Site icon صحيفة الوطن

أمن الأحياء الغربية وحرر منيان وضاحية الأسد وتقدم باتجاه الراشدين … الجيش يغلق ملف «ملحمة حلب الكبرى» بنجاح

| حلب- الوطن

أغلق الجيش العربي السوري ثغرات الجبهات الغربية من مدينة حلب التي تسلل إليها مسلحو ميليشيا «جيش الفتح» خلال مراحل ما أطلقوا عليه «ملحمة حلب الكبرى» التي انتهت فعلياً، وأمن تلك الأحياء على طول خطوط تماسها في الوقت الذي واصل فيه تقدمه إلى منطقة الراشدين الرابعة التي لم يدخلها من قبل.
وبين مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش بمساعدة حلفائه استعاد ليل أول من أمس منطقة منيان وضاحية الأسد السكنية الإستراتيجيتين غربي مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع مسلحي «الفتح» كبدهم خلالها أكثر من 70 قتيلاً ومئات الجرحى الكثير منهم من جنسيات أجنبية وخاصة الشيشان والتركستان (الإيغور) والذين خسروا أكثر من 100 انغماسي خلال «الملحمة» التي استمرت نحو أسبوعين.
وقال المصدر: إن الجيش استغل ضعف الروح المعنوية للمسلحين بعد خسارتهم منطقة مدرسة الحكمة والمزارع المحيطة بها ومشروع الـ1070 شقة السكني في محور المدينة الغربي نهاية الأسبوع المنصرم، ليركز هجومه باتجاه منطقة منيان مستخدماً جميع الوسائط النارية المناسبة، ما أرغم المسلحين على الفرار نحو خطوط دفاعهم الخلفية التي دكها سلاح الجو في الجيش السوري بغارات عنيفة امتدت لتطال المنصورة والأتارب وأورم الكبرى وقبتان الجبل وعنجارة ودارة عزة في الريف الغربي لحلب والذي يشكل خطوط إمداد للمسلحين.
بالتزامن، ضغط الجيش بقوة على مسلحي ضاحية الأسد السكنية المتاخمة لأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية، خط الدفاع الأول عن الأحياء الغربية من حلب، وأوقع قتلى كثراً في صفوفهم وأجبرهم على إخلاء الأجزاء التي كانوا يتمركزون فيها مثل المدارس قبل أن ينسحبوا إلى منطقة الراشدين الرابعة خط التماس السابق الذي واصل الجيش التقدم في محيطه حيث دارت اشتباكات عنيفة في مسعى من الجيش للسيطرة على المنطقة الحيوية التي يتسلل منها المسلحون لزيادة هامش أمان الأحياء الغربية.
كما تقدمت وحدة من الجيش بمؤازرة القوات الرديفة لتبسط سيطرتها على معمل الكرتون ومعمل الأدوية ومحيط مناشر منيان التي ما زالت تدور اشتباكات ضارية فيها للهيمنة عليها وتأمين منطقة منيان لكونها خط الدفاع الأول عنها على حين واصلت وحدة أخرى التقدم نحو حاجز الصورة جنوب غرب ضاحية الأسد وبسطت نفوذها عليه أمس ولتواصل تقدمها إلى حاجز العود على طريق أوتستراد حلب دمشق حيث تدور اشتباكات للسيطرة عليه.
واضطرت أمس تنسيقيات فصائل المعارضة المسلحة ووسائل إعلامها على الاعتراف بخسارة جميع النقاط التي سيطر عليها مسلحو «الفتح» خلال «الملحمة الكبرى» بعد أن انكشف أمرهم أمام الرأي العام وخسروا حاضنتهم الشعبية التي غرروا بها ووعدوها بفك الحصار عن زملائهم في الأحياء الشرقية وبدعم إقليمي ودولي منقطع النظير أخفق في انتشالهم من مأزقهم العميق الذي وقعوا فيه. ورجح خبراء عسكريون لـ«الوطن» استمرار العملية العسكرية للجيش إلى أبعد من المناطق التي تسللت إليها فصائل «الفتح» وفي مقدمتها «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) والتي فقدت هيبتها ومصداقيتها أمام بقية الفصائل على اعتبارها رأس حربة في الهجمات وعليها جرى التعويل في تحقيق خروقات لكسر الحصار عن الأحياء الشرقية من المدينة.
ولفت الخبراء إلى أن بلدتي المنصورة وخان العسل غربي حلب أهم هدفين مقبلين لعمليات الجيش السوري العسكرية في المستقبل القريب لأنهما يشكلان المعقلين الرئيسيين لانطلاق الهجمات نحو الأحياء الغربية لحلب، كما أن بلدة خان طومان ومحيطها في المحور الجنوبي الغربي من الأهداف الثابتة على لائحة الجيش وأصدقائه والتي تنتظر قرار بدء معركتها التي ستطال بلدتي العيس والزربة وطريق حلب دمشق الدولي المتاخم لهما لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الخرق الذي تلا هدنة 27 شباط الماضي عندما استجمع «الفتح» قواه وتمدد في ريف حلب الجنوبي وصولاً إلى مشارف المدينة.
واعتمدت خطة الجيش السوري في إغلاق الثغرات التي تسلل إليها المسلحون في الجبهات الغربية للمدينة على تكتيك قضم التلال الحاكمة والالتفاف على نقاط سيطرتهم بدءاً بكتيبة الدفاع الجوي وتل بازو جنوب غرب الكليات الحربية ثم تلتي الرخم ومؤتة واللتين مكنتا الجيش من محاصرة مشروع الـ1070 شقة ومدرسة الحكمة في المحور الجنوبي الغربي قبل أن تمتد عمليات الجيش إلى منيان وضاحية الأسد والمناطق الغربية منهما.
وأطلق المسلحون أمس عشرات القذائف المتفجرة التي استهدفت أحياء الميريديان والفرقان والسليمانية وخلفت شهيدتين اثنتين وأكثر من 10 جرحى في صفوف المدنيين بالحي الأخير فقط ودماراً كبيراً في ممتلكاتهم.

Exit mobile version