Site icon صحيفة الوطن

أيام التعب!

| غانم محمد

وكأن كل مباراة بالنسبة لمنتخب سورية تمثّل استحقاقاً جديداً!
قد يرى البعض في هذا الأمر عملاً جيداً واهتماماً استثنائياً لكنه من حيث المضمون يدلّ على حجم الارتباك الذي يغلّف عملنا الكروي ويصبغه بلونه.. قبل كل مباراة علينا أن نعود إلى نقطة الصفر تقريباً وننسى أن نبدأ من حيث انتهينا في المرّة السابقة لا لأننا لا نرغب بذلك بل لأننا منذ الأساس لم نهتدِ إلى الخطوات المدروسة إذ تركنا معظمها للمصادفة ولما تجود به الأيام على كرتنا المسكينة..
في طريقنا لمواجهة إيران سنلعب مع سنغافورة، لستُ ضد الفكرة، وأي مباراة استعدادية أفضل من لا شيء، لكن نهيّئ أنفسنا للتعامل مع أي نتيجة رقمية لها وقد تأخذ مساحة من (الكلام) أكثر مما ستأخذه مباراتنا الرسمية مع إيران فإن فزنا سيقول الكثيرون: لا تقدّم ولا تؤخّر ولو كان منتخب سنغافورة قوياً لما فزنا عليه ذهاباً وإياباً في الدور الأول من هذه التصفيات وبالتالي لن نترك للمنتخب فرصة الاستفادة معنوياً من هذا الفوز، وإن خسرنا أمام سنغافورة (وهو احتمال وارد بقوة) فسندخل مباراة إيران بكل تفاصيل الخسارة الودية، ولو ذهبنا من دون أي مباراة ودية لم يترك الجمهور شتيمة إلا وجهها لاتحاد الكرة..
نعلم أن الظروف التي تمرّ بها كرتنا صعبة، وأن اتحاد الكرة حاول ولم ينجح، وأن مطبّات كثيرة اعترضتنا وستعترضنا ولكن أن نبقى أسيري هذه العراقيل فهذا ما لا نقبل به.
ذهاب التصفيات مضى من دون رضى عن العمل لا عن النتائج التي حققها المنتخب، والفاصل الزمني عن الإياب أكثر من كافٍ، وتكرار الأعذار نفسها سيقابل بملل المتابعة والاهتمام.. كنتُ أتمنى ألا يلعب منتخبنا مع سنغافورة ودياً لأنها لا تخدمنا فنياً وقد تتسبب بخسارة ما (معنوياً أو إصابة لاعب أو.. )، وكنت وما زلت أتمنى وغيري أن نمتلك برنامجنا التحضيري الواضح والمدروس بطريقة تخدم منتخبنا بدل أن يكتفي بتحقيق (شكليات ما) نصنّفها في باب التحضيرات!

 

Exit mobile version