Site icon صحيفة الوطن

لماذا يبرز حرّاس مرمانا؟

| غانم محمد

إذا ما حاول أي منّا استنهاض ذاكرته الكروية من خلال أبرز نجومها فسيكون لحرّاس المرمى الحيّز الأكبر في قرص الذاكرة ومع تقديري واحترامي لنجومية حراس المرمى الذين ارتدوا قميص المنتخبات الوطنية أو الذين لم يرتدوها وكانوا يستحقون ذلك فإن ثقافة كروية من نوع خاص ساهمت إلى حدّ كبير في زيادة ألق حراسنا متمثلة في النهج الدفاعي الذي تعتمده كل منتخباتنا الوطنية وفرقنا المحلية، الأمر الذي يسمح للفرق المنافسة بالضغط على مرمانا فتكثر التسديدات وينجح حراسنا بالتصدّي لقسم كبير منها فتحضر عبارات المديح ويخجل المتابع المدقق من سوق النقد لحارس المرمى إن أخطأ بألف باء الحراسة وسط هذا الجو العام من الثناء.
لا أغرق هذه الزاوية بالحديث عن حراس المرمى وإنما لنتوجه من خلال هذه المقدمة إلى ضرورة أن يتخلى منتخبنا الوطني المشارك بتصفيات كأس العالم عن بعض فكره السلبي وعن عاداته السيئة والتي تجعلنا نفتّش الدقائق الـ90 من كل مباراة له عن هجمة تقنعنا بأنه تدرّب عليها أو أنها من سلوكياته المعتادة مع بعض الاستثناءات القليلة… معظم المدربين الذين توالوا على تدريب المنتخب الوطني كانوا يزرعون (الدونية) في نفوس لاعبينا فندّعي اتباع طرق دفاعية بأبشع مفردات الدفاع إلا إذا كان (التشليف) وإبعاد الكرات بأي شكل هو دفاع صحيح! من غير المقبول طبعاً أن نكمل التصفيات بهذا الأسلوب وأن نذهب لمباراتنا الأخيرة ذهاباً مع إيران بهذه العقلية حتى لا نعود بخسارة قاسية وآنَ لنا أن نتصالح مع الحدث الذي نخوض منافساته والمباراة الوحيدة التي هاجمنا فيها ولو بحياء كانت مع الصين وفزنا عليها.
لا أعترض على الدفاع ولا أبحث عن اندفاع هجومي غير مدروس أو لا يمتلك مقوماته لكن على الأقل يجب أن نفهم الدفاع جيداً فلا تكون معظم تشتيتاتنا تمنح المنافس ضربات ركنية أو رميات تماس قرب منطقتنا وبأحسن الحالات إبعاد عشوائي باتجاه نصف الملعب وأنا ومدرب المنتخب ولاعبوه في رهان من طرفي على الأقل أتحداهم فيه أن يستخلصوا الكرة من المنافس ويبدؤوا منها هجمة صحيحة لمنتخبنا.

 

Exit mobile version