Site icon صحيفة الوطن

دمشق – وقضايا الخدمات (3 والأخير)

| بقلم نبيل الملاح

خلصت في المقال السابق إلى أن المناطق والأحياء الشعبية ومناطق التخطيط ومنها منطقة المزة القديمة الواسعة، تحتاج إلى حملة هادئة وجدية لمعالجة أوضاع المنشآت غير المرخصة أصولاً والمنشآت التي لا يجوز ترخيصها ضمن الأحياء السكنية، وحملة (غير هادئة) لإجراء ما يجب من صيانة وترميم للأرصفة والطرقات، ووضع مشروع لتزفيت هذه المناطق.
إن ذلك يتطلب إشرافاً ميدانياً من المسؤولين في محافظة دمشق وعلى رأسهم المحافظ، وما زلت أذكر أنني في تسعينيات القرن الماضي كنت أشاهد بشكل متكرر محافظ دمشق آنذاك وهو يتجول في الشوارع والمناطق المختلفة بدمشق ومعه المعنيون في المحافظة ودائرة الخدمات في المنطقة الموجود بها، ما أدى إلى تحقيق نقلة نوعية في مستوى الخدمات المطلوبة لمدينة دمشق بمختلف أنواعها، إضافة إلى القيام بما يلزم لتجميعها وتحسينها لتكون في أحلى صورة، وللأسف لم أعد أشاهد مثل ذلك منذ ذاك الوقت..؟!
إن إدارة قطاع الخدمات والإدارة (عموماً) تتطلب إشرافاً ومتابعة ميدانية للتأكد من حسن سير الأعمال والمشاريع الخدمية وخاصة في ظل واقع انتشر فيه الفساد، لتصبح المواصفات الفنية المطلوبة لتنفيذ الأعمال حبراً على ورق في العقود والعطاءات، ولا يجوز بحالٍ من الأحوال إدارة هذا القطاع من داخل المكاتب وغرف الاجتماعات، هذه المكاتب التي أصبحت أبوابها مغلقة- إلا باباً أو اثنين- أمام المواطنين وشكاوهم؟!
أعود إلى مناطق التخطيط، لأتحدث عن انتشار ظاهرة بناء وجيبة البناية- وهي الفسحة الوحيدة بين البناية والأخرى المقابلة لها، وهي قانوناً ملكية مشتركة لكامل مالكي الشقق في البناية وينتفع منها الطابق الأرضي فقط- أو وضع مظلة قرميدية، ما يؤدي إلى تراكم الأوساخ ووجود الحشرات عليها، وإلحاق الأذى والضرر بشقق الطابق الأول بشكل خاص والطوابق الأخرى بشكل عام.
وما زال ضمن بعض التخطيط ومنها منطقة المزة القديمة، عدد محدود من البيوت القديمة لم يتم هدمها وإقامة أبنية عليها وفق المخطط، وهي بحالة سيئة، وأسأل: ألا يجب أن يكون هناك نظام يمهل أصحاب هذه البيوت لهدمها وإعادة بنائها، أو استملاكها بأسعار مناسبة وإقامة حدائق صغيرة عليها تكون متنفساً لهذه المنطقة وتسد بعض عيوب (مناطق التخطيط)؟ وأذكر هنا وجود كتلة صغيرة جداً- على الأرجح دكان- في منتصف الطريق الواصل بين ساحة المعلم والفرن الآلي، ورغم تقديم عدة شكاوى للمحافظة ومنذ أكثر من عشرين عاماً، لم تتم إزالة هذه الكتلة التي تعوق حركة السير والمرور بهذا الطريق الذي هو بالأصل ضيق!! وهناك حديقة صغيرة خلف بناء المهندسين في الساحة المؤدية إلى المزة القديمة مهملة وأصبحت مكباً للنفايات والقمامة، ولا أحد يعرف سبب إهمالها؟!
هذه الأمثلة وما سبق تدل على ضرورة معالجة أوضاع مناطق التخطيط بما يؤدي إلى تخفيف مساوئ إقامة هذه المناطق، وبما يحقق العدالة والمساواة في تقديم الخدمات بين مختلف المناطق والأحياء.
أختم بالتأكيد على ضرورة وضع رؤية إستراتيجية تخص محافظة دمشق باعتبارها عاصمة سورية، والإسراع بمعالجة أوضاع مناطقها وأحيائها دون تأخيرٍ أو تراخٍ، لأن في ذلك منع خلق واقع سيئ يصعب التعامل معه بمرور الزمن، ولا يجوز التذرع بظروف الأزمة لتبرير هذا الواقع.
ولنتعاون جميعاً لتقديم الرؤى والأفكار وعرض الواقع بصدق وأمانة، لنجعل بلادنا بأحلى صورة تليق بسورية التاريخ والمستقبل.
داعياً (جمعية أصدقاء دمشق) العريقة للمساهمة في ذلك.

 

Exit mobile version