Site icon صحيفة الوطن

الجيش يتفوق في «حرب شوارع» الضاحية والمسلحون يفرضون قسيمة خروج على سكان الأحياء الشرقية … مع عودة الإنترنت إليها الشهباء تستقطب الوزراء بعد طول غياب

| حلب – الوطن

أظهر الجيش العربي السوري تفوقاً واضحاً على مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» في «حرب الشوارع» التي تدور رحاها في ضاحية الأسد السكنية غربي حلب، وكبدهم خسائر بشرية كبيرة، وخصوصاً في صفوف قادتهم الميدانيين، ودمر 4 عربات مفخخة قبل أن تصل إلى أهدافها وقضى على أكثر من 100 انغماسي. وأوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش وحلفاءه حقق مزيداً من التقدم أمس داخل ضاحية الأسد وسيطر على مبان جديدة فيها في حرب الشوارع التي تستعر في محاولة من المسلحين للاحتفاظ بالخرق الوحيد المتبقي الذي أحدثوه مع بدء جولات ما أطلقوا عليه «ملحمة حلب الكبرى» لفك الحصار عن المسلحين في الأحياء الشرقية من المدينة بعد أن استعاد الجيش مجدداً منطقة منيان أمس المتاخمة لحي حلب الجديدة غرب المدينة.
وصوب المسلحون جراء هزائمهم المتكررة مساء أمس صواريخ الغراد التي باتت بحوزتهم أخيراً على مدنيي حي الزهراء شمال غرب حلب وخلقوا حالاً من الرعب في صفوفهم بعد استشهاد اثنين منهم بينهم طفل وجرح العشرات وتدمير شققهم السكنية ومحالهم التجارية إثر استهداف حي 3000 شقة سكنية بالصواريخ التي حولت عدداً كبيراً من أبنيته إلى أنقاض وهجرت معظم سكانه.
وشن سلاح الجو في الجيش العربي السوري غارات عنيفة على مناطق تجمع وتمركز المسلحين في منطقتي الراشدين الرابعة والخامسة وسوق الجبس ومحيط مشروع الـ1070 شقة سكنية جنوب غرب المدينة وصولاً إلى بلدات خان العسل وأورم الكبرى والأتارب ودارة عزة وقبتان الجبل غربها.
وراج على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو داخل أحد الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون فيه بيان للمجلس العسكري لميليشيا «جيش الفتح» يشترط على المدنيين الراغبين في الخروج من الأحياء عبر المعابر الإنسانية المحددة، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و55 سنة دفع «قسيمة خروج» حدد سعرها للشخص الواحد بـ150 ألف ليرة سورية، في انتهاك وتعدٍّ واضح على حقوق المدنيين الذين تتخذهم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) رهائن ودروعاً بشرية في وجه تقدم الجيش الذي قضم العديد من المناطق في عمليته العسكرية لاستعادة تلك الأحياء.
كما عمد المسلحون إلى نصب شباك على طول مجرى نهر قويق المار بالقرب من حي بستان القصر لمنع إيصال المساعدات الغذائية إلى المدنيين الرهائن من ذويهم وأقارب لهم بطريقة غير نظامية بهدف الضغط عليهم أكثر واستغلالهم وفق أهواء الداعمين الإقليميين.
في الأثناء وصل وفد وزاري إلى حلب مؤلف من وزراء النفط والموارد المائية والتعليم العالي في زيارة هي الأولى من نوعها لوزراء إلى الشهباء بعد استلام محافظ حلب حسين دياب مهامه رئيساً للسلطة التنفيذية في 7 الشهر ما قبل الفائت على الرغم من المآسي الإنسانية والتقصير والإهمال الخدمي الذي يعاني منه سكانها.
وتزامن ذلك مع عودة الإنترنت بأنواعه كافة إلى المدينة بعد غياب أسبوع عنها ولأسباب مجهولة رجحت مصادر أنها «أمنية» وعاد التواصل الافتراضي بين سكانها على حين جرى عودة التيار الكهربائي عبر خط خناصر «66 ك. ف» وبدأ بتغذية محطة ضخ المياه التي غابت عن المدينة 3 أيام.
وعلى حين غادر موظفو الأمم المتحدة حلب بعد تعرض مقر إقامتهم في فندق شهياء حلب الواقع في الأحياء الغربية لقذائف صاروخية مصدرها حي سيف الدولة الذي يسيطر على قسم منه المسلحون، أعلنت موسكو عن هدنة إنسانية في حلب بعد غداً الجمعة ومدتها 10 ساعات تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً إلى السابعة مساء ويخصص لها معبران جديدان لخروج المسلحين من الأحياء الشرقية مع استمرار عمل المعابر الإنسانية الستة المخصصة لخروج المدنيين.

Exit mobile version