Site icon صحيفة الوطن

روسيا تعلق اتفاقاً مع واشنطن حول معالجة البلوتونيوم

أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بتعليق الاتفاق مع الولايات المتحدة حول معالجة البلوتونيوم بسبب خطوات واشنطن غير الودية حيال موسكو.
على حين اعتبر مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» ألكسندر غروشكو أن ردة فعل دول الحلف إزاء استئناف الحوار مع روسيا في المجال العسكري «ليست مشجعة حتى الآن».
وجاء في بيان نشر أمس الإثنين على الموقع الرسمي للمعلومات القانونية: «بسبب تغير الظروف بشكل جذري وظهور خطر على الاستقرار الإستراتيجي نتيجة خطوات غير ودية من الولايات المتحدة الأميركية تجاه الاتحاد الروسي وعجز واشنطن عن تأمين تنفيذها التزاماتها حول معالجة البلوتونيوم العسكري الفائض وفقاً للاتفاقات الدولية، وكذلك بسبب ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل حماية روسيا قرر الرئيس الروسي تعليق سريان مفعول الاتفاقية الروسية الأميركية حول معالجة البلوتونيوم المذكور والتعاون في هذا المجال». وأكد المرسوم الرئاسي أن الحديث يدور عن البلوتونيوم، «الذي لا يستخدم لأهداف صنع أسلحة نووية أو معدات تفجير نووية أخرى ولا يستخدم في دراسات وتجارب وأعمال تخطيط متعلقة بتلك المعدات أو لأي أهداف عسكرية أخرى. وأوعز بوتين وزارة الخارجية الروسية بإرسال مذكرة بهذا الشأن إلى الجانب الأميركي، كما عيّن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي مفوضاً رسمياً له لدى نظر مجلسي الجمعية الفدرالية الروسية (البرلمان) في مسألة تعليق عمل الاتفاقية المذكورة والبروتوكولات الملحقة. تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الاتفاقية الروسية الأميركية المذكورة وقعت في 29 آب عام 2000، وقضت بتصفية فائض البلوتونيوم العسكري في روسيا والولايات المتحدة، خاصة من خلال معالجته وصنع وقود الأكسيد المختلط واستخدامه في مفاعل نووية للطاقة وتحويله إلى مادة غير قابلة لصنع أسلحة وكذلك دفنه. ويذكر أن روسيا تقوم، على سبيل المثال، بتدوير البلوتونيوم العسكري إلى الوقود للمحطات الكهرذرية.
وكان من المفترض أن يباشر كل من الجانبين بإزالة احتياطياته المكشوفة من البلوتونيوم بحجم 34 طناً في عام 2009، إلا أن العملية تعثرت بسبب ظهور خلافات حول مصادر وحجم التمويل. ووقعت في عام 2010 وثيقة إضافية تنص على بدء عملية المعالجة في عام 2018. وكان الرئيس الروسي قد اتهم الولايات المتحدة في نيسان الماضي بعدم تنفيذ التزاماتها الخاصة بتصفية البلوتونيوم العسكري، مشيراً إلى أن واشنطن أعلنت عن تغيير تكنولوجيا معالجة البلوتونيوم من جانب واحد بشكل يسمح لها بالحفاظ على إمكانية إعادة معالجة المادة وتحويل البلوتونيوم إلى البلوتونيوم العسكري من جديد.
وفي سياق آخر اعتبر مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» الكسندر غروشكو أن ردة فعل دول الحلف إزاء استئناف الحوار مع روسيا في المجال العسكري «ليست مشجعة حتى الآن»، مشيراً إلى أنه من المستحيل إجراء مناقشة جادة حول وضع تدابير الحد من المخاطر العسكرية دون هذا الحوار.
وقال غروشكو لوكالة سبوتنيك: «إن دول الناتو ليست مستعدة بعد لاستئناف حوار منتظم وعادي مع روسيا في المجال العسكري»، مبيناً أن هذه الدول «تعلن من جهة عن ضرورة البحث عن سبل للتهدئة وعلى وجه الخصوص التفكير في تحسين أو إنشاء آليات جديدة لتجنب حوادث عسكرية خطيرة لكنها في الوقت نفسه غير مستعدة للتخلي عن القرارات التي تم اتخاذها في وارسو حول إنهاء أي مشروع أنشطة مع روسيا وحول وقف الاتصال عبر الخط العسكري».
ويعتمد حلف الناتو سياسة استفزازية وعدائية ضد روسيا كما يقوم منذ أشهر بتكثيف وجوده العسكري شرق أوروبا وإجراء مناورات عسكرية قرب الحدود مع روسيا في الوقت الذي تحاول فيه وسائل الإعلام الغربية والأميركية التغطية على هذه التحركات الاستفزازية وتواصل حملتها العدائية التضليلية ضد موسكو محاولة استغلال أي حادث لقلب الحقائق وتشويهها بما يخدم توجهات مموليها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في تموز الماضي أن النهج السياسي الذي يتبعه الناتو يؤدي إلى التفرقة في القارة الأوروبية داعياً الحلف إلى «اتخاذ خطوات لإنعاش التعاون مع روسيا» لأن موسكو ليست من جمد الاتفاقيات معه.
(روسيا اليوم– سانا- وكالات)

 

Exit mobile version