد سيظل يراوح مكانه حتى يعود الطرفان إلى طاولة المحادثات وهذا الأمر مستبعد حتى قدوم الإدارة الأميركية الجديدة».
وحذرت روسيا أول من أمس من استمرار الحرب في سورية إذا ما انهار الاتفاق الروسي الأميركي، الذي رفضت وصفه بـ«الميت» وتحدثت عن وجود أمل لتطبيقه، مؤكدةً في الوقت نفسه تمسكها بالحل السياسي، ومشددةً على أن مكافحة الإرهاب في سورية «مستمرة ولا يمكن وقفها». كما حذرت موسكو واشنطن من «الأضرار البالغة» التي تلحقها تصريحات دبلوماسييها بشأن العملية الروسية في سورية، سواء على التسوية السياسية لأزمة هذا البلد، أم على علاقات الدولتين الكبريين الثنائية.
ورفضت الدبلوماسية الروسية بشكل مطلق الرضوخ لرغبة واشنطن في طرح شروط إضافية للبدء في تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي، مؤكدةً أن أولوية الاتفاق تتمثل في فصل المسلحين «المعتدلين» عن جبهة النصرة. وألمحت إلى رفض العسكريين الأميركيين الاستماع إلى الرئيس باراك أوباما قائدهم الأعلى، وتفضيل بعض المسؤولين الأميركيين المماطلة في المفاوضات مع الروس من أجل العودة إلى الحل العسكري للأزمة السورية بعد خروج أوباما من البيت الأبيض.
جاءت المواقف الروسية بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي دعت إليه الدول الغربية، وانتقدت خلاله العملية الروسية في سورية واصفةً إياه بـ«الهجمية والوحشية»، على حد ما ذهبت إليه مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور.

Exit mobile version