Site icon صحيفة الوطن

القاضي إبراهيم شبار…… علم من أعلام جسم سورية القضائي هامة قانونية لن يخبو صداها… نائب رئيس محكمة النقض سابقاً

أربعون يوماً مرت على انتزاعك أيتها الروح التي سكنت جسدي مذ ولدت… أربعون يوماً مرت على فراقك يا والدي رحلت لتعانق روحك السماء، كم هو مؤلم هذا الرحيل كم أنت قاسية أيتها السماء لتستأثري بدعوة إبراهيم انتزعته ولم تبال ما حل بي، لم تطفئ عبارات العزاء نار الفرقة التي اعتصرت فؤادي ولم تسكن دموعي آهاتي ولم تواس حرقتي لرحيلك لم يرحم رحيلك طفلاً.. ولا كبيراً… ولا شاباً.. إلا وانبرى حزناً غبت عنا! هل غبت عنا؟ هذا طيفك الحي بيننا يتحرك… قلبك ينبض في جسدنا صورتك تسكن مخيلتنا… تشع أعيننا بابتسامتك… دفء حنانك يحضننا… ذكرياتنا الحلوة معك تؤنس وحشتنا يا أغلى حبيب يا قديساً بأخلاقك وحنانك، ولدت من رحم السماح والحنان فكنت رسالة سماوية تقدست وتجلت بنور فاطمة فكانت برداً وسلاماً عليك يا إبراهيم… عظيم شأنك أيها الغالي…… وما كل أب غالٍ…. إلا إن كان كشخص أبي….. ما رآه الكثيرون… لكن سمعوا كان هناك آية من خُلق رفيع… وجنة وارفة بالأخلاق النبيلة…… وهبت…. أثمرت… أهدت… وأكرمت.. ونفخت من روحك روح ألمي فهي منك تجري في عروقها لتبعث فيها طمأنينة وحناناً نابعاً من صميم فؤادك وارتبطت بوجدانك وأحاسيسك، عائلتك أينعت بقوتك وحكمتك غراساً وهبتها الهناء من اسمك ليغرد هزاراً أكرمتها عطاءً لامحدود يفيض كسحابة ديمة ورفيف أمانيك الحنونة. أيا إبراهيم يا أغلى حبيب… كيف من بين الأيادي ترتفع.. لله،،، وتدري كم تعلقت بك الأرواح من قبل الأيادي أيها الجد الحنون أيا إبراهيم خليلاً معطراً بزهرة زينيا، وبحرا لأمير من الحنان لتحيي بمحيي الدين محراباً من القدسية حنانك يا أبي الحبيب حياتنا الأبدية.. وكنف احتضانك هو حقيقة وجودنا.. ومالنا من بعدك قدرة على الوجود مضيت سريعا….. ليس سهلاً أن نتصور…. لا ولا حتى نُفكر… كيف من بين الثواني… وأمام العين.. يا أغلى حبيب.. تركت الأحباب تبكي.. لرحيلك.. كيف من دون انتظار.. وقدت الشمع الحزين… مشيت في الدرب وحيداً… ولربك رحلت.
عظيم شأنك أيها الأب…. أيها القانوني والقاضي الكبير بأخلاقك الراقية والسامية، بوطنيتك النقية الصافية غلّب الحق على ذاتك لتتوج رحلة التعب كنائب لرئيس محكمة النقض فكانت مسيرة مضيئة عطرة من حياتك قضيتها في البحث ونشر ما أنعمه اللـه عليك من سعة الأفق وعمق العلم والمعرفة، لقد سَبرتَ الحق تُذكي طيبهُ عبقاً من القانونِ والأعرافِ وتمُدَ مِن روضِ القضاءِ بلاسم لكل مكلُومٍ من الإجحافِ وكنت سيفاً في وجه الباطل… أنصفت المظلوم وباسم الشعب العربي في سورية أقسمت قسمك المقدس فوفيت العهد والقسم…. عدلت فنمت قرير العين هانيها.
ركن من القضاء في أركاننا انصدعَ فاهتزتِ النفسُ من أعماقها وجعاً وكان في ما مضى إبراهيم نلوذُ بـهِ عند الشدائد في مأواهُ فانصدعَ واليوم قد أظلمت أكواننا فبدا برقٌ من النار في أحشائنا اندلع، أتاك الموت يحملُ رحمةً بنزيفِ قلبٍ فليُكرم الرحمن رحيلك نحوهُ بِخالُصِ إيمانٍ وإنصافِ مُستصحباً حُب الجميع وأدمعاً ليذر خلفاً من بناته وأحفاده وأجيالاً من بعده فافخر أيها الخلف بالإرث الوضاء لإبراهيم عظيم السلف الذي لن يخبو صداه في فضاء العدالة والإنسانية.

القاضي النزيه إبراهيم شبار
من مواليد اللاذقية 6 تموز 1934.
حصل على ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق عام 1962.
تلقى مزيداً من الاختصاص بالقانون الدولي من جامعة القديس يوسف في بيروت.
تميز بمسابقة تعيين القضاة وكان ترتيب تفوقه الرابع على مستوى سورية.
تنقّل في قصور العدل بين محاكم الصلح والبداية والاستئناف باختصاصات الإيجارات والجنايات والمدنية ليتوج رحلة التعب نائباً لرئيس محكمة النقض لينهي مسيرة عطائه في عام 2000.
اعتكف بعدها للمطالعة والكتابة والتأليف ناسكاً في محرابه المقدس ليرحل بعدها بهدوء وطمأنينة راضي الضمير والرب والبشر، لروحك الطاهرة السلام والرحمة… انزل اللـه عليك شآبيب رحمته وأسكنك فسيح جنانه.
أيا إبراهيم ها هو محرابك المقدس ها هي ثروتك الدنيوية تبكي محزونة على فراقك.
أيا إبراهيم يا روح روحي يا كوكباً درياً في كبد السماء السابعة نور على نور تنير دنياي وتسكن وحشة فراقك.

Exit mobile version