Site icon صحيفة الوطن

نافذة على الوطن

| حسن م. يوسف 

عشية يوم الجمعة الأسبق احتفلت صحيفتنا «الوطن» بالذكرى العاشرة لصدور العدد الأول منها، وبما أن ظرفاً قاهراً حال دون حضوري، أود، على رؤوس الأشهاد، أن أعرب عن عميق امتناني وغامر غبطتي لأن الإعلامي الكبير وضاح عبد ربه قد تكرم قبل سنوات وفتح لي هذه النافذة الأسبوعية التي أطل منها على وطني السوري وصورته المتجددة في قلبي وعقلي. فكل عام ووطني الصحيفة يعزز إنجازاته في خدمة وطني البلد الذي يتصدى لتحالف أشرار العالم المدججين بالعتم والمخالب والأنياب.
لهذه المناسبة أكرس بقية هذه الزاوية لتناول بعض القضايا الصغيرة التي لا يصح إعطاؤها أكبر من حجمها، ولا يجوز السكوت عنها.
إعلامي (سوري) في الخارج، يفتري عليَّ ويلفق كلاماً تافهاً ينسبه إلي. إن رددت عليه ساهمت في نشر أكاذيبه، وإن لم أفعل فسيظن «بعضهم» أنني عاجز عن الرد عليه!
تلك هي حصانة القذر، إن وقع عليك لوثك، وإن وقعت عليه لوثك أيضاً.
تبلغ سرعة الضوء عبر الفراغ 299، 792، 458 متراً في الثانية الواحدة. أي نحو مليار كيلومتر في الساعة. وهذه أقصى سرعة تستطيع أن تسافر بها كل أشكال الطاقة، أو المادة، أو المعلومات في الفضاء. ولو أطلق ضوء من طرف الكون فسيصل إلى طرفه الآخر بعد 93 مليار سنة ضوئية.
نعم إننا نعيش في عوالم أكبر من أقصى خيالاتنا وأكثرها جموحاً، وما يعرفه الإنسان عن الكون أقل مما يعرفه برغوث عن العنزة التي يمتص دمها.
قال لي: كان صوتك يلعلع دائماً بالنقد والشكوى، فما بالك تسكت وقد تضاعف الضيق المطبق على ذوي الدخل المحدود أكثر من عشر مرات، وأنت منهم؟
أجبته: مشاكلي الخاصة تبدو تافهة بالمقارنة مع المشاكل التي يواجهها بلدي، الذي أريد له أن يعيش بعدي وبعد ولدي وحفيد حفيدي.
بعض القراء الأعزاء يأخذون على مقالاتي أنني لا أقدم إجابات معمقة عن الأسئلة التي أثيرها.
لهؤلاء أقول: أنا معني بإشعال نار الأسئلة أكثر مما أنا معني بتقديم ماء الأجوبة، لأن البشرية لم تتقدم بالأجوبة بقدر ما تقدمت بالأسئلة. فعندما تساءل الإنسان لماذا تطير الطيور، استطاع أن يجعل المعادن تطير!
أتمنى على من يفتح سؤالي شهيته، ولا يشبع جوابي فضوله، أن يبحث بنفسه عن إجابته الخاصة به، فذلك أقصى تكريم لكلماتي.
الكراهية كما العتم، تمنعنا من رؤية الجميل والجمال فينا وحولنا.
مسكين من انسدَّ بصره وبصيرته بعتم الكراهية، يشعر أنه قبيح معدم، ولو استنار بضوء الحب لوجد أنه يملك عوالم لا حدود لغناها وجمالها!
قال أحد أصدقائي المثقفين: إن أغلبية الشعب العربي تنتمي لمذاهب وطوائف وأديان وليس لأوطان، وإن رجال الفكر والثقافة غير قادرين على تحريك قشة في الشارع العربي.
لذلك الصديق أقول: حتى لو كان واقعنا وواقع شعبنا مزرياً كما تصفه، فهو شعبنا ومن واجبنا أن نواصل الدفاع عن حلمه وحلمنا حتى يصبح حقيقة.
إن سوء الظروف لا يبرر لنا عدم قيامنا بكامل واجبنا، أنا قدوتي ذلك العصفور الذي سمع أن السماء ستنطبق على الأرض فاستلقى على ظهره ورفع رجليه إلى أعلى، ولما سخر أحدهم منه رد عليه قائلاً: أنا أفعل ما أقدر عليه!

Exit mobile version