Site icon صحيفة الوطن

خدام: لا مبادرات سياسية في المستقبل المنظور وروسيا اتخذت القرار بالحسم

اعتبر المعارض منذر خدام أن «المستقبل المنظور لن يشهد مبادرات سياسية» لحل الأزمة السورية، وأن «الأسابيع المقبلة ستشهد معارك طاحنة»، معرباً عن اعتقاده بأن روسيا اتخذت قرارها بـ«تغيبر موازين القوى على الأرض بصورة حاسمة خصوصاً في حلب».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام حول المعارك في ريف حماة وحلب والسجال الروسي الأميركي بشأن اتفاق التهدئة. وتقييمه للوضع في البلاد: الوضع في سورية معقد لكنه بات أكثر وضوحاً».
وأضاف: «أميركا لا تريد الحل لذلك ليست صادقة في كل التزاماتها، ومن جهتهم الروس يبدو أنهم قد اتخذوا قرارهم بأنه لا بديل عن تغيير موازين القوى على الأرض بصورة حاسمة خصوصاً في حلب».
وتابع: «نحن أمام دورة قتال طاحنة في الأسابيع القادمة. لا مبادرات سياسية جدية في سورية في المستقبل المنظور..».
ورداً على سؤال إن كان التحالف السوري الروسي الإيراني سيتمكن من تغيير موازين القوى على الأرض بشكل حاسم قال خدام: «بلا شك، خصوصاً إذا صحت المعلومات عن إعادة الطائرات الروسية التي سحبت في السابق واستخدام أسلحة جديدة، وخصوصاً أن أميركا لن تفعل شيئاً ذا أهمية لمنع ذلك..». وحول الأنباء التي نقلتها وكالات أنباء عن حصول الميليشيات المسلحة على عدد كبير من صواريخ غراد من دول داعمة، قال خدام: «حتى لو صح ذلك فهذا لن يغير في اتجاه الصراع».
وأضاف: «إدخال الصواريخ المضادة للطيران هي التي يمكن أن تبطئ من مسار القتال لكنها لن تعكسه». وتابع: «يجب ألا ننسى أن الروس طرف في الصراع الميداني..».
وإن كانت أميركا والغرب والدول الإقليمية ستتخذ موقف المتفرج إذا ما تم تغيير موازين القوى على الأرض بشكل حاسم لمصلحة الجيش العربي السوري قال خدام: «ليس لديهم خيارات. حتى إن بعض الدول الغربية بدأت تمهد لقبولها بهذا الاحتمال الروسي»، لافتاً إلى أن رئيس المخابرات الأميركية يصرح بأن أكثر من نصف المقاتلين في شرق حلب هم من «النصرة»..؟!! كذلك صرح وزير خارجية بريطانيا بأنه من الصعوبة إيجاد معارضة مسلحة معتدلة…».
وتصاعدت مؤخراً حدة التوتر الأميركي الروسي بشأن اتفاق وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري الذي تم في التاسع من الشهر الجاري بشأن سورية، والذي تم بموجبه إقرار نظام تهدئة دخل حيز التنفيذ في الثاني عشر من الشهر نفسه ولكنه انتهى يوم الاثنين من الأسبوع المقبل من دون تمديده بسبب خلاف روسي أميركي.
وبعد ثلاثة أيام من المباحثات على هامش الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك واجتماعين لـ«المجموعة الدولية لدعم سورية» التي تشترك في رئاستها روسيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أخفق لافروف وكيري في التوصل إلى اتفاق لإحياء اتفاق «التهدئة».
ويرجع مراقبون إخفاق جولات المحادثات في نيويورك إلى عدم تمكن لافروف وكيري من تجاوز عقدتين: واحدة تمثل مطلباً أميركياً وهو وقف حركة الطيران الحربي التابع للجيش العربي السوري في شمال سورية 7 أيام، والأخرى روسية تتمثل في فصل «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) عن باقي الميليشيات المسلحة.
وقال متابعون للوضع في سورية لـ«الوطن» حينها: «لا تغيير كبيراً سيحصل على المشهد الميداني ولو تم إحياء نظام التهدئة. المشهد سيظل يراوح مكانه حتى يعود الطرفان إلى طاولة المحادثات وهذا الأمر مستبعد حتى قدوم الإدارة الأميركية الجديدة».
وحذرت روسيا مؤخراً من استمرار الحرب في سورية إذا ما انهار الاتفاق الروسي الأميركي، الذي رفضت وصفه بـ«الميت» وتحدثت عن وجود أمل لتطبيقه، مؤكدةً في الوقت نفسه تمسكها بالحل السياسي، ومشددةً على أن مكافحة الإرهاب في سورية «مستمرة ولا يمكن وقفها». كما حذرت موسكو واشنطن من «الأضرار البالغة» التي تلحقها تصريحات دبلوماسييها بشأن العملية الروسية في سورية، سواء على التسوية السياسية لأزمة هذا البلد، أم على علاقات الدولتين الكبريين الثنائية.
ورفضت الدبلوماسية الروسية بشكل مطلق الرضوخ لرغبة واشنطن في طرح شروط إضافية للبدء في تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي، مؤكدةً أن أولوية الاتفاق تتمثل في فصل المسلحين «المعتدلين» عن جبهة النصرة. وألمحت إلى رفض العسكريين الأميركيين الاستماع إلى الرئيس باراك أوباما قائدهم الأعلى، وتفضيل بعض المسؤولين الأميركيين المماطلة في المفاوضات مع الروس من أجل العودة إلى الحل العسكري للأزمة السورية بعد خروج أوباما من البيت الأبيض.
وجاء الموقف الروسي بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي دعت إليه الدول الغربية، وانتقدت خلاله العملية الروسية في سورية واصفةً إياه بـ«الهمجية والوحشية»، على حد ما ذهبت إليه مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور.

 

Exit mobile version