Site icon صحيفة الوطن

عندما لا تنفع العراقة

| خالد عرنوس

علمتنا كرة القدم أنها لعبة معقدة من الحسابات ولا تخضع بالتالي لأي منطق وهي في كثير من الأحيان لا تعترف بالعراقة ولا بالتاريخ خاصة بعدما أضحت لعبة المال ولها عالمها الخاص من التسويق والإدارة والإعلام والإعلان ومن ثم فهي صناعة قائمة بذاتها لا تعرف الرحمة ولا تعطي إلا شطار التجارة.
فكم من ناد كبير طوته الشهرة والأضواء متناسية تاريخه الحافل والأمثلة أكثر من أن نحصيها في هذه الزاوية لكننا نذكر في هذه العجالة نوتنغهام فوريست الذي كان يوماً ما بطلاً لأوروبا ولم يعد سوى في الذاكرة ولم يعرف الأضواء منذ هبوطه قبل أكثر من عقدين الى الدرجة الأدنى، وفي ألمانيا بالذات هناك أبطال كثيرون لم يعد لهم مكان في البوندسليغا مثل ميونيخ 1860 وبراونشفيغ وكايزر سلاوترن ونورمبرغ فنراهم يحضرون في بعض المواسم لكنهم غائبون عن التتويج منذ زمن بعيد.
تركيزنا على الأندية الألمانية لأننا سنتكلم على أحد أبطال القارة العجوز والمهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية ونعني هنا هامبورغ الذي خذل يوفنتوس ونجومه (أبطال العالم 1982) وانتزع منه كأس أبطال أوروبا في العام التالي، وهاهو اليوم يعاني الأمرين في البوندسليغا، وهذا الأمر ليس وليد اليوم، فقد عاش إرهاصات الهبوط إلى الدرجة الثانية في المواسم الثلاثة الأخيرة واستطاع أن ينجو في الساعات الحاسمة في موسمي 2013/2014 و2014/2015، أما في الموسم الماضي فقد تحسن وضعه قليلاً فأنهى الجدول في المركز العاشر بعد صحوته في الإياب.
اليوم يبدو أن حلاوة الروح التي عاشها نادي الهامبورغر (وهذا اسمه بالألمانية) وصلت إلى النفس الأخير الذي لن يطول أكثر من نهاية الموسم الحالي، فبعد عشرة أسابيع من عمر الليغا يقبع هامبورغ في المركز الأخير عن جدارة واستحقاق بعد إخفاقه بتحقيق أي فوز وقد خسر ثمانياً من عشر مباريات مكتفياً بنقطتين وبات بحاجة إلى معجزة ليبقى في الدرجة الأولى.
الأمر لم يعد يتعلق بمدرب أو بلاعب أو بنجم معين بل يبدو بحاجة إلى إعادة ترتيب بيته من الداخل مثلما مع غيره من الأندية الكبير التي تمرض ولا تموت ولنا في دورتموند مثال حي وقريب، فقد سبق لأسود الفيستيفاليا أن عانوا قبل قرابة عقد ثم عادوا.
ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه فهاهو هامبورغ على طريق مغادرة البوندسليغا للمرة الأولى بتاريخه وبات عليه إعادة بناء جديدة فربما عاد قريباً أقوى وأكثر مناعة وربما أصبح في غياهب النسيان كما هو حال نوتنغهام!.

 

Exit mobile version