مع بعض

| مالك حمود

ما أن أتأمل في واقعنا الرياضي حتى تتبادر إلى ذهني حكاية ذلك الذكي جداً الذي يصر على (مخالفة العرف) بتذوقه اللبن بإصبعين بدلاً من إصبع واحد! وحجته في ذلك بأن (رأيين أفضل من رأي)!
ولله في خلقه شؤون! ولرياضتنا مع بعض القائمين عليها شؤون وشجون! فالعمل في اتحادات الألعاب يفترض أن يبنى على مبدأ روح المؤسسة العازمة على استثمار كل أفكار أعضائها الاستفادة من خبراتهم ومعارفهم وتجاربهم التي جمعها كل منهم ضمن اختصاصه الرياضي ومجالات عمله ضمن المسارات الرياضية سواء عندما كان لاعباً أم في المهام اللاحقة.
ولأن الأمر كذلك فقد كانت الخطوة المهمة من القيادة الرياضية بدعم اتحاد كرة السلة بعضوين جديدين، الأول له اسمه الكبير في ميادين كرة السلة المحلية والعربية وحتى الدولية، فالكابتن أنور عبد الحي له بصمته وثقافته وتجاربه الجديرة باستثمارها ضمن العمل السلوي ولاسيما في هذه الفترة بالذات، والسيد طاهر جلبي اسم تعرفه سلة الشهباء بنشاطه وإخلاصه ومتابعته لسلة مدينته داخل الشهباء وخارجها.
هذه المواصفات مهمة ومطلوبة لعضوين جديدين في اتحاد السلة ولاسيما بعد النقد الذي طاله بعد نتائج المنتخب الأخيرة في غرب آسيا ومنهم من طالب بتعديل إستراتيجية العمل السلوي لدى اتحاد اللعبة، ومنهم من طالب بالإطاحة باتحاد اللعبة! بينما تعاملت القيادة الرياضية على مبدأ (لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم)، ليكون جديدها في إضافة اسمين جديدين محاولة امتصاص الأزمة وإرضاء نادي الوحدة بممثل له في اتحاد اللعبة، وإنصاف حلب بممثل ثان في ذلك الاتحاد.
التعديل مطلوب وتوسيع نطاق العمل له أهميته ولكن الأهم ثم الأهم العمل ضمن روح المؤسسة الواحدة، تلك المؤسسة الكفيلة باستيعاب كل ما سيقدمونه من أفكار والعمل على تنفيذها من دون الاصطدام بالعوائق المعروفة والمألوفة ولاسيما في هذه المرحلة بالذات.
فالسلة السورية تمر في مرحلة بناء، وينتظرها الكثير في مسألة التأسيس وتمتين قواعدها القادرة على حمل بنائها الكبير بأحلامه المؤجلة والمتبددة.
سلتنا خسرت الكثير من أركانها في سنوات الأزمة الست، وينتظرها من العمل الأكثر لتعويض ما خسرته، أو ترميم ما ضاع منها خلال السنوات الأخيرة، ومن ثمَّ فإن تدعيم اتحاد اللعبة بالأسماء مطلوب، ولكن المطلوب أيضاً دعم قرار تلك المؤسسة بما تحمله من أفكار جديدة وبناءة، فالعمل لن ينجح إلا عندما نكون كلنا (مع بعض).